أسامة العيسة من القدس: أكد مسؤول رفيع في سلطة السجون الإسرائيلية، المعلومات التي كشفتها ليلة أمس القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي حول وضع أجهزة الأمن الإسرائيلية يدها على نواة تنظيم للقاعدة بين الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وقال البريغادير نظمي سبيتي، قائد منطقة الشارون في سلطة السجون الإسرائيلية، بأنه قبل عدة اشهر وصلت معلومات استخبارية حول نية تنظيم القاعدة بناء تنظيم داخل إسرائيل وفي قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي منه .

وأشار سبيتي، في حديث للإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم، بأنه تمت مداهمة غرف سجن ايشل في بئر السبع، وإجراء تفتيش دقيق فتم العثور على مواد فكرية خاصة بتنظيم القاعدة. وقال سبيتي بأنه تمت متابعة الموضوع خارج السجن أيضا وداخله، حيث يوجد حسب ما يقول صراعا داخل حركة حماس، وتبين ان 9 أسرى من رموز حماس في السجون ابلغوا حركتهم خروجهم عنها وتأسيسهم لنواة تنظيم تابع للقاعدة. وقال سبيتي بان إسرائيل تنظر بخطورة لهذا الأمر، وانه شكل وحدة خاصة لمداهمة السجون تختلف عن سابقاتها بسرعة تحركها وهي مكونة من 24 عنصر موجودين على مدار الساعة داخل السجون. وحسب المعلومات التي توفرت من أكثر من مصدر فان إدارة السجون الإسرائيلية ضبطت رسائل مكتوبة كان من المقرر نقلها من سجن إلى أخر، وتسمى هذه الرسائل بلغة الأسرى (كبسولات) حيث تكتب بخط صغير جدا ثم يتم حفظها باستخدام مواد بلاستيكية حولها ويبلعها الأسير الذي سينقل من سجن إلى أخر، وعندما يصل إلى السجن الجديد يخرجها مع الفضلات.

وتضم هذه الكبسولات تعليمات ومواد تتعلق بتشكيل تنظيم للقاعدة داخل السجون، وقاد تحقيق استخباري إلى الكشف عن 9 أسرى من المحكومين أحكاما عالية بسبب إدانتهم في المحاكم الإسرائيلية بقتل إسرائيليين موزعين على عدة سجون هي: نفحة في صحراء النقب، وشكما، وايشل، واوهالي كيدار.
وحسب المصادر الإسرائيلية فان اثنين من الأسرى كانا تدربا سابقا في معسكرات للقاعدة في أفغانستان وباكستان. ويصنف الأسرى الذين يتم الحديث عنهم، أنهم من اخطر الأسرى، وفقا للاعتبارات الإسرائيلية، وكان تم عزلهم في زنازين انفرادية أكثر من مرة. ويأتي الحديث عن هذا التنظيم الفلسطيني الجديد للقاعدة، في ظل اهتمام متزايد واتهامات إسرائيلية بتسلل عناصر من تنظيم القاعدة إلى قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي منه، وهو ما نفته وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني. ونشرت صحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية أمس الثلاثاء بان التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم (قاعدة الجهاد في فلسطين) وزع في قطاع غزة كتيبا تضمن أفكار تنظيم القاعدة وكتب على غلافه "قاعدة الجهاد في فلسطين تهنئ الأمة الإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا باليمن والبركة".

واتخذت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من ذلك دليلا على صدق ما كانت أعلنته عن وجود خلايا للقاعدة في قطاع غزة. وكان تنظيم قاعدة الجهاد في فلسطين أعلن عن نفسه قبل شهرين، دون أن يشير لعلاقته بتنظيم القاعدة، ولكنه أكد على مبادئ اعتبرها أساسية في تفكيره من بينها أن فلسطين كاملة هي وقف إسلامي يجب تحريره وعدم التفريط به. وفي شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، قدمت النيابة العسكرية الإسرائيلية لائحة اتهام ضد الشاب الفلسطيني محمد عبد الرحمن مطلق وريدات 26 عاما، تتضمن اتهامه بالعضوية في تنظيم القاعدة. ووريدات من بلدة الظاهرية قرب الخليل، وكان عاد إلى فلسطين في بداية هذا العام، بعد أن أنهى دراسته في الباكستان. وحسب لائحة الاتهام فانه ذهب إلى أفغانستان بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في نيويورك و تدرب في معسكر تابع للقاعدة، وتلقي تدريبات عسكرية وإعداد عبوات ناسفة. وأشارت اللائحة إلى أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن زار هذا المعسكر ثلاث مرات أثناء وجود وريدات فيه، وألقى محاضرات نظرية.