قراءة الخافض 100 مرة لخفض ضغط الدم، والسميع لعلاج الصمم، والمتين لتثبيت الجنين، والبصير لعلاج العين، والرشيد لعلاج البروستاتا!!.
الدين ملجأ وملاذ لا بيزنس وإبتزاز.
[الداعية أحمد عبده عوض نجم جديد يدخل عالم الطب النبوى، ولكن بضاعته هذه المرة مختلفة عن أساتذته، فهو لايعالج بالبردقوش ولم يخترع قطرة قرآنية، ولكنه يعالج بطريقة أخرى وهى طريقة العلاج بالأسماء الحسنى، وهكذا تكتمل الحلقة الجهنمية التى تقوم على التجارة بالدين وإستغلال البسطاء وغسل أدمغة المتعلمين، إنها أكبر إهانة توجه لديننا الإسلامى الحنيف الذى قام على العقل، وأخطر جريمة تغتال سماحة وعقلانية الدين، لتملأه بالخرافات وتدس في نخاعه الدجل والشعوذة.
[سلسلة كتب الأدوية النبوية هى سلسلة كبيرة صدر منها حتى الآن جزءان، وماكتب فى الجزءين يكفى لقياس كم الإستخفاف بعقولنا، وإستغلال أقدس الأشياء فى الترويج لأفسد الأشياء وهو بيزنس بيع الوهم للناس فى ظل فقر الناس وغلبهم وفساد النظام الصحى وخلل التعليم الذى يفرز أنصاف متعلمين وجهلاء بدرجة إمتياز ومثقفين بمرتبة متخلفين عقلياً!.
[الأسماء الحسنى التى هى صفات للخالق عز جل، هذه الصفات المقدسة التى لايقترب منها بشر، إستطاع الداعية الإسلامى أن يحولها إلى كبسولات وحقن وأقراص وملينات وبخاخات وقطرات !، كيف واتته الجرأة على أن يفعل فعلته تلك ويهين تلك الأسماء الحسنى ويهتك قداستها، وينزل بها إلى معترك الواقع، لتتحول القداسة إلى مستوصف، والجلالة إلى وحدة صحية، هل هى خطة مدبرة من هؤلاء لإغتيال وخنق أى نفس عقلى أو نبض منطقى فى الدين؟، أريد إجابة عن مغزى وهدف تلك الخزعبلات؟، هل هى نتيجة الدونية التى نحس بها تجاه الغرب؟، هل هى نتيجة أننا لم نسهم فى مسار العلم منذ عصر إبن رشد؟، هل هى نتيجة أننا صرنا نستورد كل شئ من فتاحة العلب إلى أدوات تنقيب البترول؟، أم نتاج أن الوحش الإسرائيلى الرابض إلى جانبنا عدد علمائه ضعف عدد العلماء فى الدول الإسلامية مجتمعة بكاملها؟، أم هو نتاج وإفراز كل ذلك.
[علاج الصمم عند الداعية أحمد عبده عوض هو ترديد إسم السميع مائة مرة، ولعلاج ألام العمود الفقرى فلنقرأ الجبار مائة مرة أيضاً، أما الجيوب الأنفية فلايجدى معها إلا اللطيف، ولمتانة تثبيت الجنين قراءة إسم المتين يلصقه بقوة فولاذية، والقولون له علاج وهو ترديد الرؤوف، والبروستاتا الرشيد، وضغط الدم له الخافض، ولعلاج الروماتويد إسم المهيمن.....وهكذا، كل مرض له إسم خاص من الأسماء الحسنى يستطيع إصلاح الخلل وإعادة الحيوية.
[وسأحاول أن أناقش هذا الأمر بجدية بالرغم من أنه لايصمد لمناقشة طالب إبتدائى، ولكنها الحياة فى مصر المحروسة هى التى تفرض عليك أحياناً أن تناقش البديهيات من المربع رقم واحد، أولاً لايوجد دواء يعالج عضو، هذه الفلسفة إنتهت منذ زمن بعيد بظهور علم الفسيولوجيا، وصار الدواء يقتل ميكروباً ما و يعالج خللاً ما وليس عضواً ما، فأصبحنا نسمع عن دواء يعالج خلل الإنسولين فى البنكرياس أو خلل توازن الأملاح فى الضغط أو خلل هورمون الثيروكسين وليس الغدة الدرقية، أو يقتل نوعاً خاصاً من الفطريات أو البكتيريا.....إلى آخر هذه الفلسفة التى إستقر عليها العلم وصار يكتشف بها ويقتحم وينشر السعادة ويطيل عمر الإنسان ويقلل وفيات الأطفال والأمهات، ويقضى على أمراض فتاكة مثل الجدرى والطاعون والكوليرا...الخ.
[كل ماسبق كان بسبب العلم ولاشئ غير العلم، وهذا يقودنا إلى ثانياً، وهى أن هذا المعنى العلاجى يوصلنا إلى تفرقة عنصرية فى العلاج ويقودنا إلى فتنة طائفية ، فالمريض المسلم يشفى والمريض المسيحى يموت، لأن الأول يملك أسماء حسنى والثانى لايملكها ، وهذا ظلم يتنافى مع إسم الله وصفته وهى العدل.
[ثالثاً العلاج بالكلام الشفهى والمعجزات الخارقة كان فى عصر السحر أيام إنسان الكهف الى كان لايفهم سر الزوابع والأعاصير والبراكين، والأهم سر الموت، فيحفظ تمائم وتعاويذ ويعالج بكلام شفهى سحرى، ويتخيل أنه أخرج به الأرواح الشريرة، مثلما كانوا يقولون قبل عصر أبو قراط عندما كانوا يعالجون الصرع بضرب المريض حتى تخرج الأرواح الشريرة من جسده !، فهل بعد كل هذا التقدم الطبى والعلاج بالهندسة الوراثية والخلايا الجذعية والمناظير الضوئية والتشخيص بالمقطعية والرنين وثلاثى الأبعاد وتحليل نقطة الدم التى صارت تكشف لنا عن علامات الإستفهام التى كانت تكتنف العالم الغامض، عالم الإنسان....الخ، بعد كل هذا نعود للعلاج بالكلمات مهما بلغت قداستها، أعتقد أن هذا هو الجنون بعينه.
[المشكلة الكبرى أن هؤلاء المروجين لمثل هذه الطرق من العلاج والتى يطلقون عليها أسماء مختلفة مثل الطب النبوى أو الدواء الربانى...الخ، يتخيل هؤلاء أنهم يخدمون الدين ولكنهم فى الواقع يدمرونه ويجعلونه مجرد قارب لأهدافهم، والكارثة أن هذا القارب لن يصل بهم إلى شاطئ النجاة بل سيظل عرضة لعواصف وأنواء الواقع وإختباراته، والسؤال ماذا لو لم تنجح الأسماء الحسنى فى علاج المرض؟، وكيف سيكون حال المريض الذى شعلقناه على حبل الأمل الدايب؟!!، أليس الشك سيمتد إلى مابعد الأسماء الحسنى؟، لماذا نعرض القداسة المطلقة للقيل والقال وتجارب الشفاء والمرض النسبية؟، إرحمونا وإرحموا العلم وإرحموا مصر، وقبل كل ذلك إرحموا الدين الذى هو ملجأ وملاذ وليس بيزنس وإبتزاز.
لغز الطبيب الإرهابى...من أيمن الظواهرى إلى محمد العشا.
قائد هجوم quot;جلاسجو quot; طبيب أردنى، ونائبه طبيب عراقى، ومنفذ التفجير طبيب لبنانى، والكل كان ينسق مع طبيب هندى فى أستراليا!.
[إسترعى إنتباه المحللين أن كل أو معظم المشتبه فيهم فى حادث تفجير جلاسجو الإرهابى ينتمون إلى مهنة الطب، وبرغم أننى أقول quot;المشتبه فيهم quot; ولاأقول quot;المجرمين quot;، إلا أن ظاهرة الطبيب الإرهابى أو على الأقل الذى يحمل أفكاراً متطرفة تتحول إلى رغبة حارقة فى تدمير الآخر صارت تفرض نفسها على الفكر وتستعصى على التحليل وتثير الحيرة، فهناك متهمان فى أستراليا تحقق معهما السلطات هناك الأول طبيب هندى إسمه quot;محمد حنيف quot;، والثانى طبيب تكتمت السلطات الأسترالية إسمه، والمتهم الهندى متهم بالتنسيق للعملية الإرهابية من خلال مكالمات هاتف محمول يعمل بالأقمار الصناعية بين إنجلترا وأستراليا، أما المتهمون داخل إنجلترا وأسكتلندا فأولهم وأشهرهم الطبيب الأردنى الجراح quot;محمد العشا quot;، والطبيب العراقى quot;بلال عبد الله quot;، أما الرجل المحترق فى عربة الجيب التى إقتحمت مطار جلاسجو quot;خالد أحمد quot; فإشتباه كبير أنه طبيب أيضاً !!!.
[ليس جديداً على عالم التطرف الإسلامى وجود بل سيطرة الأطباء، فمنذ أن دخل الطبيب الجراح أيمن الظواهرى عالم التنظيمات الإسلامية المتطرفة بداية من الجهاد وإنتهاء بالقاعدة، وعلامة الإستفهام تطل برأسها متحدية لكل المحللين، كيف ينتمى طبيب نابغ دارس للدكتوراه ومتخرج من أفضل وأعرق كليات الطب فى الشرق الأوسط إلى هذه التنظيمات؟، كيف لإبن البيوتات الراقية الظواهرى وعزام، المستريح إقتصادياً، الذى ينتظره مستقبل باهر كباقى أبناء عمومته من عائلة الظواهرى الذين ينتشرون فى جميع فروع الطب من جلدية وعيون وعظام..الخ، ويحتلون مقاعد الأساتذة فى كلياته، كيف له أن يضحى بكل هذا دفعة واحدة فى لقاء المجهول، وكيف غسلت دماغه وزيف وعيه إلى هذه الدرجة من الغيبوبة؟؟.
[السؤال الأهم من كل ماسبق كيف لمن تعلم المنهج العلمى فى التفكير أن يتبنى الفكر الإرهابى الإقصائى المتطرف بهذا الشكل بل أن يكون أهم وأخطر قادته فى العالم كله بل والمنظر الفعلى والحقيقى له؟!!، والإجابة هى أن هؤلاء الأطباء لم يتعلموا المنهج العلمى فى التفكير، من الممكن أن يكونوا قد صموا الكتب وحفظوا المناهج والمقررات وحصلوا على أعلى الدرجات، ولكنهم فى الحقيقة يفكرون بعقلية خرافية غير علمية على الإطلاق.
المنهج العلمى من الممكن أن يمارسه صاحب سوبر ماركت أفضل من طبيب، فدرجة التعليم عندنا نحن العرب والمصريين لاتعبر عن درجة الثقافة العلمية والتفكير النقدى، فمن الممكن أن يذهب الأستاذ الجامعى بعد أن يخلع بالطو معمله إلى زار أو يفتح مندل أو يقرأ الفنجان !، فالعبرة ليست بالتعليم، والدليل هو أن قائد تنظيم القاعدة ونائبه هما خريجا كليات القمة، الهندسة والطب، إنه شئ محير، وأيضاً محمد عطا هو خريج كلية هندسة وكان يحضر للدراسات العليا فى أوروبا وأمريكا.
[كان علماء الإجتماع عند نشوء الجماعات الإسلامية يربطون التطرف بالفقر، إلى أن جاء الظواهرى وكسر هذه القاعدة، وجاء بعده بن لادن الملياردير إبن واحدة من أقوى عائلات المملكة السعودية وأغناها ليثبت أن ظاهرة الإرهاب ومولد إرهابى جديد ظاهرة مركبة ومعقدة ولاعلاقة له بالفقر، أو على الأقل لايمكن أن نعتبر أن الفقر هو العامل الأساسى فى نشوئها، والآن وبعض المحللين يربطون الإرهاب بالطب نحاول أن نتلمس طريق النجاة ونحل المعضلة، هل طابور الأطباء المنتمى للتنظيمات الإرهابية هو نتاج المهنة التى ترى الموت كل لحظة أمام عينيها؟، هل يخلق هذا بروداً تجاه الدماء؟، هل كليات الطب فى البلاد العربية صارت طالبانية الهوى يتخرج منها طالبانيون صغار؟، أفهم أن يكون الطبيب متصوفاً ولكن أن يكون إرهابياً هذا هو مالاأفهمه ولاأستطيع تفسيره، ولايستطيع كل ماسبق أن يقنع المحللين فى الغرب لماذا الأطباء بالذات هم الزبائن الدائمين على موائد الإرهاب والتطرف، ولماذا يستبدلون الشادور والجلباب بالبالطو الأبيض؟، ولماذا صاروا يحملون الكلاشينكوف والقنبلة بعد أن كانوا يحملون جهاز الضغط والسماعة؟، ولماذا هم يقطعون رقاب الأسرى بدون تخدير بعد أن كانوا يضمدون الجراح؟.
[email protected]
التعليقات