الاكتشاف الجديد سيدحض النظرية التي بني عليها فهم الكون ومفهوم الزمن

رصد فيزيائيون جسيمات تزيد سرعتها على سرعة الضوء على الضد من نظرية اينشتاين النسبية الخاصة التي تنفي وجود مثل هذه السرعة. وعلى أساس هذا النفي بنى العلماء فهمهم للكون ومفهوم الزمن، أي أن لا شيء يمكن أن يسير بسرعة تزيد على سرعة الضوء.

ولكن باحثين يعملون في واحد من اكبر مختبرات الفيزياء في العالم تحت جبل في وسط ايطاليا رصدوا جسيمات تنطلق بسرعة تنفيها على ما يُفترض نظرية اينشتاين النسبية الخاصة.

وسيقدم العلماء في مختبر غران ساسو اليوم الجمعة أدلة تطرح إمكانية وجود طريقة لإعادة المعلومات إلى الوراء في الزمن وبذلك محو الخط الفاصل بين الماضي والحاضر ووضع علامة استفهام على مبدأ السبب والنتيجة من أساسه.

وسيعلن العلماء نتائج بحثهم في ندوة يعقدها المركز الأوروبي للأبحاث النووية بالتزامن مع نشر بحث علمي يصف التجربة. وسجل الباحثون أوقات وصول جسيمات شبحية تحت ذرية تسمى نيوترينات neutrinos أُرسلت من المركز الأوروبي في رحلة طولها 73 تحت سطح الأرض إلى مختبر غران ساسو في ايطاليا.

وتقطع حزمة الضوء هذه الرحلة في 2.4 ميليثانية ولكن بعد مواصلة التجربة ثلاث سنوات وتسجيل وقت وصول 15 ألف نيوترينو اكتشف العلماء أن هذه الجسيمات وصلت إلى مختبر غران ساسو قبل وصول حزمة الضوء بـ 60 جزء من مليار جزء من الثانية مع هامش خطأ يبلغ 10 أجزاء من مليار جزء من الثانية بالزائد أو الناقص.

وهذه النتيجة مستبعدة حتى أن فريق الباحثين أنفسهم يبدون حذرا في تفسيرها. وقال علماء فيزياء إنهم سينظرون إلى النتيجة بعين الشك إلى أن تؤكدها مختبرات أخرى.

ونقلت صحيفة الغارديان عن العالم انطونيو ارديتاتو الذي شارك في التجربة أن النتيجة أدهشت الباحثين quot;ولكن النتيجة لا تكون اكتشافاً إلى أن يؤكدها آخرونquot;.

وأضاف العالم ارديتاتو أن التوصل إلى نتيجة كهذه يستدعي التوثق من عدم وقوع أخطاء ومن عدم وجود أشياء لم يفكر فيها العلماء. وأكد أن الباحثين الذي اجروا التجربة امضوا quot;شهورا وشهورا في التدقيق ولم نتمكن من إيجاد أي أخطاءquot;.

وأعرب فريق الباحثين عن الأمل بأن يفحص علماء الفيزياء في العالم نتيجة تجربتهم ويساعدوا في اكتشاف أي هفوات في القياسات أو التحقق من النتيجة بتجاربهم الخاصة.

وقال سوبير سركار رئيس قسم نظرية الجسيمات في جامعة اوكسفورد انه إذا تأكدت النتيجة فأنها ستكون حدثا ضخما. quot;فهي أمر لم يكن يتوقعه احدquot; موضحا quot;أن ثبات سرعة الضوء هو الأساس الذي ينهض عليه فهمنا للمكان والزمان والسببية، أي الحقيقة القائلة إن السبب يأتي قبل النتيجةquot;.

وقال: quot;إن السبب لا يمكن أن يأتي بعد النتيجة وهذا أساسي بشكل مطلق لبنائنا الكون المادي. وإذا لم تكن لدينا سببية نكون في مأزق حقيقيquot;.