الجواب المعروف هو أن الرئيس الإيراني والرئيس السوري الخائفين من المحكمة الدولية أمراه بذلك وبما أن تمويل وتسليح حزب الله متوقف على ما يقدمه الرئيس الإيراني وعلى سماح الرئيس السوري بمروره إلى لبنان ، فنصر الله مجبور على الدفاع عن النظامين. هذا الجواب صحيح ، فنصر الله تابع لإيران وسوريا لأنه بدونهما يفقد البترودولار والسلاح وينهار حزبه لصالح حركة أمل المنافسة لحزبه وزعيمها المعتدل نبيه بري. لكن هذا الجواب هو نصف الحقيقة. أما نصفها الآخر فهو أن حسن نصر الله يدافع عن نفسه فهو متورط في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فالتحقيقات أثبتت أن الشاحنة التي فجرت الشهيد تم تجهيزها من اختصاصيين في حزب الله باشراف ضابط في المخابرات السورية واللبنانية والإيرانية ولولا حزب الله وحسن نصر الله شخصيا، ما كان بامكان عملية الاغتيال أن تنجح، وقد طلب الأستاذ سعد الحريري من الرئيس الفرنسي شيراك بالتدخل لعدم كشف دور حزب الله وأمينه العام في قتل والده خوفاً من فتنة طائفية، لأن نصر الله لن يقبل بأي ثمن ولو بتهديم لبنان على رأس جميع سكانه أن يقف أمام المحكمة الدولية كشريك رئيسي في قتل الحريري لكن المخابرات السورية قالت لحسن نصر الله أن المخابرات الروسية أعلمته أن المحكمة الدولية عندما تنعقد ستستدعي حسن نصر الله كشاهد ثم تحوله إلى متهم وتحكم عليه بالسجن بالمؤبد. لآ أعرف ما إذا كانت رواية المخابرات السورية عن الروسية صحيحة، أو أنها مجرد حيلة لدفع حسن نصر الله إلى التهديد بالفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة حتى تحمي المخابرات السورية رستم غزاله وشركاءه في الجريمة من الوقوف أمام المحكمة الدولية الخطير أن حسن نصر الله صدق رؤساءه في المخابرات السورية. والأدهي والأمر أن جريدة quot;اللوموندquot; الفرنسية المطلعة علي كواليس السياسة الدولية أوردت بتاريخ 8 ديسمبر الحالي في صفحتها الأولى مع صورة لحسن نصر الله أن تقرير الأمم المتحدة اطلعت عليه اللوموند تقول أن سوريا كونت quot;قاعدةquot; خاصة بها، مكونة من 50 إرهابي لقتل 36 شخصية لبنانية . وتقول الجريدة أن ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي أعلم الأمم المتحدة أن هؤلاء الإرهابيين استقروا في quot;مخيم نهر الباردة في شمال لبنانquot;. وقد أخبر وزير الداخلية اللبنانية السابق احمد فتفات جريدة اللوموند بـأنه على علم بالخير وأنquot; هذه القاعدة سورية ، وأن أعضاءها مدربون ومسلحون جيداُ quot; ولا شك أن هؤلاء الإرهابيين سيقومون باغتيالاتهم للشخصيات اللبنانية الموالين للرئيس لحود عميل المخابرات السورية وشريك نصر الله في اغتيال الشهيد الحريري . لهذا أطلب من الأستاذ سعد الحريري أن يتعهد لحسن نصر الله كتابة بأنه لن يقف أمام المحكمة الدولية كشاهد أو كمتهم حتى يتراجع عن مغامرته( وهو مغامر محترف) التي ستؤدي إلى تقسيم لبنان إلى دويلات وطوائف تسعى كلها إلى الاحتماء بإسرائيل من بعضها كما كانت تفعل دويلات ملوك الطائف في الأندلس عندما كانت تسعى جميعاً تطلب الحماية من الملوك الكاثوليك ضد بعضهم. فهل سيعيد هذا التاريخ الحزين نفسه على يد حسن نصر الله؟ الله ورسوله أعلم!!!.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات