سيل من الانتقادات بسبب اجازته الفاخرة
وداع حكومي حار لشيراك وعودة ساخنة لساركوزي

ساركوزي يتحدث على الهاتفعلى متن اليخت الفاخر

اندريه مهاوج من باريس: يعود الرئيس الفرنسي المنتخب نيكولا ساركوزي مساء اليوم الاربعاء الى باريس في ختام اجازة قصيرة من ثلاثة ايام على متن يخت قبالة شواطى مالطا ومن المقرر ان يشارك غدا في احتفال لاحياء ذكرى الغاء الرق في فرنسا الى جانب الرئيس جاك شيراك الذي رأس اليوم اخر جلسة لمجلس الوزراء قبل نقل السلطات الى خلفه في السادس عشر من الشهر الحالي .

وفيما حظي شيراك بوداع حار من قبل جميع اعضاء الحكومة الذين قدم رئيسهم دومينيك دو فيلبان باسمهم الشكر لشيراك معبرا عن وفاء كل الوزراء وعن امتنانهم لفترة العمل المثمرة مع رئيس الدولة المنتهية ولايته، يتوقع ان يلاقي ساركوزي فور عودته استقبالا حامي حيث يتعرض منذ الامس لسيل من الانتقادات بسبب العطلة الفاخرة التي يمضيها على متن يخت رجل الاعمال فنسون بولوريه . وقد رد ساركوزي على كل منتقديه اكانوا من الصحافيين او من رجال السياسة بالتاكيد بان هذه العطلة لم تكلف خزينة الدولة فلسا واحدا وانه جاءت بناء على دعوة خاصة من صديقه رجل الاعمال بولورييه موضحا انه لا ينوي الاختباء او التخفي او الكذب او حتى الاعتذار لانه لم يقم بشيئ محظور او مخجل. مضيفا ان رجل الاعمال صديقه منذ عشرين عاما وانه يوجه اليه الدعوات لقضاء عطلة منذ عشرين عاما وكان دائما يرفض وانه لا يرى أي ضرر في قبول الدعوة اليوم مؤكدا انه لم يقدم أي مقابل لبولورييه الذي نفى من جهته ان يكون حصل على أي عقد في السابق مع الدولة الفرنسية .

وكان السكريتير الاول للحزب الاشتراكي فرنسوا هولند طالب بمعرفة كم كلفت هذه الاجازة خزينة الدولة قائلا ان المشكلة تكمن في نوعية هذه الاجازة وفي هذا البذخ الظاهر لرئيس شدد طوال حملته الانتخابية على اعادة الاعتبار للعمل داعيا مواطنيه لبذل الجهود ومطالبا بزيادة ساعات العمل كما قال هولند . في حين تساءل النائب الاشتراكي جان ماري لوغوان عما اذا كان من الطبيعي ان يقبل رئيس دولة بان يمول اجازته رجل اعمال ثري لديه مصالح كثيرة والكثير ليربحه بفضل رضا السلطة عليه. ومن جهته اعتبر المدير السابق للحملة الانتخابية للمرشحة الاشتراكية سيغولان رويال وصف تصرف ساركوزي بالوقح والمتعجرف المدعوم من رجال اعمال اثرياء والذي لا يخف حبه للمال والثروة، اما الحزب الاشتراكي فوصف بالامر المقلق جدا هذه الروابط الوثيقة بين ساركوزي واوساط رجال الاعمال.

من جهتها استمرت المعارضة الشعبية لانتخاب ساركوزي لليوم الثالث وحصلت مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين عمدوا الى احراق سيارات في باريس وليون وحاولوا قطع طرقات في العاصمة الفرنسية. وفي باريس تجمع مئات من طلاب الجامعات احتجاجا على الاصلاحات في قطاع التعليم العالي التي اعلن ساركوزي عزمه على تبنيها مما ينذر بصيف ساخن خصوصا ان الرئيس المنتخب سيسعى من خلال الحكومة المصغرة التي سيشكلها في انتظار الانتخابات النيابية الشهر المقبل الى تمرير سلسلة قوانين وقرارات تتعلق بالنظام الضرائبي الذي يعتبره المعارضون لمصلحة الاغنياء وعلى حساب الفقراء.

كما انه يعتزم وضع قوانين جديدة تتعلق بالعمل وبالحد الادنى من تامين الخدمة في القطاع العام خصوصا النقل مما يثير حفيظة النقابات التي قد لا تتاخر في النزول الى الشارع وشل الحياة العامة كما حصل في عهد حكومة الن جوبيه في العام 1996 في حين تترقب الضواحي والمهاجرون الاجراءات التي سيعلن عنها ساركوزي للحد من الهجرة وجمع شمل العائلات مما سيزيد من التشنج بين ساركوزي وسكان الضواحي .ويعيد ربما اجواء العنف واحداث الشغب التي وقعت في خريف عام 2005.

سياسيا غالبية نواب حزب اليمين الوسط بزعامة فرنسوا بايرو طالبوا بالتحالف مع حزب ساركوزي من اجل خوض الانتخابات التشريعية مما يهدد بانشقاق واسع في اوساط هذا الحزب الامر الذي قد يضعف موقف بايرو وموقعه في المساومة على حصته في الانتخابات التشريعية المقبلة بعدما اعلن خلال الحملة الانتخابية انه لن يقترع لساركوزي وابدى ميلا اكبر لليسار للوسط. وتأتي هذه التطورات عشية المؤتمر الصحافي الذي سيعقده بايرو للاعلان عن تشكيل حزب جديد ا باسم quot;الحركة الديموقراطية quot; يجمع انصار الوسط من كل الاتجاهات.