يشعر الناشرون بالحماسة تجاه الأيباد لأنه أداة عظيمة للقراءة ويمكن إستخدامه في أنواع متعددة من القراءات سواء عن طريق تطبيقات الأيبوك ستور أو أدوات المقالات الأرشيفية، ويتميز الأيباد بخاصية اللمس التي تمنحك إحساساً بالراحة ومجال أوسع للتفاعل مع محتوى الكتاب أو الصحيفة.

طبقاً لـ quot;ميركري نيوزquot; تم بيع 300 ألف آيباد في اليوم الأول، وتم تحميل 250 ألف كتاب على الجهاز، يبدو أن هذا الجهاز سيكون له التأثير الكبير على تحفيز الناس على قراءة الكتب الإلكترونية، ومن الممكن أن يصبح الجهاز الرائد في مجال القراءة الرقمية على المدى الطويل.

ولكن الناشرين المستقلين يعانون من مشاكل جمة في الوصول بإنتاجهم للأيبوك ستور، لقد ذكرت جريدة نيويورك تايمز أن (مجموعة بريسوس للكتب) وهي من أكبر الشركات الموزعة لكتب الناشرين المستقلين وقعت إتفاق مع أبل لتوريد الكتب لمخزن الأيبوك، وهناك شركات أخرى توزع أعمال الناشرين المستقلين تعاقدت مع أبل لتجعل أعمالها متاحة على الأيبوك، من الملاحظ أنه لا يوجد تعامل مباشر بين الناشرين وأبل وأن العلاقة تتم عن طريق طرف ثالث، وهذا يشبه ما يقوم به الموسيقيون غير المعتمدين حيث يلجأون لطرف ثالث مثل (سي دي باي) للقيام بدور الوسيط لتخزين ألبوماتهم في الأي تون.

بعد أن يستطيع الناشرون تخزين كتبهم على الأيبوك، كيف يمكنهم أن يظهروا تلك الكتب للمستخدمين، إن من السهل الوصول إلى أكثر الكتب مبيعاً، ومن الممكن أن تبحث في أسماء دور النشر، كما أن أبل تسلط الضوء على بعض الكتب، ولكن لا يوجد طريقة تسمح بالبحث العميق في الأيبوك، وعملية البحث الموجودة تفيدك في حالة معرفتك جيدا ما الذي تبحث عنه، حقاً مخزن أيبوك يسمح بالتصفح حسب الفئة، ولكن يظل الأمر محيراً.

وإذا كانت هناك صعوبة الآن في العثور على عناوين بعض الكتب بالرغم من أن عدد الناشرين على الأيبوك ما زال محدوداً، فما الذي سيحدث حينما يدخل طوفان الناشرين المستقلين إلى الأيبوك ؟ هل ستبذل أبل جهداً لتسليط الضوء على هذه الكتب المخبأة في زاوية مظلمة من الأيبوك أم أنها ستختفي في ظلال الكتب التي تنشر عنها صحيفة نيويورك تايمز في قائمة أكثر الكتب مبيعاً ؟

بالطبع تجربة الأيبوك ما زالت حديثة العهد وسوف تتطور بالتأكيد، ولقد قامت أبل بوضع ميزة عبقرية وهي إظهار قائمة بالكتب التي على علاقة بالكتب التي تمتلكها بالفعل، ومن الممكن أن يضيفوا أيضا الميزة الموجودة في موقع أمازون بعرض كتب معينة يوصون بقراءتها، مما سيمنح الكتب المغمورة فرصة الظهور على السطح، وربما أدى ذلك إلى جعل الكتب التي لا يقرأها أحد أكثر الكتب مبيعاً.

لقد إستقبل الناشرون الأيباد بترحيب كبير وذلك لأنه ndash;خلافاً لكيندل ستور (مخزن الأمازون ) ndash; لا يحدد تسعيرة محددة للكتب ولكنه يترك للناشرين حرية تسعير كتبهم، ومع ذلك يجب على هؤلاء الناشرين أن يعلموا أن أسعار الكتب في مجال النشر الرقمي قد تكون أرخص مما يتوقعون، خصوصاً وأن الأمازون كيندل ستور يوفر بعض الكتب الأكثر مبيعاً مجاناً، كما أن الكثير من الكتب الناجحة يتم بيعها مقابل مبالغ بسيطة لا تتجاوز 2 دولار، قد يقبل الناشرون المبتدئين على موقع أمازون وكذلك مؤلفي الكتب الذين يبحثون عن الشهرة أما دور النشر المتوسطة والكتاب الذين يأملون في مستقبل مهني فحتماً سيفضلون الأيبوك ستور.

لقد جاء في مدونة (لولو ) (Lulu) أن شركة أبل لن تسمح بالكتب التي تتضمن محتوى إباحي من الإدراج في الأيبوك ستور حيث أكدت الشركة أنها لن تسمح بنشر أي كتاب يتضمن محتوى غير لائق أو لا يتفق مع سياسة الشركة، وهذا الإعلان يثير تساؤل هام عن ماذا سيفعل الناشر الذي تتم رفض كتبه ؟ وما هي معايير المحتوى غير اللائق في رأي شركة أبل ؟

إن شركة أبل تواجه العديد من المشكلات بخصوص الأيبوك ستور، ولكن حتماً هناك تغييرجوهري في عالم القراءة والنشر، وهناك الكثير من الأمور ستتغير في الخمس سنوات القادمة.