النقاب - شئنا أم أبينا -يعتبر إخفاء الشخصية المتعمد
وسأتحدث عن النقاب هنا لا على اساس انه مهين للمرأة كإنسان، فأنا لست هنا بصدد مناقشة هل النقاب من الدين بشيء، اذ اتحدى أي رجل دين ياتي بسند واحد في الشريعة الاسلامية تدعو المرأة للتنقب وتجعلها تغط بالسواد والقفازات السود من راسها حتى اخمص قدمها، لتخفي شخصيتها ولايتم تمييزها عن الرجل او تمييزه عنها في حالة استخدامه ذات النقاب، فتضيع حقائق بعض الناس ويتعقد الامر على القضاء والسلطة التنفيذية في البحث عن المجرمين، ولا اظن ان الدين الاسلامي ndash; وهو دين البساطة والنوايا الحسنة - يريد تعقيد الحياة على الناس ليختلط الحابل بالنابل ويختلط على الناس معرفة المرأة من الرجل ويغيب اي دليل واحد لمعرفة من تحت النقاب الاسود؟. امرأة أم رئيس عصابة ؟ كما حدث قبل شهرين بانكلترا حيث اقدمت عصابة على نهب بنوك وقامت بقتل احدى الشرطيات عندما استجابت لنداء موظف البنك وهمت بإغاثته، وقد تمكن الجاني من التخفي بنقاب امرأة ونجح في الهرب خارج البلاد فأفلت من العقاب..
إن مدعي الالتزام بالدين الاسلامي صاروا يمنعون مناقشة هذه الامور واعتبروها من المقدسات خاصة ونحن ابناء الديانة الاسلامية نعشق المقدسات التي تزيد عندنا يوما بعد اخر حتى تسببت امراض الكبت الجنسي بتحرشات فاضحة وعلنية وغدا الكذب والتآمر على الاخرين والحسد والانتقام والغيرة من مزايا حياتنا فاصبحنا امة المحن واليأس والقلق والمشاكل والموت والحروب والغدر والممنوعات والتقهقر السريع..
اريد هنا ان اتوجه بالسؤال لرجال القضاء والمسؤولين عن مكافحة الجرائم وخاصة جرائم الارهاب التي تضرب البلدان الاسلامية وتعرقل مسيرة الحياة في بعضها وتعيد البعض الاخر الى الوراء ليفقد الانسان بها ابسط حقوقه البشرية الا وهي الامن والحفاظ على الحياة والسلامة.. كالعادة سوف لن يعجب هذا الكلام مدعي الاسلام او الاسلامويين الذين يحاولون اسكاتنا باساليب منها التهديد او الوعيد او حتى التعليقات التي تحاول احباطنا ونضحك منها هازئين..
وان كنت الوم رجال القضاء الاحرار في العالم والذين يدركون حتما خطورة الاوضاع في ظل الارهاب اليوم، ويدركون ايضا بخبرتهم القضائية خطورة اشاعة النقاب والذي قد يكون عملا احترازيا للمجرم وتسترا على شخصيته وعدم السماح للمجتمع بالمساهمة الحقيقية لانجاح دور رجل الامن او السلطة التنفيذية التي تريد ملاحقة الارهاب والقضاء عليه حفاظا على ارواح الابرياء.. لكنني الوم رجال الدين من المسلمين اكثر لانهم يصمتون عن هذا التعصب الذي يشوه الدين والذي غزا بلدان المسلمين المتغافلين عنه حتى ارتد خطره عليهم، واصبحت الدول الاسلامية اكثر عرضة لانتشار الجريمة والفوضى وضياع الحقوق من الدول الاخرى واصبح المجتمع المنقب مجتمعا مرعبا قائما على الشك والخديعة وعدم الثقة بالغير مما يدمر الفطرة التي يلهج بها رجال الدين في الجوامع صباح مساء.. فاين الفطرة من هذا السواد المرعب المخيف قلبا وقالبا ؟..
كما الوم رجال الامن من الشرطة المسؤولين عن مكافحة الجريمة في كل بلدان العالم الصامتين عن حقوقهم المهدورة، اذ ليس من واجبهم ان يتعرفوا على المجرم في مجتمع صار اشبه بالخفافيش، فهم لم يقسموا اليمين على ان تكون لديهم اعين خارقة للنقاب، ليتعرفوا على المجرم ويلاحقوه من بين الاف الاجساد الملفوفة بالسواد..
كما الوم رجال الحكمة والمعرفة، والمربين، وناشطي حقوق الانسان بالعالم اذ لم يطالبوا بحملات جدية للوقوف ضد هذه الظاهرة التي سهلت انتشار الجريمة والقيام بها، ومنها جرائم الشرف والخيانات والتي تؤدي احيانا الى القتل ان لم يكترثوا للارهاب. وقد رأيت بعيني في احدى البلدان العربية رجلا يتخفى بالنقاب ليلتقي عشيقته المتزوجة وحينما تحدثت مع احدى النساء عما رأيت اعطتني قائمة من اسماء العشاق والعشيقات المتزوجين جميعهم والذين يستخدمون النقاب لهذا الغرض.. طبعا هذا لايعني التعميم فهناك الكثير من المنقبات اللواتي يعتقدن ان النقاب من الدين جهلا فيلتزمن به تدينا..
ألوم كل انسان يعرف ان النقاب ليس من الدين ويسكت..
ألوم كل قاض ومحام وكل انسان مسؤول عن أمن المجتمع يدرك تماما ان النقاب يعقد مهمة البحث عن المجرمين ويسكت..
ألوم كل رجل دين وكل الهيئات الاسلامية وعلى رأسها الازهر الذي يتدخل في كل شيء ويفتي لمنع شعر شاعر هنا او تكفير كاتب او سياسي هناك، والجامعات التي تفتح ابوابها لتدريس العلم والدين وتسكت عن محاربة هذه الظاهرة. وكما يعلم جميعنا ان المتستر عن الجريمة شريك بها.. الكل شركاء بهذه الجريمة فهل نبقى بهذه الفوضى والمعاناة بسبب صمتنا المطبق عن هذه الظاهرة؟ وهي كغيرها من ظواهر وتقاليد كثيرة خاطئة خربت عيشنا فصرنا اكثر الامم تخلفا..
التعليقات