مقديشو: عمت الفوضى مقديشو الاحد وسط معارك جديدة دفعت المدنيين الى الفرار، فيما اطلق الجنود الاثيوبيون النار على متظاهرين فقتلوا ثلاثة منهم.وافاد شهود ان القوات الحكومية الصومالية والمتمردين الاسلاميين خاضوا مواجهات في وضح النهار في جنوب المدينة لليوم الثاني على التوالي.

وقال عناب علي الذي يقطن حي هودان في جنوب العاصمة الصومالية لوكالة فرانس برس quot;شاهدت متمردين يهتفون الله اكبر ويجلسون القرفصاء امام باب منزلي، وقوات صومالية داخل مصفحات تطلق النارquot;. وقتل السبت ستة مدنيين في معارك بين الاسلاميين والقوات الصومالية والاثيوبية.

وتسببت موجة العنف الاخيرة بحركة نزوح في عدد كبير من الاحياء. وشوهد عدد كبير من المدنيين يستقلون شاحنات وعربات تجرها حمير محملة بمحتويات منازلهم. وقال احد سكان جنوب العاصمة عبد الرحمن نور بينما كان يستعد للمغادرة مع اولاده في سيارته الرباعية الدفع، لوكالة فرانس برس quot;لا احد يمكنه تحمل ما يحصل في مقديشو. انه عنف مستمر يتسبب بموت المئات كل اسبوعquot;.

ومنذ اطاحت القوات الحكومية في بداية العام بالمحاكم الاسلامية بدعم من الجيش الاثيوبي، تصاعد العنف في العاصمة الصومالية وبات يحصد مزيدا من المدنيين. وقالت فرتون عدن محمد، وهي ام لثلاثة اطفال كانت تحاول بدورها مغادرة المدينة، ان quot;المتمردين (وخصوصا الاسلاميين) يهاجمون الحكومة والقوات الاثيوبية في شكل شبه يوميquot;.

واضافت quot;في كل مرة، نتحول نحن المدنيين هدفا للجيش الاثيوبي والقوات الصومالية، والفرار هو خيارنا الوحيدquot;. وكان العنف يقع حتى الامس القريب ليلا، لكن بعض احياء العاصمة باتت مسرحا له نهارا. وشاهد مراسل وكالة فرانس برس مئات الاشخاص يخرجون من احياء علي كامين وحمر جديد في جنوب مقديشو.

وفي السياق نفسه، سار مئات المتظاهرين الاحد في شوارع مقديشو منددين بانتشار القوات الاثيوبية وهاتفين quot;فلتسقط اثيوبيا! فلتسقط الحكومة الصومالية!quot;، لكن التظاهرة انتهت بمواجهة دموية. وافاد شهود ان القوات الاثيوبية اطلقت النار وقتلت ثلاثة اشخاص.

وقال حسين عدن سولي وهو احد المتظاهرين لوكالة فرانس برس quot;قتل فتى ومدنيان اخران عندما فتحت القوات الاثيوبية النار. كنا نتظاهر ضدهم وفتحوا النار لتفريق الحشودquot;. وقال شاهد اخر quot;بدأنا نركض عندما فتح الاثيوبيون النار. اعرف ان فتى قتلquot;.واكد ضابط في الشرطة طالبا عدم كشف هويته ان ثلاثة اشخاص قتلوا في هذه التظاهرة. واوضح هذا الضابط ان شخصين اخرين قتلا في ظروف مختلفة: الاول قضى بيد مجهولين في منطقة سوق بكارة والثاني شرطي قتل في ظروف لم يتم كشفها.

وفي الجانب السياسي، بدت الحكومة الانتقالية الصومالية الضعيفة على شفير الانقسام. ففي بيداوة التي تبعد 250 كلم شمال غرب مقديشو، حض الرئيس عبدالله يوسف احمد النواب على اقالة رئيس الوزراء علي محمد جيدي الذي يخوض نزاعا معه. وتشهد الصومال البلد الفقير في القرن الافريقي حربا اهلية منذ 1991.