فالح الحمراني من موسكو: اسفر مسلسل ثلاث كوراث متتالية في مختلف انحاء روسيا في ثلاثة ايام عن موت ما لايقل عن 175 شخصا، الى جانب اصابة عشرات الاخرين. وتعرب اوساط الراي العـام في روسيا عن الخشية من ان هذه الحوادث هي فاتحة موسم كوارث شبيه باحداث الحرائق المتتالية التي شهدتها قبل عدة اشهر.

واثارت النيابة العامة وكالعادة قضايا جنائية لتبدأ بتحقيقات لانهاية لها، عن سبب حدوث مثل هذه الكوارث المتواصلة. وتضرب وسائل الاعلام اخماسا باسداس كي ترصد المذنب والسبب الحقيقي وراء استشراء الفواجع. هل هو العامل البشري: غفلة موظف ام خطا تقدير حساب وترك الالات الكهربات، ام انها المعدات التكنلوجية التي تخرج احيانا عن الطاعة على سيدها.

واللافت ان تلك الحوادث المفجعة التي تودي بحياة الناس وهم يسرحون في نوم عميق ام في اماكن عملهم او وهم فرحون بلقاء أو بوصول مدينة جديدة على متن طائرة، تتكرر في روسيا من دون ان تكون ناقوس خطر لتوفير الضمانات اللازمة لتجنب تكرارها او اخذ الاحتياطات الوقائية للحيلولة دون وقوعها. لذلك فالمسؤول يبدو اكبر من الانسان نفسه.

فقد ارتفع عدد ضحايا انفجار في منجم في اقليم كوزباس في سيبيريا الروسية الذي وصف بانه quot; نكبة القرنquot; الى 106 قتيل من عمال المناجم وجرح عشرات اخرين. وثمة مخاوف من زيادة عدد القتلى.وتواجد في المنجم في لحظة الانفجار 200 شخص.وقدرت الخسائر الناجمة عن الانفجار ب 200 مليون دولار. وكان الحدث الاكبر من الكوارث التي تصيب المناجم من حيث الخسائر التي اسفرت عنه بتاريخ روسيا.

وقالت معطيات وزارة الاحوال الطارئة ان فرق الانقاذ سحبت 88 شخصا لسطح الارض.وتستمر فرق الانقاذ بعملها في المنجم للبحث عن 6 اشخاص مازالوا مجهولي المصير.وتفيد المعطيات الرسمية بان الحادث وقع اثر انفجار غاز الميثان في المنجم، وكان الانفجار قد وقع الاثنين . ويعد منجم كوزباس من المناجم المتطورة ومزود بالمعدات الحديثة. وبدا العمل فيه قبل 5 سنوات. ويجرى العمل في المنجم على عمق 270 مترا تحت الارض.

و في منطقة كاميشيفاتسكا ييسكوفسا باقليم كراسنودار الجنوبي التهمت النيران 60 شخصا من العجائز وهم يغطون بنومهم العميق . قالت التقارير ان النيران شبت في احد ردهات النوم وانتشرت بسرعة البرق، لم تتمكن فرق الاطفاء التي وصلت المكان بعد حين من الوقوف بوجهها. اضافة الى عدم وجود خدمة وقاية من الحرائق في ملجأ العجائز . وكان الحريق قد نشب في الملجا الذي يتواجد فيه 93 نزيلا ليلة الاثنين الثلاثاء. تمكنت فرق الانقاذ من تخليص 33 فقط منهم.

وبدأ موسم الكوارث في روسيا السبت الماضي حينما اسفر عطب في طائرة عند هبوطها في مطار تو ـ 137 اقليم سامارا عن مقتل 7 اشخاص واصابة اخرين. وعزت تحقيقات اولية سبب الحادث الى خطا ارتكبه طاقم القيادة.