الوزير المستقيل بقاق يصفي حساباته مع ساركوزي
باريس:
تحدى المرشح اليميني المتطرف جان ماري لوبن الذي يتطلع لخوض الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية، نيكولا ساركوزي المرجح فوزه من خلال توجهه إلى ارجنتوي الضاحية التي لم يزرها الأخير منذ وصفه بعض شبانها بquot;الحثالةquot;. وقبل ستة عشر يوما من موعد الدورة الأولى، نجح لوبن الذي أثار زلزالا سياسيا في 2002 بانتقاله إلى الدورة الثانية للانتخابات، في توجيه quot;ضربةquot; إعلامية بذهابه أمام الكاميرات إلى المكان الذي تعرض فيه وزير الداخلية السابق للاحتجاج والتنديد في 2005.
وكان ساركوزي وعد بالعودة إلى ارجنتوي بشمال غرب باريس لكن زيارته أعلنت ثم أرجئت مرات عدة.
وقال لوبن أمام كم هائل من المايكروفونات وبعض المارة الذين ابقوا على مسافة quot;جئنا إلى هذا المكان الذي يرمز إلى حد كبير إلى المناطق المهملة من قبل الطبقة السياسية الفرنسيةquot;.
وبين المارة مجموعة من النساء المحجبات اللواتي لم يخفين ذهولهن فيما ندد آخرون بquot;حملة دعائيةquot; لم تكن لتحصل لو كانوا على علم بالأمر.
وقد توجه لوبن إلى باحة ارجنتوي حيث أعلن ساركوزي قبل أيام فقط من الاضطرابات أواخر العام 2005 في الإحياء الفقيرة عزمه على quot;التخلصquot; من ضواحي quot;الحثالةquot;.
والأمس قال لوبن هازئا وهو يقرأ نصا quot;احرص على شكركم جميعا لسماحكم لي بالكلام هنا حيث لا يجرؤ وزيرنا السابق للداخلية على المجيءquot;. ولم يكتف بذلك بل تحدث أيضا عن تصريحات أخرى مثيرة للجدل لساركوزي الذي وعد بتنظيف بعض المدن التي تتسبب بمشاكل بquot;الكارشرquot; (أداة تنظيف للمباني تضخ المياه بقوة).
وقال لوبن في هذا الصدد quot;أن أراد البعض +تنظيفكم بالكارشر+ لتهميشكم، فنحن نريد مساعدتكم للخروج من هذه المعازل (غيتوات) بالضواحي حيث يزربكم السياسيون الفرنسيونquot;.
وبرر الموضوع الرئيسي لحملته حول quot;الأفضلية الوطنيةquot; بضرورة عدم ترك الأوضاع الأكثر حساسية تفسد بشكل فوضوي.
وقد ندد الحزب الاشتراكي الذي سبق وزارت مرشحته الرئاسية سيغولين روايال بعض الضواحي الحساسة، بما سماه quot;رحلة سافاري إعلاميةquot;.
أما ساركوزي فرد خلال المساء قائلا انه زار quot;209 مرات الأحياءquot; الحساسة في السنوات الخمس الأخيرة.
وأضاف quot;يفصلنا 15 يوما عن الدورة الأولى، ويقولون لي لماذا لم تذهب إلى هناك يا سيد؟ (...) ولماذا اذهب؟ لان فرنسا ليست ارجنتوي فقط (...) علي الذهاب إلى كل مكانquot;.
وتشير بعض استطلاعات الرأي الأخيرة إلى ارتفاع أسهم لوبن حتى 16% في الدورة الأولى مقابل 12 إلى 14% كمعدل وسطي. وهو يحتل المرتبة الرابعة وراء نيكولا ساركوزي وسيغولين روايال ومرشح الوسط فرنسوا بايرو.
وهو يؤكد انه يستطيع تحقيق تجربته في العام 2002 مجددا، خصوصا وان 35 إلى 50% من الناخبين لم يحسموا خيارهم بعد.
ويسعى ساركوزي من جهته إلى رفع نقاطه وتوسيع الفارق بينه وبين المرشحين الآخرين. وقد تلقى الخميس دعم السيدة الأولى برناديت شيراك وظهر معها يدا بيد أثناء مهرجان انتخابي في ليون (وسط-شرق).
وكان ساركوزي قد اضطر قبل ذلك إلى إلغاء مرحلة من زيارته إلى ليون -زيارة محل للحلوى- بسبب تظاهرة معادية.
إلى ذلك يتوقع أن يواجه هجمات شديدة من الوزير السابق من أصل جزائري عزوز بقاق الذي استقال من مهامه كوزير منتدب مكلف تعزيز تكافؤ الفرص في حكومة دومينيك دو فيلبان للانضمام إلى فرنسوا بايرو.
وفي كتاب يتوقع صدوره الأسبوع المقبل، اتهم بقاق ساركوزي بتهديده بالضرب. وقد روى بقاق علاقاته المتوترة بوزير الداخلية السابق منذ معارضته لما استخدمه من quot;عبارات حربيةquot; وكلمة quot;حثالةquot; لوصف أبناء الضواحي. ونقل عن ساركوزي قوله له هاتفيا quot;أنت وغد ومخادع وسأحطم وجهكquot;.