قال ان الصهيونية تزرع الفرقة بين العرب والاكراد
صدام : دولتكم عاجزة عن وقف قطع الرؤوس
أسامة مهدي من لندن : قال الرئيس العراقي المخلوعصدام حسين ان الصهيونية والانفصاليين هم الذين يزرعون الفرقة بين ابناء الشعب العراقي من العرب والاكراد وان الدولة الحالية عاجزة عن وقف قطع رؤوس العراقيين ورميها في الشوارع وذلك خلال الجلسة السادسة عشرة للمحكمة الجنائية العراقية العليا التي انعقدت اليوم لمحاكمته وستة من مساعديه السابقين المتهمين بارتكاب جرائم ابادة جماعية ضد الاكراد في حملة الانفال خلال عامي 1987 و1988.. فيما قدم مشتك الى المحكمة قائمة باسماء 124 مفقودا من ابناء قريته بينهم 14 من افراد عائلته في حين اكد اخر فقدان 33 شخصا من افراد عائلته منذ عام 1988 .

وبعد ان ادلى مشتكيان باقوالهما طلب صدام الحديث فشكك باقوالهما حول وجود الاف المعتقلين في محتجز نقرة السلمان الصحراوي الجنوبي موضحا انه لايستوعب مثل هذا العدد الكبير كما شكك في وفاة 750 كرديا هناك . ثم شكك في قتل اطفال وتساءل قائلا : لماذا يقتل الاطفال ويترك الكبار من حملة السلاح . واضاف صدام ان العراقيين شعب واحد عربا واكرادا وليس من مصلحتهم الفرقة مشيرا الى ان من له مصلحة في ذلك هي الصهيونية والانفصاليين في اشارة الى الاتهامات التي توجه للقيادات الكردية بالرغبة في الانفصال عن العراق . واشار الى ان اقوال بعض المشتكين بان الاكراد استهدفوا لانهم اكراد فيه تجن ويساعد على الفرقة بين العراقيين وانه ليس من مصلحة العراقيين الحديث بهذا الشكل .

ودعا الى الكشف عن شخصية وهوية مقاله المشتكون من وجود ضابط يدعى الحجاج يدير معتقل نقرة السلمان الصحراوي . وتساءل قائلا : هل الحجاج هو شخصية وهمية للربط بين اسم الحاكم القديم المكروه من العراقيين والحجاج الحالي للادعاء بانه انتهك نفس الانتهاكات السابقة ولكن في عهد صدام حسين . وسال صدام المشتكي الثالث الذي قال ان زوجته توفيت في نقرة السلمان بعد وفاتها هناك عما اذا كان نقل رفاتها منذ ذلك الوقت فاجاب بانه لا امكانية له لذلك . ثم وجه صدام سؤالا اخر الى المشتكي فيما اذا كان يستطيع ان يدل أي جهة تذهب الى هناك على مكان دفن زوجته فاوضح المشتكي ان بصره ضعيف الان وانه لايستطيع ذلك الان . ووجه صدام له سؤالا ثالثا عما اذا كان ماقاله في افادته بانه هل كان عيد الحج او عيد رمضان حين تم نقله وعائلته الى الصحراء فاجاب المشتكي انه عيد رمضان وهنا طلب صدام التدقيق في كلام المشتكي واذا كان شهر ايار عام 1988 يصادف عيد الفطر .
ثم تدخل المدعي العام مشيرا الى ان دولة صدام كانت دولة مخابرات واجهزة امنية ولذلك لايمكن التعرف على اشخاص مثل الحجاج .
وهنا تدخل صدام محتدا قائلا ان دولته كانت دولة حقيقية بغض النظر براي اخرين فيها .. ولكن الان الدولة لاتعرف ولاتستطيع عمل شيء ازاء قطع رؤوس العراقيين ورميهم في الشوارع .

وفي بداية الجلسة جرى نقاش بين المتهم سلطان هاشم وزير الدفاع السابق ورئيس المحكمة محمد العريبي الخليفة ورئيس الادعاء منقذ ال فرعون حول عدم حضور فريق الدفاع الاصلي لجلسات المحكمة والذين طلب هاشم من القاضي السماح لهم بالحضور للمشاركة في مناقشة المشتكين والدفاع عن المتهمين . فرد القاضي بان محامي الدفاع قدموا طلبا في جلسة سابقة للانسحاب لاسبابا هم صرحوا بها فسمحت لهم المحكمة بذلك وهي لاتمانع من حضورهم في أي وقت .. ثم طلب من الحراس استدعاء أي محامي في ساحة المحكمة الى الدخول للقاعة لكنه يبدو ان احدا منهم لم يكن موجودا . واشار ال فرعون من جهته الى ان حق الدفاع مضمون قانونا ولايمكن للمحكمة منعهم من الحضور لكنهم انسحبوا بارادتهم . ودعا القاضي فريق الدفاع الى الحضور والمشاركة في جلسات المحكمة .
وانعقدت المحكمة برئاسة القاضي محمد العريبي الخليفة في اجواء خيمت عليها عملية اغتيال شقيق المدعي العام منقذ ال فرعون في بغداد الليلة الماضية . فقد هاجم مسحلون مجهولون المحامي عماد ال فرعون شقيق المدعي العام في منزله بحي الجامعة غرب بغداد واطلقوا النار عليه أمام زوجته وأردوه قتيلا في الحال وفروا الى جهة محهولة.

المشتكي الاول
وقال المشتكي الاول في جلسة اليوم وهو الثاني والخمسين منذ بدء المحكمة جلساتها في الحادي والعشرين من اب (اغسطس) الماضي مطلب حسن سليمان من مواليد 1932 ويسكن قرية جلمورد بقضاء جمجمال في كركوك انه في شهر ايار (مايو) قصفت القوات العراقية قوى قريبة مما اضطر سكان قريته الى الهرب خوفا من قصفهم الى وادي بابرشة القريب وبقوا هناك ثلاثة ايام وفي اليوم الرابع قصفت الطائرات والمدفعية بقصف محيط الوادي الذي حاصروه في اليوم الرابع من ثلاث جهات ودخلوا اليه وبداوا بتفتيش الموجودين وكان عددهم حوالي 300 شخصا واستولوا على اموالهم . واضاف ان الجنود اقتادوهم الى قريتهم حيث وجدوا ان الجيش كان يقوم بتهديم دورها .. وبعدها نقلوا بسيارات عسكرية الى منطقة تقتق حيث وضعوهم في حقل للدواجن وقاموا بعزل الشباب عن البقية . وفي اليوم التالي حضرت سيارات لنقل المحتجزين فابلغه الشباب ان الجنود قاموا بضربهم وتعذيبهم في الليلة الماضية وقد نقلوا فعلا الى معسكر طوبزاوة حيث تم تقسيمهم الى ثلاث مجموعات للشباب والفتيان والمسنين ومن وقتها لم يعرف مصير الشباب . وبعد ثلاثة ايام تم نقل المعتقلين الى حجز نقرة السلمان الصحراوي الجنوبي حيث حضر ضابط يدعة حجاج بتقسيم المعتقلين الى مجموعات تضم الواحدة 15 معتلا يوضعون في غرفة واحدة ويغلقها عليهم وكان مجموع المعتقلين في نقرة السلمان يتراوح بين الفين وثلاثة الاف يعيشون في ظروف قاسية حيث كان يموت عدد منهم يوميا واكد انه احصى في احد الايام 20 جثة وقال انه شارك بدفنها في حفرة صغيرة خارج المحتجز. واكد ان حجاج كان يمارس التعذيب ضد الشباب وفي احد الايام علق اثنين منهم على عمودي كهرباء بالمقلوب وتولى الجنود ضربهم . واوضح انه بعد ستة اشهر من البقاء في الحجز الصحراوي تم اطلاقهم بعد ان نقلوا الى مدينة السماوة (220 كم جنوب بغداد) وكان الوضع في معتقلها افضل .. وبعد 4 ايام اعيدوا الى بلدة طوبزاوة الشمالية ومنها الى مدينة السليمانية التي اعيدوا منها الى قراهم حيث وزعت الحكومة لهم قطع اراضي صغيرة لزراعتها . واكد ان 33 من افراد عائلته فقدوا خلال عمليات الانفال بينهم زوجته حلاوة علي مصطفى وثلاثة من ابنائه واخوين له وزوجتيهما وعدد من ابنائهم والكثير من ابناء اعمامه وزوجاتهم واولادهم.. وسال صدام عن مصيرهم الذي لايعرف من عام 1988 ولحد الان وقدم الى المحكمة قائمة باسمائهم . واوضح المشتكي ان قريته لم تضرب بالاسلحة الكيمياوية .
وقد ايد المدعي العام اقوال المشتكي باراز بطاقات هوية لافراد من عائلته التي عثر عليها في مقبرة جماعية بمنطقة الحضر التي تبعد 182 كيلومترا عن قرية المشتكي بينها هويات لاطفال صغار .

المشتكي الثاني
واشار المشتكي الثاني عمر حسن عمر من مواليد 1935 بقرية قسرو التابعة لقضاء جمجمال في محافظة كركوك ومهنته فلاح الى انه في ايار عام 1988 كان في قريته عندما قصفت القوات العراقية بالمدافع والطائرات قرى قريبة فهرب سكان قريته الى الجبال القريبة التي بقينا فيها ثلاثة ايام ثم قامت قوات الجيش باعتقال الجميع ونقلوا الى معسكر طوبزاوة حيث تم فصل الشباب عن البقية واقتيدوا الى منطقة لم تعرف . ومنذ ذلك الحين لم يعرف شيئا عن مصير عائلته البالغ المتكونة من زوجته وابنائه الخمسة الذين يتراوح اعمارهم بين 15 و4 اعوام وابنته الكبرى وزوجها وبناتها الثلاثة واعمارهن بين عام ونصف واربع سنوات وابناء شقيقه الثلاثة اضافة الى اخرين عدد اسماءهم والذين بلغ مجموعهم 24 فردا كما قدم الى المحكمة قائمة باسماء 124 مفقودا من ابناء قريته منذ عام 1988 مشيرا الى وفاة 750 شخصا بعد ان وزع المعتقلون بمعدل ستة في كل واحدة مؤكد انه كان في الحجز الصحراوي الاف المعتقلين. بعد ذلك نقلوا الى حجز نقرة السلمان الصحراوي . ثم سرد الاوضاع هناك مثلما ذكرها المشتكي الاول وقدم شكوى ضد صدام حسين مطالبا باعادة رفات المفقودين ومطالبا بالتعويض.

صدام يعترض : وقد اعترض صدام على اقوال المشتكي بوجود الاف المعتقلين ووفاة 750 معتقل وطلب من هيئة المحكمة زيارة نقرة السلمان ليروا باعينهم انه لم يكن يستوعب للالاف كما قال المشتكي . فرد المشتكي ان المحتجز يتكون من طابقين وفيهما عدد كبير من القاعات . لكن المشتكي لم يستطع ذكر رقم محدد . ثم شكك صدام في قتل اطفال وتساءل قائلا : لماذا يقتل الاطفال ويترك الكبار من حملة السلاح .
المشتكي الثالث
وقال المشتكي الثالث بابا عبد الله من مواليد 1936 بقرية جوغليجا في السليمانية ان القوات العراقية قصفت في ايار عام 1088 قريته والاخرى المجاورة ثم حاصرتها واعتقلت سكانها ونقلتهم الى منطقة طقطق وبينهم هو وزوجته واولاده ومنها الى طوبزاوة .. وبعد ثلاثة ايام نقل الجميع الى معتقل نقرة السلمان الصحراوي الجنوبي . وقدم شرحا عن اوضاع المعتقل لايختلف عما قاله المشتكيان الاولان . لكنه اضاف الى زوجته واثنين من بناته توفيا هناك بينما اخذ احد الجنود وليدن اخرين له وعمرهما 3 و4 سنوات لكنهما اعيدا اليه . واوضح ان مابين 200 و300 معتقلا قد ماتوا خلال الستة اشهر من الاعتقال . وقال انه بعد حوالي ستة اشهر نقل المعتقلون الة طوبزاوة ومنها اعيدوا الى السليمانية حيث اطلق سراحهم بكفالات مالية .

مشتكون وشهود جدد
ومن المنتظر ان تستمع المحكمة الى اقوال المواطن الكردي عوزير وهاب محمد سليمان وهو احد الناجين باعجوبة من مقبرة جماعية كبيرة بعد أن كان مصاباً بجروح بليغة بعد اطلاق النار عليه ومجموعة من الاكراد في منطقة احتجاز صحراوية . فقد كان سليمان مع مجموعة من الاكراد في منطقة عرعر على الحدود العراقية السعودية وبعد اعتقالهم من قبل قوات النظام السابق اقتيدوا الى منطقة مقفرة وأطلق الجنود عليهم الرصاص وبينهم رجال ونساء واطفال لكنه نجا من الموت الذي تظاهر به بعد أن أصيب باطلاقات نارية ثم هرب وظل مختبئا لعدة سنوات الى حين الانتفاضة الكردية في العام 1991.
وينتظر ان يتحدث المشتكي ايضا عن كيفية إعتقاله في حملات الأنفال وتسفيره من قريته حتى وصوله الى صحراء عرعر وصدور اوامر الاعدام الجماعي عليه وعلى بقية المؤنفلين ودفنه في مقبرة جماعية الا انه نجا بأعجوبة بعد ان اصابته عدة اطلاقات اضافة الى تفاصيل اخرى عن كيفية صدور احكام الاعدام على المعتقلين من العوائل الكردية وكيفية اطلاق النار عليهم ودفنهم في مقابر جماعية كما نقل مكتب الاعلام للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني واشار الى ان ناجين اخرين من مقابر جماعية سيدلون باقوالهم وهم فرج محمد عزيز وعبدالواحد رمضان كانوا مع سليمان .
وكانت المحكمة استمعت حتى اخر جلسة لها الاربعاء الماضي الى 51 مشتكيا منذ بدء جلساتها في الحادي والعشرين من شهر اب (اغسطس) الماضي .. فيما ينتظر ان تستمع في جلساتها المقبلة الى 30 شاهداً قبل البدء بالاستماع الى شهود النفي الذين لم تقدم هيئة الدفاع قائمة بأسمائهم الى هيئة المحكمة بعد باستثناء عدد قليل من المسؤولين في الحكومة السابقة ومنهم طارق عزيز نائب رئيس الوزراء السابق .

جلسة الاربعاء الاخيرة
وقد شهدت جلسة الاربعاء اعتراض صدام على غلق الميكروفونات عندما يتحدث المتهمون فيما يسمح بفتحها لاسماع اقوال المشتكين الى العالم وهذا من شانه تكوين راي عام احادي الجانب . واوضح انه عندما يشعر المتهم بان هناك تجاوزا قانونيا فان عليه ان يتدخل . واشار الى ان غلق الميكروفونات عن المتهمين ليس من العدالة من شيء . واضاف ان صدام حسين هو رئيس جمهورية العراق والقائد العام للقوات المسلحة المجاهدة ولذلك عليه نفض الغبار الذي يراد به التغطية على حقيقته وقال انه وهب نفسه لله والمباديء والناس . واوضح ان مشتكية تحدثت امس عن عمليات اغتصاب لم يكن ان تتحدث به امراة عراقية وهنا يجب علي انا صدام ان اوضح حقيقة ماجرى ومدى صحة كلام المشتكية .
وخاطب صدام القاضي قائلا اذا سمحتم للمتهمين الكلام فانكم ستمثلون القضاء العراقي السليم وتربحوا انفسكم امام الله والناس ولن تخسروا شيئا . وهنا اوضح القاضي ان غلق الميكرفون يهدف الى منع تسييس القضية .. فقال صدام انكم بذلك تحاولون استفزازي لتقولوا للناس هذا هو صدام .

المتهمون والتهم في قضية الانفال
والمتهمون الستة الاخرين بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد التكريتي رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بلدهم في الحرب بين الدولتين بين عامي 1980 و1988 .
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة quot;كيمائيةquot; على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وقد سميت الحملة quot; الأنفالquot; نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم . و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة . استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: quot; إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان quot;.