في صباح يوم مشمس، دخل أحمد إلى مكتبه في الشركة التي يعمل فيها منذ سنوات. كان أحمد معروفًا بالتزامه وتفانيه في العمل، لكن مؤخرًا بدأت تزداد عليه المشاعر السلبية والإحباط. السبب؟ مديره الجديد، السيد خالد، الذي بدا غير كفء تمامًا في إدارة الفريق.

منذ اليوم الأول لتوليه المنصب، كان السيد خالد يظهر عدم فهمه للعديد من الجوانب الأساسية للعمل. في أحد الاجتماعات المهمة، طلب من الفريق تقديم تقرير عن مشروع لم يكن له وجود أصلاً! حاول أحمد وزملاؤه شرح الوضع له، لكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل. كان السيد خالد مصرًا على رأيه، مما جعل الجميع يشعرون بالارتباك والقلق.

مع مرور الأيام، بدأت الأمور تتدهور أكثر. أصبح العمل في المشاريع معقدًا وغير منظم، وكلما حاول الفريق التركيز على أهداف معينة، جاء السيد خالد بتوجيهات جديدة ومتناقضة. بدا الفريق وكأنه يسير في دائرة دون تحقيق أي تقدم. بدأت معنويات الموظفين تتدهور، ولم يعد لديهم الحافز للعمل بجد كما كانوا يفعلون في الماضي.

في أحد الأيام، قرر أحمد التحدث مع السيد خالد بشكل صريح. جمع شجاعته ودخل مكتبه. "سيد خالد، أعتقد أن هناك بعض الأمور التي تحتاج إلى إعادة النظر فيها"، قال أحمد بحذر. ولكنه كان غير مستعد للاستماع والتغيير. بدلاً من ذلك، بدأ في الدفاع عن قراراته دون النظر إلى المشاكل التي تسببها.

مع استمرار هذا الوضع، بدأت صحة أحمد النفسية تتأثر. شعر بأنه محاصر في بيئة عمل غير مستقرة وغير مشجعة. كان يرى زملاءه يعانون أيضًا، لكن الجميع كانوا يخشون التحدث. قرر أحمد البحث عن الدعم من زملائه، وبدأ في تنظيم اجتماعات غير رسمية لمناقشة التحديات التي يواجهونها وكيفية التعامل معها.

في إحدى هذه الاجتماعات، اقترح أحد الزملاء أن يبدأ الفريق في تطوير مهاراتهم الشخصية والمهنية للتكيف مع الوضع. بدأ أحمد وزملاؤه في حضور دورات تدريبية وورش عمل لتعزيز مهارات القيادة والتواصل. هذا لم يساعدهم فقط في تحسين أدائهم الشخصي، بل أيضًا في تقديم دعم أفضل لبعضهم البعض.

ومع مرور الوقت، أدرك أحمد أنه بحاجة إلى بيئة عمل أكثر استقرارًا وإيجابية لتحقيق طموحاته. بدأ في البحث عن فرص جديدة، وفي النهاية وجد وظيفة في شركة تقدر موظفيها وتدعمهم. لم يتردد في قبول العرض، وقرر الانتقال إلى هذه البيئة الجديدة.

كانت تلك التجربة درسًا مهمًا لأحمد. تعلم أنَّ القيادة الجيدة ليست مجرد إدارة، بل هي فن يحتاج إلى فهم عميق للناس والعمليات. وعلى الرغم من التحديات التي واجهها، خرج أحمد منها أقوى وأكثر استعدادًا لمواجهة المستقبل. لقد أدرك أن النجاح في العمل لا يعتمد فقط على المهارات الفردية، بل أيضًا على بيئة العمل والدعم الذي يحصل عليه من القيادة.