عواصم: أدانت عائشة القذافي كريمة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي اليوم الاحد صدور حكم الإعدام بحق الرئيس العراقي السابق صدام حسين.وقالت القذافي وهي من المحامين الذين تولوا الدفاع عن الرئيس العراقي السابق quot;هذا الحكم صدر من البيت الابيض لاعتقادهم ان اعدام صدام حسين هو اعدام للمقاومة الباسلةquot;.وتداركت quot;لكنهم لا يعرفون ان كل عراقي غيور مجاهد هو صدام حسينquot;.
وحكمت المحكمة العراقية الجنائية العليا اليوم بإعدام الرئيس العراقي السابق واثنين من معاونيه شنقا لمسؤوليتهم عن مقتل 148 شيعيا في بلدة الدجيل خلال الثمانينات.
من جهته، وصف الرئيس الاميركي جورج بوش الحكم بانه quot;نجاح كبيرquot; للعراق.وقال بوش في واكو في ولاية تكساس (جنوب) quot;ان المحاكمة نجاح كبير لجهود الشعب العراقي الرامية الى استبدال نظام استبدادي بنظام القانون. انه نجاح كبير للديمقراطية العراقية الناشئة وحكومتها الدستوريةquot;. كماقال قبل ان يستقل الطائرة لمواصلة حملته الانتخابية قبل يومين من الانتخابات البرلمانية انه تلقى quot;دليلا على العدالة كان يظن كثيرون انه لن يأتي يوماquot;.لكنه اقر انه quot;ما زال امام العراق الكثير من العملquot;.
أما المستشارة الالمانية انغيلا ميركل فقد رحبت بquot;تولي هيئة محكمة محاكمةquot; الجرائم التي ارتكبها صدام حسين.لكنها ذكرت بان ثمة quot;تشكيكا ورفضا لمبدأ عقوبة الاعدامquot; التي صدرت بحق الرئيس العراقي السابق، داخل الاتحاد الاوروبي.
و في موسكو أكد ميخائيل كامينين الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية عدم جواز التدخل الخارجي في أعمال القضاء لدى محاكمة مواطن قي أي بلد كان. وقال كامينين تعليقا على صدور الحكم باعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين quot; انطلاقا من أن محاكمة مواطن في أي بلد كان ومهما كان المنصب الذي كان يتولاه سابقا تعتبر شأنا داخليا لهذه الدولة فان محاكمته يجب أن تتم وتنجز دون أي ايعاز من الخارج .ونحن نعتقد أن اصدار الحكم لاسيما في قضية حساسة كهذه حيث تجري محاكمة الرئيس العراقي السابق يجب أن يتم دون أي اعتبارات سياسية وعلى أساس قانوني دقيقquot;.
وأشار كامينين الى أنه من الواجب في الظروف الصعبة التي يمر بها العراق الآن عدم اتخاذ خطوات من شأنها أن تزيد من احتدام التوتر في المجتمع العراقي وتخلق المصاعب على طريق إحلال الوفاق الوطني عبر الحوار الواسع بمشاركة جميع الاطراف السياسية والقومية والطائفية.
من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية السويسرية في بيان ان اصدار عقوبة الاعدام quot;غير مبرر حتى ازاء جرائم بالغة الخطورةquot;.وقالت الوزارة quot;بالنسبة إلى سويسرا عقوبة الاعدام غير مبررة حتى في حالة ارتكاب جرائم بالغة الخطورة. وان هذا الموقف ينطبق ايضا على حالة السيد صدام حسينquot;.
واوضحت الوزارة في بيانها quot;ان سويسرا لا تقر عقوبة الاعدام المحظورة بشكل واضح في الدستور الفدرالي لسنة 1999. وهي ملتزمة بالعمل على إلغاء هذه العقوبة في كافة المنتديات الدولية وايضا في معاملاتها الدبلوماسية الثنائيةquot;.فيما اشادت سويسرا بالانتهاء من محاكمة صدام حسين.
وقال البيان quot;ان الرئيس العراقي السابق يجب ان يعاقب بشدة بسبب خطورة افعالهquot;.واعربت الوزارة عن املها في ان quot;تسهم محاكمة المسؤولين السابقين عن الاستبداد في العراق في تجاوز محن الماضي واقامة دولة القانونquot; في العراق.
حكم قد يؤجج الانقسامات في العراق
و قد حاولت الحكومتان العراقية والاميركية اليوم اظهار حكم الاعدام بحق صدام حسين كخطوة الى الامام يقوم بها العراق، لكن الخبراء يخشون تأجيجا للتوتر بين الاتجاهات المتشددة داخل الغالبية الشيعية والاقلية السنية.
فقد قال جوست هيلترمان مدير شؤون الشرق الاوسط في مجموعة quot;انترناشونال كرايزس غروبquot; ان quot;حكم الاعدام عزز السلطة الرمزية لصدام بحيث بات اليوم شهيدا حياquot;.واضاف ان صدام quot;لا يزال لديه تأثير على المتمردين السنة، واعتقد ان هذا التأثير سيزول سريعا بعد موته، لكن اعدامه سيؤدي الى رد فعل اكثر عنفاquot;.
وانطلقت تظاهرات راوحت بين تأييد الحكم على صدام ورفضه في مختلف مدن العراق، وعمدت وسائل الاعلام المحلية والاقليمية الى التركيز عليها مظهرة اتساع الهوة بين العراقيين بعد اكثر من ثلاثة اعوام على الاطاحة بالنظام العراقي السابق.وابتهج الشيعة العراقيون الذين يشكلون غالبية بصدور الحكم في بغداد، وخصوصا انهم تعرضوا لقمع الدكتاتور السابق.
وفي المقابل، بدا الاستياء واضحا في صفوف السنة الذين ينتمي اليهم صدام.وقال عضو البرلمان ورئيس جبهة الحوار الوطني السنية صالح المطلك ان الانقسامات ستتواصل وكذلك اعمال العنف، محملا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والحكومة مسؤولية هذا الامر.
ولم يسجل موقف موحد من حكم الاعدام داخل حكومة الوحدة الوطنية العراقية.
فرئيس الوزراء نوري المالكي اعتبر ان الحكم هو حكم على quot;حقبة مظلمةquot; فيما رفض الرئيس العراقي جلال طالباني الذي يزور فرنسا التعليق عليه.
اما الحزب الاسلامي العراقي السني فدعا الى عدم استثمار محاكمة صدام حسين quot;سياسيا لالهاء الشعبquot;، وتساءل ما اذا كان quot;النظام الجديد قدم نموذجا متميزا افضلquot; من النظام السابق.ولسحب جنودها ال150 الفا، تحاول الولايات المتحدة تشكيل اجهزة امنية عراقية صلبة، لكن هذه الاجهزة ليست في منأى عن الانقسام، بدليل ان الشرطة العراقية تجاهلت اليوم الاحد خرق العراقيين لحظر التجول.
وفي هذا الاطار، خرج الالاف من سكان مدينة الصدر الشيعية معقل التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر الى الشوارع وتجمعوا امام مكتب الصدر في الحي الواقع شرق بغداد، ترحيبا بالحكم.اما في مدينة سامراء السنية فانضم شرطيون الى مجموعة من مئتي شخص رفعوا صورة ضخمة لصدام حسين تحية له.
وامل النائب الكردي محمود عثمان الا يؤدي حكم الاعدام الى مزيد من الانقسام في صفوف العراقيين والا يترجم ذلك مشاكل امنية اضافية.واكد ان العراقيين عانوا مشاكل خطرة، معربا عن امله في الا يتسبب الحكم بالاعدام بمزيد منها.
من جهته، رحب البيت الابيض بصدور حكم الاعدام وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية توني سنو quot;اصبح لديكم الآن دليل دامغ على وجود نظام قضائي مستقل في العراقquot;.لكن منظمات تدافع عن حقوق الانسان ابدت شكوكا في هذا التأكيد، منتقدة كيفية حصول المحاكمة.
التعليقات