إيلاف تنشر اللقطات التي تسببت بالأزمة
نواب البحرين يسيسون الثقافة ويحاربونها
مهند سليمان من المنامة: ينشغل الشارع البحريني السياسي والثقافي الذي يتابع مهرجان ربيع الثقافة بإهتمام، ما أعلن عنه مجلس النواب البحريني من تشكيل لجنة تحقيق برلمانية أمس بشأن العروض التي إعتبرها الإسلاميون quot;خليعةquot; وقدمت في المهرجان ،حيث إعتبرها أعضاء مجلس الشورى البحريني - المجلس المعين- وعدد كبير من المثقفين البحرينيين بأنها محاولات إسلامية لعودة quot;فترات تكميم الأفواهquot; وquot;كارثة ثقافيةquot;، ورفض عدد من أعضاء مجلس الشورى تسييس الثقافة وطالبوا بابعاد النواب عن إشغال الساحة المحلية بقضايا ليست ذات أولوية، مؤكدين حاجة المملكة إلى نهضة ثقافية تتزاوج مع حضارات وثقافات الدول الأخرى.جانب من العرض
إيلاف كانت قد إنفردت قبل أسبوعين بخبر تشكيل لجنة التحقيق على لسان عضو كتلة الإخوان المسلمين محمد خالد الذي شن المثقفون عليه هجومًا لاذعًا، بسبب تصريحاته ضد المهرجان ، وقال النائب الأول لرئيس مجلس الشورى جمال فخرو إن مهرجان ربيع الثقافة يعد أكبر تظاهرة ثقافية في البحرين، مشيرًا إلى أن على النواب الذين شكلوا لجنة للتحقيق في هذا المهرجان أن يسألوا عن أسباب نجاحه وفشل مهرجانات أخرى.
صحيفة الأيام البحرينية المحسوبة على التيار الليبرالي شنت هي الأخرى اليوم هجومًا على الإسلاميين وقالت في إفتتاحية لرئيس تحريرها عيسى الشايجي:quot;لقد كانت لنا صدمة كبيرة وقاتلة لهذا الوطن الجميل إقرار مجلس النواب تشكيل لجنة تحقيق في ربيع الثقافة، هذه الثقافة التي يريد بعضهم أن يهدروا دمها على مذبح الحرية والديمقراطية، وباسم الدين والإسلام والأخلاق!!، وبالطبع سوف نتقبل القرار لو كان يتعلق بتشكيل لجنة تحقيق في فساد أو إختلاس أو رشاوى أو إهدار المال العام، لكن أن يتم التحقيق مع الثقافة فهذا أمر لا يستوعبه عقل الإنسانquot;. وأضاف الشايجي: quot; إننا سنكون أضحوكة العالم عندما نبدأ بمحاكمة الفنان القدير مارسيل خليفة والشاعر المتميز قاسم الحداد وبتهمة ماذا؟ quot;الخلاعةquot;؟ أي مصيبة حلت عليناquot;.
ودعا الحاجي إلى عدم إحباط القائمين على قطاع الثقافة، واصفًا quot;ربيع الثقافةquot; بالعنوان الجميل. ومؤكدًا ضرورة أن تأخذ البحرين دورها الريادي في الثقافة كما كانت في السابق، وذلك لإمتاع الناس وإستقطاب السياح.
الروائي أمين صالح قال: quot;كيف لنا أن نتعايش أو أن نتعامل كمبدعين مع جملة من القوى الظلامية تريد أن تفرض قرارات وأحكام تجاه قضايا إبداعية بناءً على ثقافة السامع - وفي هذا دلالة على عدم إحترافية ممثلي الشعب وجهلهم بأبجديات العمل البرلماني المتقن من حيث دقة استقاء المعلومات والتحري ومن ثم استخلاص الأحكام والقرارات، فهم بهذا يثبتون ودون شك في أنهم فاشلون بكل ما تحمله الكلمة من معنى . وأضاف بأن مجلس النواب أثبت عدم قدرته على ضبط مسار العمل البرلماني وآليته، التي تفتقد إلى الإستراتيجيات والخطط الواضحة في التعاطي مع قضايا الشعب، فهم يتركون القضايا الرئيسة المتعلقة بالبطالة وغلاء المعيشة والإسكان، ويقحمون أنفسهم في مناطق ليس بمقدورهم إلا التورط فيها ولا يسعهم إلا الخروج منها أكثر جهلاً، فالعمل الإبداعي عصي على أفهامهم.
ويرى الفنان التشكيلي راشد العريفي أنّ خطوة هذه التيارات تهدف للرجوع بنا إلى فترات تكميم الأفواه ونتيجةً للعمى الذي أصابهم - يقول العريفي - يعتقدون أن المجتمع البحريني غير مدرك لما يحاولون المساس به من قيمه المتسامحة وقيمه التقدمية، معتقدين أنّ المجتمع يقف في صفهم، ولكني أؤكد أن المجتمع بكل فئاته يعرفهم جيدًا، ويرفضهم تمامًا، ويضيف أن المجتمع البحريني هو مجتمع متسامح، ومجتمع تقدمي وطوال تاريخه كان مؤمنًا بأن التقدم هو الصورة الصحيحة التي تسير من خلالها الحياة، ولم تكن للأفكار الظلامية موقعًا تتغلغل فيه داخل مجتمعنا البحريني.
وكان النائب محمد خالد قد طالب عبر إيلاف بالتحقيق في ما حصل في كونه ينافي العادات والتقاليد البحرينية والإٍسلامية، فيما إعتبر عدد من المثقفين أن ما حصل لقطات إستعراضية تعبر عن واقع الحب ولا تخدش الحياء.
وقال النائب محمد خالد عضو كتلة الإخوان المسلمين في البرلمان لـquot;إيلافquot;، إن هذا ربيع السخافة وليس ربيع الثقافة، وإن الثقافة بعيدة كل البعد عما يحدثفي هذا المهرجان. وقال خالد: quot;تلقيت عددًا من الشكاوى تستنكر ما شاهدوه ليلة أمس من مناظر لا تليق بعاداتنا وتقاليدنا العربية الإسلامية الأصيلة، وأدعو وزير الإعلام إلى فتح تحقيق عاجل ومنصف حول هذه الشكاوى على ألاّ تتكرر في المرات القادمة وسنحاسبه والقائمين على المهرجان بعد التأكد مما حدث تمامًاquot;.
التعليقات