واشنطن: أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اليوم عن تعيين السفير الأميركي لدى باكستان رايان كروكر سفيرا لبلاده لدى العراق فيما ذكرت مصادر في البيت الأبيض رسميا أن الرئيس جورج بوش سوف يرشح السفير الحالي في العراق زلماي خليل زاد لشغل منصب سفير أمريكا لدى الأمم المتحدة. ويتعين على خليل زاد أن يحصل على تأييد مجلس الشيوخ لترشيحه للعمل كسفير لبلاده في الأمم المتحدة خلفا لجون بولتون الذي رفض المجلس اقرار تعيينه في هذا المنصب على الرغم من تأييد الرئيس بوش ترشيحه بعد عام قضاه بتكليف مؤقت من الرئيس تطلب الحصول على تأييد مجلس الشيوخ لتجديده.
ولم يحظ بولتون بتأييد مجلس الشيوخ حيث جاء الطرح عقب فوز الحزب الديمقراطي بالانتخابات النصفية التي جرت في شهر نوفمبر الماضي وسيطرته على الكونغرس بمجلسيه ورفضه تجديد تعيين بولتون في منصبه وذلك بعد ان كان بولتون قد فشل في الحصول على تأييد الحزب الجمهوري أيضا عند طرح اسمه على المجلس عام 2005. وشغل المرشح الجديد لهذا المنصب زلماي خليل زاد منصب السفير الأميركي لدى أفغانستان عقب الاطاحة بنظام حركة طالبان عام 2002 ثم سفيرا لبلاده لدى العراق وذلك بعد ان كان قد شغل مناصب عدة سابقة من بينها مساعد خاص للرئيس بوش وكبير المديرين المسؤولين عن مبادرات التواصل مع الدول الاسلامية وجنوب غرب اسيا وذلك في مجلس الأمن القومي.
وفي المقابل فان السفير الأميركي الجديد لدى العراق رايان كروكر عمل مستشارا للشؤون الدولية في كلية الحرب الوطنية ومديرا لشؤون الحكم في سلطة التحالف المؤقتة في العراق كما شغل منصب سفير لبلاده في دول عربية. وتتزامن تلك التغييرات مع عزم الرئيس بوش اعلان استراتيجية جديدة لادارته في العراق وتغيير قائد القيادة المركزية الوسطى المسؤول عن الشرق الأوسط الجنرال جون أبي زيد وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال جورج كايسي.
مسؤولو ادارة بوش للادلاء بشهاداتهم حول العراق
الى ذلك، يباشر الكونغرس الأميركي الأسبوع الحالي سلسلة جلسات استماع لكبار مسؤولين الادارة الاميركية حول الوضع في العراق في خطوة تبدو انها مقدمة لمساءلة الرئيس الاميركي على ادائه في هذا البلد. ومن المقرر ان تكون وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس اول مسؤولة تمثل امام لجان الكونغرس حيث ستدلي بشهادتها الخميس المقبل امام لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب .
وسيدلي وزير الدفاع الجديد روبرت غيتس بشهادته امام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب في اليوم نفسه بصحبة رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال بيتر بيس قبل الشهادة امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ يوم الجمعة. وبرغم عزم الرئيس بوش اعلان استراتيجية جديدة لادارته في العراق الاربعاء المقبل فان الديمقراطيين استبقوا ذلك بتأكيد رفضهم لهذه الاستراتيجية بعد تسرب معلومات بشأن عزم الرئيس ارسال 20 ألف جندي الى العراق.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب العضو الديمقراطي عن كاليفورنيا توم لانتوس في بيان اليوم ان الديمقراطيين استمعوا الى رسالة الناخبين الأميركيين في انتخابات السابع من نوفمبر الماضي والتي اظهرت ان الرأي العام يريد استعراضا شاملا لما تقوم به واشنطن في العراق ومعرفة سبل تحسن الوضع هناك. واضاف ان لجنته ستقوم بتغطية الكثير من تلك الجوانب خلال الاسابيع المقبلة للحصول على اجوبة في هذا الشأن.
وذكر ان لجنته سوف تبدأ بعد ظهر الخميس المقبل في الاستماع الى عرض الوزيرة رايس حول الجهود الدبلوماسية الحالية وكل جانب يقع ضمن سلطتها في هذا الصراع.
وستستمع اللجنة الى شهادة وزيرة الخارجية السابقة مادلين اولبرايت في ال17 من يناير الجاري قبل الاستماع الى الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية لي هاملتون يوم الجمعة التالي بشأن توصيات مجموعة دراسة العراق التي ترأسها مع وزير الخارجية السابق جيمس بيكر على ان يتم الاستماع الى وجهة نظر احد الجمهوريين في المجموعة لاحقا.
واكد لانتوس عزمه اجراء جلسات استماع اخرى في الشهور المقبلة حول جهود اعادة اعمار العراق والشؤون الاقليمية ذات الصلة بذلك معتبرا ان بلاده لم تقم بالاتصال بصورة كافية بالاطراف الفاعلة في الشرق الاوسط في تعاملها مع الوضع في العراق.
وانتقد لانتوس جهود التحالف الدولي بشأن اعادة الاعمار معتبرا انها امتلأت quot;بالتبذير والغش والانتهاك على نحو لا يمكن استمرارهquot;.
التعليقات