صرحت وكالة الفضاء الأميركية quot;ناساquot; ان الروبوت quot;ابورتشونيتيquot;، اكتشف تكوينات مستطيلة الشكل شديدة الشبه بالبلاط على سطح المريخ.


لندن: كشفت وكالة الفضاء الأميركية quot;ناساquot; ان الروبوت quot;ابورتشونيتيquot; الذي يستطلع سهوب المريخ وفوهاته البركانية منذ عام 2004 اكتشف بلاطات مريخية أو تكوينات مستطيلة الشكل شديدة الشبه بالبلاط.

وفي حين ان الاهتمام كان ينصب في السابق على وجه المريخ فان وجود البلاطات قد يكون مفتاحا آخر يشير الى امكانية وجود حياة على المريخ أو كانت موجودة على أقل تقدير.

وأمضى الروبوت quot;ابورتشونيتيquot; وتوأمه quot;سبيريتquot; العديد من سنوات عملهما الاستكشافي في البحث عن مفاتيح تقود الى ماء على المريخ بوصفه الشرط اللازم لوجود حياة. وتكدست الأدلة سواء من حيث الآثار الطوبوغرافية التي ربما أحدثها ماء متدفق أو متجمع أو منبثق، أو من ناحية وجود سلفات وهايدروكسيدات ومواد اخرى تنشأ بوجود الماء.

وكانت مركبة استطلاع المريخ quot;أم آر أوquot; ارسلت في آب/اغسطس صورا توحي بأن ماء سائلا لعله يتدفق موسميا على سطح المريخ حتى هذا اليوم.

وقال العالم مايك ماير لدى الاعلان عن وصول الصور ان الموضوعة الرئيسية كانت منذ وصول المركبة أم آر أو الى المريخ، تتمثل في البحث عن الماء. واضاف quot;من الجائز اننا ضبطنا المريخ متلبسا بوجود الماءquot;.

وكان الاكتشاف الأخير لا يقل اثارة وإن اختلفت الأسباب. فالصور التي ارسلها الروبوت quot;ابورتشونيتيquot; تبين وجود عرق من الجبس عرضه بعرض ابهام الانسان وطوله 40 الى 50 سنتم. واضفت الشروخ العمودية على العرق مظهر خطوط مرورية ملونة. وحقيقة ان الجبس لم يكن على مستوى واحد مع صخور السطح منحته الأبعاد الثلاثية المجسمة لشكل البلاط.

وتوصل الروبوت quot;ابورتشونيتيquot; بعد فحص هذه التكوينات الى وجود سلفات الكالسيوم وهي معدن يرسبه الماء. وتتكون سلفات الكالسيوم بأنواع مختلفة ويكاد يكون من المؤكد ان الجبس هو النوع الذي اكتشفه الروبوت. والجبس شكل منقوع بالماء من اشكال هذا المعدن.

ونقلت مجلة تايم عن العالم ستيف سكاير من جامعة كورنيل الأميركية ان العلماء يعتقدون أن المياه الجوفية انبثقت ثم عملت بسرعة على ترسيب املاح السلفات الأقل تحللا فيها وهي الجبس.

وسيواصل الروبوت quot;ابورتشونيتيquot; دراسة اللقية والبحث عن مزيد من مثل هذه العلامات على ماضي المريخ المائي ما دام قادرا على العمل. وكان توأمه الروبوت quot;سبيريتquot; توقف عن العمل عام 2010 بعد ست سنوات من الاستكشافات، وبدأ الروبوت quot;ابورتشونيتيquot; نفسه يُصاب بالوهن حتى ان العلماء يحرصون على ابقائه على الجانب المضيء من فوهة انديفور كريتر البالغ قطرها 23 كلم لاستغلال كل الطاقة التي تولدها لوحاته الشمسية الشائخة.

ولكن من المتوقع ان يصل وريث quot;سبيريتquot; وquot;ابورتشونيتيquot; الروبوت quot;كيوريوستيquot; الى المريخ في آب/اغسطس المقبل. ولا يُعرف ما إذا كانت الفرصة ستتاح لعمل الروبوتين معا أو ان الروبوت quot;ابورتشونيتيquot; يكون استنزف بطارياته وقتذاك. ولكن الروبوت quot;كيوريوستيquot; سيواصل عمل سلفيه بالبحث عن الماء والحياة التي قد يكشف عن وجودها ذات يوم.