لندن: متاعب ومشكلات متعددة بدأ يواجهها خلال الآونة الأخيرة متصفح فايرفوكس، في ظل تراجع حصته السوقية، ونشوب تساؤلات بشأن تمويل شركة موزيلا المطورة له.

وقد حدث انقلاب صغير لكنه ذو مغزى تسبب بإعادة ترتيب السلطة السياسية للإنترنت خلال الأيام القليلة الماضية. حيث نجح متصفح كروم من غوغل، الذي تم تدشينه قبل 3 أعوام فقط، في الصعود والتحول لثاني أكبر متصفح للإنترنت في العالم.

وقالت في هذا الصدد صحيفة التلغراف البريطانية إن نسبة تقدر بحوالى 25,7 % من حركة الإنترنت تأتي الآن من متصفح كروم، وفقاً لإحصاءات مستقلة. والمتصفح الوحيد المتبقي الذي يتفوق عليه من حيث الحصة السوقية هو متصفح إكسبلورر من مايكروسوفت، الذي يحتل الصدارة، بنسبة تصفح من خلاله قدرها 40,6%.

وتشير تلك النسب المئوية إلى احتمالية نشوب مواجهة بين غوغل ومايكروسوفت من أجل التنافس على احتلال الصدارة في معركة المتصفحات خلال السنوات القليلة المقبلة. ومع هذا، فإن الأنظار موجهة الآن صوب مستقبل متصفح فايرفوكس من موزيلا، الذي نجح متصفح كروم ( من غوغل ) في التفوق عليه خلال الآونة الأخيرة.

وبحسب شركة ستاتكاونتر، المتخصصة في تحليل بيانات الإنترنت، فإن فايرفوكس تمتلك الآن حصة سوقية حول العالم تقدر بنسبة 25,2 %. وهنا، أكدت التلغراف أن قياس مثل هذه الأمور وتحديدها على شبكة الإنترنت علم غير دقيق، حيث يقوم محللون آخرون بتقديم تقديرات مختلفة للأمر نفسه.

وتابعت الصحيفة بقولها إن هناك حالة من القلق تكتنف مستقبل فايرفوكس، الذي يتم تحميله مجاناً مثله مثل كروم وانترنت إكسبلورر، لكنه يختلف عنهما من حيث تطويره على أساس غير ربحي.

ونوهت الصحيفة في السياق ذاته كذلك بحالة التراجع التي تعيشها أيضاً المنظمة التي تقف وراء متصفح فايرفوكس وهي شركة موزيلا. وتابعت الصحيفة هنا بقولها إن صعود كروم، شعبياً، لم يكن ليمثل مصدراً للقلق إلى فايرفوكس، لولا قيام غوغل أيضاً بدفع أموال من أجل تطويرها.

ويكفي أن نسبة تقدر بحوالى 84 % من العائدات التي حققتها مؤسسة موزيلا العام الماضي بقيمة 123 مليون دولار قد أتت من منافستها. حيث تبين أن غوغل تدفع أموالاً من أجل توجيه مستخدمي فايرفوكس إلى محرك البحث الخاص بها، الذي يجلب الجزء الأكبر من عائداتها ويتحمل نفقات المشروعات الجانبية مثل كروم، ونظام أندرويد لتشغيل الهواتف المحمولة، والتجارب التي تجرى على السيارات الروبوتية وأمور أخرى.

وتابعت الصحيفة حديثها في هذا الشأن بنقلها عن ناطق باسم موزيلا :quot; علاقتنا البحثية مع غوغل ما زالت إيجابية بالنسبة إلى كلينا. ونحن واثقون تماماً من أن شراكات البحث ستظل مولدا قويا ومتزايدا للأرباح والعائدات في المستقبل المنظورquot;.

ورغم ذلك، لفتت الصحيفة إلى أن موزيلا كثفت من حملتها لزيادة التبرعات. وفي المقابل، قال غلين مودي، مؤلف وخبير في حركة المصدر المفتوح quot; تخضع غوغل لتحقيقات بشأن المنافسة.

وآخر شيء يودون فعله في هذا الموقف هو أن تبدأ في سرقة شركائها السابقين والاستقواء عليهم لأنها ليست جيدة للغاية في دوائر مكافحة الاحتكارquot;. كما دافع مودي عن فايرفوكس في ظل ما يتردد عن تخلفه تقنياً وراء كروم والنسخ الأحدث من متصفح انترنت إكسبلورر، التي تحسنت كثيراً بفضل المنافسة التي واجهتها شركة مايكروسوفت من موزيلا وغوغل.