بيروت: في وسط بيروت حيث تعتصم المعارضة التي يقودها حزب الله منذ 24 يوما مقابل مقر الحكومة، يحتفل المعسكران بعيد الميلاد كل على طريقته. وفي ساحة الشهداء حيث نصب انصار حزب الله الشيعي وحلفاؤهم المسيحيون في التيار الوطني الحر شجرة ميلاد كبيرة زينت بمصابيح تحمل الوان المعارضة الاخضر والاصفر والبرتقالي.
وساعد ناشطون في حزب الله حلفاءهم المسيحيين في اضاءة الشجرة.واكد بلال احد عناصر الانضباط في حزب الله quot;اعرف تقاليد عيد الميلاد. كل سنة نزور جيراننا المسيحيين لكنها المرة الاولى التي اقوم بتزيين شجرةquot;.ويعرض هذا الشاب الشيعي الذي جاء من الجنوب برنامج الاحتفال. ويقول quot;بعد توزيع الهدايا، ستكون هناك تراتيل ميلادية ثم قداس الميلاد في كنيسة مار جرجس (المارونية) ويوم الميلاد ستنقل كعكة عملاقة للعيد مئات الامتار الى مكان التجمعquot;.ويتدفق الحشد الذي جاء من الاحياء المجاورة الى مكان الاعتصام بدون انقطاع منذ الاول من كانون الاول/ديسمبر في جو من الاحتفالات.
واكد بشارة خليل المسؤول في التيار الوطني الحر انه فخور بالعمل الذي تم انجازه. ويقول ان quot;المعارضة نجحت في تحقيق التآخي بين المسيحيين وشيعة الجنوب ليطالبا معا بانهاء الوصاية الغربيةquot;، في اشارة الدول الغربية التي تدعم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي تريد المعارضة اسقاطها.
شجر ذو أسماء سياسية
وفي مكان غير بعيد تقف ام علي. وقالت quot;انها المرة الاولى التي يجتمع فيها هذا الخليط من اللبنانيين. لقد ولى بدون رجعة زمن العداء بين المسلمين والمسيحيين الذي ادى الى الحروب الاهليةquot;.وعلى بعد عشرات الامتار، تحتفل quot;قوى 14 آذارquot; تحالف الاحزاب المناهض لسوريا، بعيد الميلاد باحياء ذكرى quot;شهدائهاquot;.ووراء جامع الامين حيث دفن جثمان رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي اغتيل في شباط/فبراير 2005، وضعت صور عملاقة للصحافي والنائب جبران تويني الذي اغتيل في كانون الاول/ديسمبر 2005 ووزير الصناعة بيار الجميل الذي قتل في وضح النهار في تشرين الثاني/نوفمبر 2006.
وحملت الاكثرية الحاكمة دمشق مسؤولية عمليات القتل هذه.ويحمل عدد من اشجار العيد اسماء quot;شهداء ثورة الارزquot; الحركة الشعبية التي سرعت انسحاب القوات السورية من لبنان في نيسان/ابريل 2005.وتحمل اشجار اخرى اسماء سياسيين مسلمين او مسيحيين مناهضين لسوريا اغتيلوا منذ ثلاثين عاما من الزعيم الدرزي كمال جنبلاط الى الزعيم المسيحي بشير الجميل مرورا بالمفتي السني حسن خالد.وقالت جيزيل خوري ارملة الصحافي سمير قصير الذي اغتيل في حزيران/يونيو 2005، ان quot;القتلة لن يتمكنوا من ترهيب السياديين اللبنانيين وسيدفعون ثمن جرائمهم امام محكمة دوليةquot;.
وكانت مسألة انشاء هذه المحكمة لمحاكمة قتلة رفيق الحريري ادت الى استقالة الوزراء الشيعة الخمسة المؤيدين لدمشق من الحكومة منتصف تشرين الثاني/نوفمبر. وتؤكد الاغلبية ان المعارضة المتحالفة مع سوريا لا تريد المحكمة لانها يمكن ان تتهم دمشق بالاغتيال.وتضع ساره (22 عاما) اكليلا من الورود على الشجرة التي تحمل اسم سمير قصير الذي كان استاذها في الصحافة. وتقول quot;لقد نسينا ان نضع شجرة لذكرى مئات الآلاف من اللبنانيين المدنيين الضحايا المجهولين لكل الحروب الاهلية في لبنانquot;.
التعليقات