غزة على صفيح ساخن إثر اشتباكات فتح وحماس
سمية درويش من غزة : اتهمت حركة فتح، تيارا داخل حركة حماس بإشعال فتيل الأزمة وتفجير الأوضاع الميدانية على ساحة قطاع غزة، مشيرة إلى أن هذا التيار لم يرق له اتفاق مكة المكرمة، ويعطي الصبغة الشرعية للوضع القائم.وقال فهمي الزعارير المتحدث باسم حركة فتح في مقابلة خاصة لـquot;إيلافquot;، بان هناك تيارا ومجموعات داخل حركة حماس لم ترغب ولم توافق بالأساس على اتفاق مكة، وتحاول إشعال الوضع، متهما حركة حماس بمحاولة قتل الحلم.

وبدا اتفاق مكة الذي توصلت إليه فتح وحماس في الثامن من شباط quot;فبرايرquot; الماضي، في مهب الريح عقب تجدد اقتتال الشوارع بين الفصيلين الرئيسيين على الساحة الفلسطينية، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء.

وأعرب الزعارير، عن استغرابه لمعارضة حركة حماس انتشار قوات الأمن الفلسطينية قبل أيام والتي جاءت بهدف الحفاظ على الأمن والهدوء بالمنطقة، مشيرا إلى أن حجة حماس كانت بان انتشار الأمن يعيق حركة وتنقل القوة التنفيذية وعناصر القسام التي تجوب الشوارع من جنوبها لشمالها، بحسب تعبيره.

وانسحب أفراد الأمن الفلسطيني من الشوارع بعد معارضة حركة حماس لهذا الانتشار الذي اعتبرته مفاجئ، وبعد عمليات إطلاق النار والخطف التي طالت سيارات وأفراد من الأمن الفلسطيني.

وقال الزعارير، مع اغتيال بهاء أبو جراد ورفيق دربه، قد أوصلنا ذلك لمرحلة حرجه صعبة، غير انه أكد بان حركته معنية بضبط الأمن.

من جانبها اعتبرت حركة حماس، أية محاولة اغتيال لأحد عناصرها، تهدف إلى إعادة المنطقة إلى أتون الفتنة الداخلية، مشددة على أنها لن تتهاون مع أي تصرف غير مسئول من شأنه أن يمس بأحد من أبناء الحركة أو أنصارها، أو المواطنين، بحسب بيان لها.

وقتل مسلحون مجهولون القيادي في كتائب شهداء الأقصى بهاء أبو جراد ومرافقه شمالي قطاع غزة، في عملية هي الأولى من نوعها بعد عودة الهدوء بين الجانبين.

ونددت مختلف الأوساط السياسية، بتجدد الاشتباكات بين حركتي فتح وحماس، ودعت الشعب الفلسطيني إلى التصدي بحزم عبر كافة أشكال الاحتجاج، وصولا إلى العصيان المدني العام حتى يتم اجتثاث هذه المظاهر من جذورها التي وصفتها بـquot;الفوضوية واللامسئولةquot; والقضاء عليها قضاء مبرما.

وطالب الزعارير كما طالبت منظمته، وزير الداخلية الفلسطيني هاني القواسمي، باعتقال قتلة القيادي الفتحوي ومحاسبتهم، أو تقديم استقالته، كما قال الزعارير لـquot;إيلافquot;.

وأكد الناطق باسم فتح، بان حركته معنية باستمرار وصيانة حكومة الوحدة الوطنية، أما فيما يذكر هنا وهناك فهو حديث عار عن الصحة، ولن تعمل فتح تجاه تفكيك حكومة الوحدة، ولكن بالطرف الأخر لن تقبل أن تشعل وزارة الداخلية شرعيا فتيل الدمار وإشعال الفتنة، وذلك في رده إن كانت المطالبة بإقالة وزير الداخلية ووزير التربية التعليم بالأمس مؤشر على قرب انهيار الحكومة.

إلى ذلك دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية، إلى إطلاق يد القضاء والسلطة المعطلة وتفعيل لجان التحقيق، كي تأخذ كل جهة دورها ويحاكم الجناة وفق ما ينص عليه القانون، كما طالبت فتح وحماس إلى رفع الغطاء التنظيمي والسياسي عن كل من يشارك بشكل مباشر أو غير مباشر في استخدام العنف والقوة.