إخواني، انقطعت عنكم الأيام المنصرمة، وتركتكم دون دروس وتوجيهات لأنني كنت منصرفاً إلى التأمل والتدبر في ماينفعكم في الدنيا والآخرة، وينقذكم من المهالك كشأني معكم في كل وقت وحين.
إخواني، تأملت كثيراً في البدعة الكبرى والمصيبة العظمى التي شاعت في بلادنا وانتشرت، وأقبل عليها الناس دون تمعن في مخاطرها، أو إدراك لأضرارها حتى لم يعد يخلو منها بيت. هذه البدعة هي التكالب على استقدام الخدم من شتى البقاع وفيهم الملحد والنصراني والرافضي والبدعي والعلماني والليبرالي فيبثون سمومهم، ويشيعون أفكارهم الضالة المنحرفة بين ظهرانينا حتى أني خشيت أن يخسف بنا لكثرة الفساد، واعتياد الناس عليه بسبب هذه البدعة.
يظن بعض السذج أن لاضرر من الخدم، وهذا أيم الله جهل مطبق فهم أصل كل الشرور، ومنبت كل المصائب؛ الخادمات يغرين شبابنا بالفجور، ويدفعنهم للزنا لأنهن لم يذقن نعمة الحجاب، ولم ينلن خير الستر بل هن ربائب الفرنجة، وبريد خبائثهم، غايتهن إفساد شبابنا كرهاً في الإسلام وأهله. وهن لايعرفن الطهارة، كلهن أمراض خبيثة لم يسبق أن سمعنا بها أو ذكرها أحد شيوخنا في مصنفاتهم الجليلة.
رجالهم يتلصصون على نسائنا، ويخلون بهن من غير وجه حق، وقد تمضي المرأة جل وقتها مع سائقها فيزغرد الشيطان ثم لايلبث أن يجمعهما في خلوة محرمة. ولايقف الأمر عند الزنا، وهو أمر ليس يسيراً إذ تجيء معه أمراض كثيرة منها الايدز والأنفلونزا، والحمى الشوكية وغيرها، بل هو يتجاوز ذلك إلى ملحقات الفساد الأخرى وأولها الضلال عن دروبنا ومخالفة نواهينا.
هؤلاء الخدم لم ينشأوا في محاضن الدعوة، ولم يجلسوا بين أيدينا فإنهم منصرفون إلى المخدرات وصناعتها وترويجها على صغارنا حتى يستدرجوهم إلى ماهو أشد وأعظم.
أحبتي، طالبت ولاة الأمر بمنع هؤلاء الخدم من القدوم إلى البلاد، ثم طالبتهم أن يسلمونهم إليّ، رجالاً ونساء، فأثقفهم في الدين، وأنقي عقيدتهم من الشوائب إن كانوا مسلمين، أو استجلبهم إلى حظيرة الدين إن كانوا مشركين فما أجابوني، لكن الله فتح لي باباً من الخير لم يسبقني إليه أحد يقضي على مخاطر الخدم مع بقائهم شرط أن تنفذ شروطي كاملة. أولا: يمنع ولي الأمر استقدام النساء بحيث تقتصر الخدمة على الرجال فقط. ثانياً: يخصى هؤلاء الرجال فلا يكون منهم خطر على الحريم، وهو أمر جائز لأنهم يدخلون في عداد السبايا وبهذا نأمن مخاطر الاختلاط وإن بقي في قلبي بعض الخشية.
ثالثاً: يحظر استقدام المسلمين حماية للمجتمع من شوائب الصوفية والبدعيات الأخرى، و يكون لنا فضل هداية النصارى فإذا ماحان وقت الجهاد كانوا لنا جنداً وخدما، وهذه هي الخدمة الحق.
اللهم هل بلغت اللهم آمين.
[email protected]