إيلاف: يدخل حيز التنفيذ قريباً اتفاق "إيلاف" مع "فايننشال تايمز" لإصدار مجلة الرفاهية How To Spend It Arabic، التي تصدرها الصحيفة البريطانية الأعرق، ويترقبها القارئ العربي بشغف. وعلى هامش الورشة التي لا تهدأ لإطلاق العدد الأول، استضاف برنامج "إم بي سي في أسبوع" الذي تبثه "إم بي سي" ناشر إيلاف ورئيس تحريرها عثمان العمير، لسؤاله عن هذه المجلة، التي يظن كثيرون أن إطلاقها اليوم "سباحة ضد التيار" في عالم الصحافة المتراجع. يصف العمير اتفاق "إيلاف" مع "فايننشال تايمز" لإصدار المجلة بأنها خطوة أولى من نوعها عربياً. ويضيف: "في التسعينيات، وعندما كنت أتولى رئاسة تحرير صحيفة ’الشرق الأوسط‘، عقدنا اتفاقاً مع ’لوس أنجلس تايمز‘ و’نيوريورك تايمز‘ لنشر مقالات وأخبار تنتجهما الصحيفتان، وكان من ضمن الكتاب هنري كيسنجر وبرنارد لويس، وكانت المقالات مثيرة وتحظى باهتمام المتابعين. هناك دائمًا اتفاقيات بين العديد من الصحف وبين الجرائد العالمية، لكن الاتفاقية التي نحن بصددها نوعية، لأنها شراكة تحريرية ولا تقتصر على نقل المحتوى فقط. في نفس الوقت، تندمج فيها جهود المحررين والصحفيين". لكن، هل السوق في حاجة إلى هذا النوع من المحتوى؟ يجيب العمير: "أقول دائمًا إن السوق تحتاج إلى إعلام كما يحتاج الناس إلى الطعام والشراب، والقيمة هي للأبقى والأصلح. ينبغى ألا نقول إننا نحظى بجرائد كافية، أو مجلات كافية، أو شاشات تلفزيونية كافية. قبل أيام، أطلق صحافي بريطاني محطة تلفزيونية مهمة إسمها ’جي بي‘ لتنافس ’بي بي سي‘ و’سي أن أن‘، فتقدم عرضًا آخر مختلفًا. السوق ليست بالضرورة دائمًا متشبعة". الشريحة المستهدفة رداً على سؤال عن الشريحة التي تستهدفها المجلة الجديدة، يقول العمير إن How To Spend It Arabic تتوجه إلى نخبة من القراء المهتمين بعالم الرفاهية، ممن ستفتح لهم النسخة الطبعة العربية منها أبواباً على كل جديد في هذا الحقل، على امتداد العالم من حولهم. وإن كانت المجلة تخاطب القراء على اختلافهم، فهي تستهدف الميسورين خصوصاً، شارحاً أن الصحيفة الأم "فايننشال تايمز"، وكما هو معروف، صحيفة "يقرأها الاقتصاديون وصناع القرار، بصفتها تتابع عالم المال والأعمال والمصارف، وهي تنشر مجموعة إصدارات، يتوجه معظمها إلى هذه الشريحة من رجال المال والأعمال والاقتصاديين". الصحافة لا تنتهي في تقييمه للصحافة العربية، يقول العمير إن الصحافة لا تنتهي، بل "تنتهي الوسائل التي تخرج الصحافة، لكن الصحافة تبقى. نحن نواجه مشاكل كثيرة في العالم العربي، عندنا الحرية الأقل، وعندنا مشاكل تتعلق بالتدريب والتأهيل، وأخرى تتعلق برأس المال. بعض الصحف يعتمد على المساعدات الحكومية، وللأسف، كل وسيلة إعلامية مضطرة إلى أن تستند لجدار أو آخر كي تستمر، لكنني أعتقد أن المحتوى هو الرهان الأول، أي كيف تكون قريبًا من الناس، وتعبر عن تطلعاتهم". ماذا ينقص الإعلام العربي حتى يضاهي الإعلام في العالم المتقدم؟ يجيب العمير: "نحتاج إلى التأهيل والتعليم والاحتكاك بالتجارب الأخرى في العالم، خصوصًا في أميركا وفي أوروبا".