خلف خلف من رام الله: قالت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى أنه بالرغم من الحديث المتواصل حول فرص نجاح الحكومة الفلسطينية الجديدة، إلا أن هذه الحكومة دون تدفق أموال طائلة لا تملك فرص النجاح. وهذا هو سبب الجهود التي يبذلها رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية في محاولة الخروج من الحصار الاقتصادي والعزلة الدبلوماسية، إذ أنه يدرك هذا الأمر جيداً، حسبما تقول المصادر.

وكان هنية اليوم اجتمع مع نائب وزير الخارجية النرويجي وكذلك أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما وهو أمر اعتبره الكثيرون من المراقبين تفككاً في الموقف الأوروبي الذي كان على مدار الأشهر الماضية رافضاً للتعامل مع هنية حينما كان يشعل رئاسة الحكومة الفلسطينية ذات اللون الواحد.

وفي السياق ذاته، ففي الوقت تعالت الأصوات الإسرائيلية المطالبة لرئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت بفتح باب الحوار مع الحكومة الفلسطينية الجديدة، نقلت التقارير عن مسؤولين كبار في تل أبيب قولهم أن المقاطعة للحكومة الفلسطينية ستتركز على الجانب الاقتصادي كونه أنجع السبل لتركيعها.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الثانية اليوم عن أوساط في تل أبيب قولها أنه في حال مواصلة إسرائيل تجميد الأموال _كما تفعل حتى الآن_ وتواصل العمل بنفس الزخم، والأمر هنا يتعلق بمبالغ طائلة وفي حال عدم تقديم الولايات المتحدة هي الأخرى أموالا للمساعدة وهذا ما ستقوم به الولايات المتحدة لاحقاً على ما يبدو، فإن الأموال الآتية من بعض الدول العربية والأوروبية لن تكون كافية للحكومة الفلسطينية.

من جهة أخرى وبموجب المعطيات التي تحدث عنها مسؤول جهاز الشاباك خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس يتضح حسب المصادر الإسرائيلية أنه تم خلال الأيام الأخيرة تحويل 20 مليون دولار لجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، ورغم توفر هذه الأموال، كما يقول مسؤول الشاباك إلا أنه سيكون من العصب على الحكومة الفلسطينية مواصلة رفع الرواتب، وبالتالي سوف تواصل البحث عن مصادر تمويل، وأنها في الوقت الحالي تبحث عن حلول مؤقتة، عدا عن أنها تنتظر مساعدات من دول الخليج، مثل السعودية.

وحسب الإذاعة الإسرائيلية الثانية فأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يأمل في الحصول على دعم من الولايات المتحدة، لكن هذا لم يحدث بعد، فالولايات المتحدة لا تسارع في تقديم هذه الأموال.
وتضيف الإذاعة: quot;ورغم أن الحكومة الجديدة تحاول إضفاء صورة إيجابية وأن الأوضاع هادئة إلا أن الواقع الميداني يشير أن هذا الأمر لا يزال بعيداً جداً إذ أن هناك حالة من الغليان الداخلية، إضافة إلى وجود كثير من التوترات والمواجهات بين الفصائل الفلسطينية- حسبما تقول المصادر الإسرائيلية، عدا عن مواصلة المعاناة المالية، مما يجعل من الصعب على الحكومة الفلسطينية الجديدة إدارة الأمور، ويعني احتمال وقوع هزات قوية جداًـ تواجه هذه الحكومة الجديدةquot;.