اسامة العيسة من القدس : أعلنت الحكومة الاسرائيلية ، اليوم الأحد، موافقتها على الإفراج عن 250 سجينا فلسطينيا في أحدث محاولة لتعزيز موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس المدعوم من الغرب بعد أن سيطرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة.وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت لمجلس الوزراء في تصريحات نقلتها الاذاعة والتلفزيون quot;أعتقد أن هذه بادرة يجدر اتخاذها... لأننا نريد الاستعانة بأي وسيلة يمكنها دعم العناصر المعتدلة في السلطة الفلسطينية.quot;

وكان أولمرت تعهد بالإفراج عن سجناء حركة فتح التي يتزعمها عباس في قمة عقدت في 25 يونيو حزيران مع الرئيس الفلسطيني ضمن حملة غربية لتعزيز حكومة الطواريء الفلسطينية الجديدة التي شكلها عباس بعد إقالة حكومة الوحدة مع حماس.وقال مسؤول حكومي إن مجلس الوزراء صوت بأغلبية 18 صوتا مقابل ستة أصوات لصالح طلب بالافراج عن 250 سجينا.

وستحدد لجنة القائمة النهائية بالسجناء الذين سيجرى الإفراج عنهم. وبمجرد الموافقة على القائمة فربما يستغرق الإفراج عن أي سجناء عدة أيام لأن اسرائيل تتيح مهلة 48 ساعة للطعن في قرار الإفراج أمام المحكمة العليا.

وأثارت قرارات سابقة بالإفراج عن سجناء معارضة من جماعات تمثل أسر الاسرائيليين الذين تضرروا من الهجمات الفلسطينية.

وقال أولمرت لمجلس الوزراء إن دعم المعتدلين الفلسطينيين من الممكن أن quot;يشجعهم على التحرك في الاتجاه الذي نعتقد أنه من الممكن أن يهييء الظروف اللازمة لبدء حوار حقيقي.quot;

ولا يرغب ايهود اولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي تحويل مسالة إطلاق سراح 250 أسيرا فتحاويا من السجون الإسرائيلية إلى نكتة، تضعف محمود عباس (أبو مازن)، رئيس السلطة الفلسطينية، بدلا من أن تقويه كما هو الهدف من ذلك، وفقا للاتفاق الذي تم في مؤتمر شرم الشيخ الأخير.

وقالت مصادر صحافية إسرائيلية، بان اولمرت الذي وصلته القائمة التي أعدها جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، طلب إعادتها وتغيير الأسماء، بعد أن وجد أن معظم المدرجين في القائمة لم يتبقى على إنهاء محكومية الواحد منهم سوى أسبوع أسبوعين.

وحسب هذه المصادر، فان اولمرت لا يريد أن ينعكس الإفراج عن الأسرى الفتحاويين، سلبا على مكانة عباس، لتحولها إلى ما وصفتها هذه المصادر إلى نكتة، وان اولمرت أراد في مساعيه لتقوية عباس، أن يغير هذه المرة العادة الإسرائيلية في معايير الإفراج عن أسرى فلسطينيين، لذلك طلب من الشاباك إعداد قائمة أخرى، تكون على الأقل مقنعة للرأي العام الفلسطيني المطلوب منه دعم أبو مازن.

ونقل عن اولمرت قوله بان القائمة الجديدة التي أعدت وتمت الموافقة عليها لن تساهم فقط في تدعيم مكانة عباس، ولكنها أيضا ستلعب دورا في الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المختطف جلعاد شليط، وحسب اولمرت، فان عناصر حركة حماس في السجون الذي سيرون زملاءهم من حركة فتح وهم يخرجون من السجون، سيمارسون ضغوطا على قيادة حماس للإسراع في إبرام صفقة تبادل للأسرى.

وفي هذا الإطار، أكدت مصادر إسرائيلية، بان الحكومة الإسرائيلية وافقت بالإجماع على أن يتفاوض عوفر ديكل المكلف بملف الأسرى الإسرائيليين المخطوفين، مع قيادة حركة حماس في السجون من اجل إتمام الصفقة المنتظرة الخاصة بشليط.

وقالت هذه المصادر بان ديكل كان التقى مع عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية سمير القنطار وان الأخير طلب من ديكل ادراج اسمه في قائمة المفرج عنهم، إلا ان المسوؤل الإسرائيلي رفض ذلك.

وفي إطار التحركات التي تقول إسرائيل أنها تأتى لدعم عباس، كشفت صحيفة يديعوت احرنوت عن اجتماع سرى جمع بين وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض.

وحسب المصادر الإسرائيلية فان الاثنين بحثا ما يطلق عليها تسهيلات ستقدم عليها إسرائيل لدعم عباس، مثل إزالة بعض الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، وتحول كميات أخرى من الأموال الفلسطينية المحتجزة لدى إسرائيل.

ووفقا لهذه المصادر فان فياض طلب من باراك، تفادي إسرائيل تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق نفوذ السلطة الفلسطينية، واطلاق يد قوات الآمن التابعة لعباس في العمل ضد المجموعات المسلحة في الضفة الغربية خصوصا كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح.

وكانت هذه الكتائب وجهت انتقادات حادة لفياض على خلفية تصريحاته ضد المقاومة الفلسطينية وطالبت من عباس إقالته.

وتقول المصادر الإسرائيلية بان اجتماع باراك-فياض، سيمهد لاجتماع مماثل بين باراك ورئيس السلطة الفلسطينية، دون أن تفصح هذه المصادر ان كان سيكون اللقاء المرتقب سريا أو علنيا.

ولكن المؤكد أن محمود عباس سيلتقي اولمرت، في لقاء علني، خلال الأسبوع المقبل، في مدينة أريحا الفلسطينية، وهو الاجتماع الذي طال انتظاره من قبل السلطة الفلسطينية التي عكف مندوبون عنها بالتعاون مع نظراء إسرائيليين، لوضع اللمسات الأخيرة على جدول أعمال الاجتماع، الذي سيعقد تزامنا مع زيارة مرتقبة لوزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس للمنطقة، حيث ستلتقي اولمرت وعباس كلا على حدة وربما سيجمع الثلاثة لقاء واحد.

وفي إطار متصل، توجه أعضاء كتلة حركة ميرتس اليسارية في الكنيست الإسرائيلي، برئاسة النائب يوسي بيلين إلى القاهرة صباح اليوم للاجتماع برئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان، ومستشار الرئيس المصري حسني مبارك الدكتور أسامة الباز.

وحسب بيلين فان المباحثات بين الجانبين ستتناول موضوع استيلاء حركة حماس على قطاع غزة، والدور المصري في استتباب الوضع الأمني في القطاع ومسيرة السلام في المنطقة والاتصالات الهادفة إلى الإفراج عن الجندي المخطوف جلعاد شليط.