نبيل شرف الدين من القاهرة: في الوقت الذي حدد فيه أندرو ناتسيوس المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان مهلة لحكومة الخرطوم تنتهي في الأول من كانون الثاني (يناير) المقبل لتحقيق تقدم بشأن دارفور، وإلا فان الولايات المتحدة ودولا أخرى ستلجأ إلى تطبيق ما أسماه quot;الخطة بquot;، فقد التأمت في ليبيا اليوم الثلاثاء قمة أفريقية مصغرة، بدأت بقمة ثلاثية بين رؤساء مصر وليبيا والسودان، سبقتها جلسة مباحثات ثنائية بين مبارك والقذافي، وصفها مصدر دبلوماسي بأنها تطرقت إلى القضايا الأساسية التي ستنظرها القمة الأفريقية المصغرة التي ستعقد في وقت لاحق اليوم، وهي كيف يمكن توسيع اتفاق أبوجا للسلام بشأن إقليم دارفور لكي يضم كافة الفصائل بالاقليم على نحو يحقق تسوية سلمية بالاقليم ويقطع الطريق على أي تدخل دولي.

وقال عواد إن هذه القمة الافريقية المصغرة تأتي في أعقاب انعقاد اجتماع اديس أبابا يوم 16 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي الذي حضره كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة وممثلو الدول الأعضاء دائمي العضوية بمجلس الأمن وممثلو الدول الافريقية وشاركت فيه مصر، كما حضره ألفا عمر كوناري رئيس المفوضية الافريقية حيث تناول البحث الوضع في دارفور وخرج بتوصيات من أهمها التركيز على توسيع اتفاق أبوجا لكي يضم كافة الفصائل بالاقليم التي لم تنضم إليه.

السودان وجيرانه

واعترف المتحدث الرئاسي المصري بأن هناك بالفعل توترا وخلافات بين السودان وجارتيه تشاد وإفريقيا الوسطى، لافتا إلى أن هناك أيضاً اتهامات من الجارتين للسودان بدعم حركات التمرد داخلهما وهناك نفي قاطع من السودان لهذه الانتهاكات، وأشار إلى أن قمة اليوم في طرابلس بالاضافة إلى ما تستهدفه من تهيئة المناخ المواتي لتحقيق تسوية سلمية في دارفور ، تستهدف أيضا تسوية الخلافات ووضع حد للتوتر بين السودان وهاتين الجارتين افريقيا الوسطى وتشاد.

وقال سليمان عواد ان الرئيس الاريتري اسياس افورقي لعب دورا هاما في إطار الوساطة الأريترية بين حكومة الخرطوم وجبهة الشرق انتهي إلى توقيع اتفاق سلام يوم 14 أكتوبر الماضي، مشيرا إلى أن الرئيس الاريتري يتطلع إلى القيام بذات الوساطة الأريترية فيما يتعلق بانهاء الأزمة في دارفور.

ومضى المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية قائلاً إنه تم توقيع مذكرة تفاهم منذ بضعة أشهر لتحقيق مصالحة بين السودان وتشاد وهناك حاجة لاحتواء التوتر الجديد بالجوار الجغرافي في منطقة (الجنينة) التشادية المتاخمة لمنطقة اقليم دارفور، والتي تمثل مظهرا من مظاهر التوتر انعكاسا لاستمرار صراع الجماعات المتمردة الخارجة عن النظام التشادي .

وخلص عواد إلى القول إن الرئيس التشادي إدريس ديبي يجد أن الاختلاط العرقي في قبائل (الزغاوة) على جانبي الحدود التشادية السودانية قد يسبب زعزعة لاستقرار بلاده، وأن هناك أيضا قلقا مماثلا من الرئيس فرانسوا بوزيزي رئيس افريقيا الوسطى من انعكاسات الصراع الدائر في دارفور على النظام بجمهورية افريقيا الوسطى، وأوضح المتحدث الرئاسي المصري أن المثلث الحدودي بين السودان وافريقيا الوسطى وتشاد يشهد توترا في العلاقات بين الدول الثلاث.

الموقف المصري

وعقب القمة قال سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية ، إن هذه القمة تستهدف التشاور بين مبارك والقذافي والبشير حول أفضل السبل للتحرك بما يحقق هدفين رئيسيين، هما تحقيق السلام في إقليم دارفور بجهد افريقي ودولي جاد لتفادي المواجهة بين السودان والأمم المتحدة وبما يحقق في ذات الوقت مبدأ رئيسيا حول عدم التدخل في زعزعة اقتصاد السودان، وأوضح عواد أن القمة الثلاثية سوف تتوصل في وقت لاحق لقمة سداسية، بانضمام رؤساء افريقيا الوسطى وتشاد واريتريا.

وأشار عواد إلى أن الموقف المصري يقوم على عدم تركيز الأزمة في إقليم دارفور على الجدل الدائر حول نقل ولاية حفظ السلام من الاتحاد الافريقي إلى مظلة الأمم المتحدة، وضرورة تركيز الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي على التوصل لاتفاق سلام ينهي الأزمة في دارفور، وتشجيع الاطراف بالإقليم للانضمام لاتفاقية أبوجا للسلام مثلما ترسم السلام الشامل في الجنوب السودان العام الماضي القائم على الترتيبات الامنية واقتسام السلطة والثروة.