تبدو البشريّة اليوم مطالبة بأن تتحضر للسيناريو الأسوأ، ففي ما يتعلق بحياة الغرباء على سطح كوكب الأرض، هنالك احتمال علميّ يتحدّث عن تواجد الغرباء في الخارج، وهم مولعون بالاكتساب ومتعطشون للموارد، مثلنا، ويرجح أن تكون لديهم رغبة في تدميرنا.


قدوم الغرباء إلى الأرض لن يكون هادئًا

لندن: وجدت دراسة بريطانية حديثة أنه لا يوجد سوى احتمالين في ما يتعلق بحياة الغرباء على سطح كوكب الأرض، وهما: إما أننا نعيش بمفردنا على الكوكب، أو أن يكون لهؤلاء الغرباء تواجد في الخارج، حيث يكونون مولعين بالاكتساب ومتعطشين للموارد، مثلنا، ويرجح أن تكون لديهم رغبة في تدميرنا.

وعندما نفكر في احتمالية وجود حياة للغرباء (aliens)، فإن البشرية مطالبة بأن تتحضر للسيناريو الأسوأ، تبعًا للدراسة.

وذكرت الدراسة أن هذين الخيارين غير المستساغين هما تقريبًا الاحتمالين الوحيدين.

وهو ما يرجع إلى أن التطور يمكن التنبؤ به، وبالتالي ينبغي أن تنتج المحيطات الحيوية للكائنات الغريبة مخلوقات ذكية شبيهة لنا، مع وجود تفوق علمي وحاجة متزايدة إلى الموارد. كما رجحت الدراسة أن نكون بمفردنا في الفراغ العاصف للكون.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي في الدراسة، سيمون كونواي موريس، وهو أستاذ بجامعة كامبريدج: quot;الأوضاع هادئة إلى حد كبير في الخارج، كما لاحظ كثيرون، في الوقت الراهنquot;.

في حين أشارت الدراسة إلى أن الحياة على الأرض قد استغلت تقريبًا كل ركن يمكن تصوره، وتحملت درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة، والملوحة، ودرجة الحموضة، والضغط.

وقد عمد كونواي موريس لجعل القضية تبدو وأن حياة الأرض توجد على مقربة من الحدود الفيزيائية والكيميائية للحياة في أي مكان.

كما شدد موريس على أن التطور يعمل بصورة يمكن توقعها، ما يسفر عن نتائج يمكن التنبؤ بها نسبيًا.

وتقول هاتان الفرضيتان إن حياة الغرباء، إن كانت موجودة، ينبغي أن تكون مشابهة إلى حد ما لحياة الأرض، ومن ثم توليد مخلوقات ذكية شبيهة لنا. وربما يبدو هؤلاء الغرباء غير مألوفين، لكن أي اختلافات ستكون سطحية.

وقال موريس أيضًا إن هناك ما يدعو للحذر من مثل هذه المخلوقات، مضيفًا quot; إن تواجد غرباء أذكياء، فإنهم سيكوننا مثلنا، وهو ما يجب أن يسترعي انتباهناquot;.

وقد سبق لباحثين آخرين أن أثاروا النقطة نفسها. حيث أطلق أخيرًا، على سبيل المثال، عالم الفيزياء المثير للجدل، ستيفن هوكينغ، تحذيرًا قال فيه إن الغرباء ربما يكونون مهتمين بالتنقيب في كوكبنا عن الموارد الحيوية أكثر من اهتمامهم بالتعرف إلينا.

وعلى الرّغم من أن احتمال وجود غرباء جشعين واستعماريين يعتبر احتمالاً مُقلِقًا، إلا أن كونواي موريس يعتقد أن هناك سيناريو آخر، محزن أيضًا، ويرجح أن يكون صحيحًا.

وفي هذا الجانب، كتب موريس في دراسته البحثية أننا ربما نكون بمفردنا في هذا الكون، الواسع بشكل لا يُصدّق تقريبًا، والذي يأوي بصورة محتملة ما لا يقل عن 100مليار مجرة. وتابع quot; نظامنا الشمسي أصغر نوعًا ما مقارنةً ببقية الكون ndash; حيث يبلغ عمره 4.6 مليارات سنة في مقابل 13.7 مليارات سنة لبقية الكونquot;.

ولذلك ينبغي أن يكون هناك قدر كاف من الوقت والفرص لكثير من الحضارات الخاصة بالغرباء لكي تحصل على انطلاقة تطورية كبيرة. وأوضح موريس في هذا الشأن أن المسافات الهائلة التي ستفصل على الأرجح بين حضارات الغرباء لا تمثل حاجزًا لا يمكن اجتيازه في ما يتعلق بعمليات الاتصال والتواصل، كما ورد في الدراسة.

وفي الوقت الذي أوصت فيه دراسة موريس بضرورة توخي الحذر عند التفكير في احتمالية وجود حياة للغرباء، أشار تقرير حديث آخر إلى أن البشرية قد تشعر بسعادة عندما تعلم أننا لسنا بمفردنا.

وفي هذا التقرير، تنبأ العالم النفسي، ألبيرت هاريسون، أن اكتشاف حياة للغرباء ndash; وهو ما قد يتحقق في أي وقت قريب ndash; ربما يعمل على إلهام مشاعر السرور بدلاً من أن يحرض على الفوضى هنا على كوكب الأرض.