ما يحدث في الأرض الفلسطينيه المحتله إلى جانب كونه مهزله غير مضحكه على الإطلاق لأنها كارثه جديده تقع على الإنسان الفلسطيني البسيط. الذي قد يتواجد أبناؤه في المكان الخطأ في الزمان الخطأ كما حدث مؤخرا في قضية القتل المتعمد لأطفال احد المسؤولين.. وراح ضحيته طفلان آخران شاء حظهما العاثر أن يكونا في الموقع ذاته.. المسؤول الأول والوحيد الآن هو زعماء يتنافسون على كراسي السلطه المدارة أصلا بالريموت كونترول من قبل إسرائيل.. كأنما أصبح الشعب الفلسطيني لا قيمة له في العد البشري.. مخجل أن يصل فريقا السلطه والحكومه إلى هذا االمستوى من التراشق بالكلمات.. وبالعيارات الناريه.. واعين وعالمين أن كل ما يحدث إنما يصب وبالتأكيد في المصلحه الإسرائيليه.. ليس فقط في تمديد أجل المعاناة وزيادة عمليات المراوغة الإسرائيليه للإستيلاء غلى أراضي أكثر.. والإسراع في علمية تكملة بناء الجدار.. ولكن لأنه يؤكد ويعمق الذريعه الإسرائيليه الكبرى وهو الخوف من التيار الإسلامي وإمتداده على حدودها متسلحا بمساندة ايران.. وسوريا.. وحزب الله.. وهو الخطأ الذي وقعت فيه حماس.. لا أستطيع الجزم فيما إذا كان متعمدا أم فيما إذا كان الطرف الوحيد الذي مد يد العون لحماس.. ولكن مهما كانت الأسباب فهو خطأ إستراتيجي كبير لأن أي من هذه الأطراف الثلاثه لها مصالح وأجندات بعيده كل البعد عن الهدف الفلسطيني الأول.. وهو التخلص من الإحتلال..
متابعة تصريحات قادة حماس خلال الأيام القليلة السابقه تؤكد بأن هدف حماس إلى جانب إستماتتها للبقاء في السلطه.. هو المراوغه والتضليل الكلامي المبهم حول أية تسوية مع إسرائيل والإستمرار في رفض وجودها وهو ما يعطي الذريعه مرة أخرى لإسرائيل للتخوف من الهدنه التي تقترحها حماس..
وبالتالي حتى وإن نجح أبو مازن في عملية إعادة الإنتخابات.. والدلائل تشير إلى نجاح فتح فيها.. فإن الكارثه موجوده طالما ان هناك عناصر إسلاميه متشدده ترفض التعاطي مع المتغيرات الدوليه وتستعمل لغة الدين كسلاح لإرهاب الفكر العربي والفلسطيني بالذات.. وإستعمال هذا الفكر كوسيلة لتحقيق غايات سياسيه لا علاقة لها بمصلحة الفلسطينيون..
الحل الوحيد يكمن في قطع الطريق على الفكر الإرهابي الذي تشير الدلائل على أنه بدأ يعشعش في الأرض المحتله.. الحل لا زال بيد حماس في أن تقبل وبدون مراوغه بحكومة وحده وطنيه على أن تتضافر بعدها الجهود العربيه والدوليه على مسارين.. أحدهما وبمساعدة السعوديه بإلزام إسرائيل بمفاوضات جاده على أساس إما خارطة الطريق.. أو المبادرة العربيه ( السعوديه ) وهو ما تؤيده معظم الدول الغربيه حاليا.. والآخر إقتصادي.. لخلق قاعدة إقتصاديه تقوم على إعادة بناء البنيه التحتيه تضمن إشغال وتشغيل وإستيعاب معظم الأيدي العاطله في حدود الضفة والقطاع لفترة زمنيه لا تقل عن خمس سنوات.. لتضمن فيها شيء من الإستقرار المعيشي الذي سيعمل بالتالي على التغيير الجذري في النفسية والعقليه الفلسطينيه.. فمن المخجل أيضا إستمرار سفر رؤساء الحكومه الفلسطينيه لأي دول لإستجداء الإقتصادي..
الآخر هو ما شاهدته هذا الصباح كتجربة جيده تعمل بها الأمم المتحده في سراييفو.. وهو إعطاء حوافز لتسليم الأسلحه.. فمن غير المعقول ولا المقبول دوليا ان يكون هناك رؤس متعدده..للسلطه.. وأسلحه منتشره في أيدي شباب صغار لا يملكون حتى التدريب الكافي لإستعمالها.. إلى جانب الإساءه الإعلاميه البالغه للفلسطينيون في الطلقات الناريه في الهواء التي قد تقتل أطفالهم.... ففي ظل الضائقه الماليه التي يعيشها الفلسطينيون.. ثمة حافز مادي بشكل من الأشكال قد يساعد في عملية جمع كل هذه الذخيرة المرعبه من الأسلحه التي تستعمل ضد أيناء الشعب الواحد..
بدون ذلك ستتلاعب إسرائيل في إلتزاماتها.. وسيبقى المجتمع الدولي عاجزا عن إيجاد المخرج المعقول للتعامل مع المنطقه العربيه التي تعج بالفوضى المستترة.. وتهدد الإستقرار العالمي..
التعليقات