السعودية تقود جهدا دوليا لمكافحة الإرهاب عالميا
الجامعة الإسلامية تستضيف مؤتمرا دوليا حول الإرهاب

إيلاف من الرياض: كشف الدكتور محمد بن علي العقلا مدير الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، عن صدور موافقة الملك عبدالله بن عبد العزيز على تنظيم الجامعة الإسلامية للمؤتمر الدولي العالمي ( الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف ). وأضاف مدير الجامعة بأنه مؤتمر عالمي يدعو إلى كلمة سواء، ولا يستهدف تصفية حساب مع الآخر، ولا يسعى إلى نبذ الآخر وأخذه بالشبهات، بل يسعى إلى نشر أدب الاختلاف وثقافة الحوار، وإلى ترسيخ قيم التفاهم ونشر روح التسامح، وإلى قفل أبواب التآمر على الإسلام وتحسين صورة الدين والمتدينين، يسعى إلى إعادة أبناء الجلدة الواحدة الذين انساقوا وراء إغراءات التحريض والتمويل الخارجي - إلى كنف وطنهم وذويهم.

وأشار العقلا إلى أن هذا المؤتمر يدرك أن الخطر الحقيقي لا يكمن في وجود بعض الأفراد من ذوي الفكر المتطرف، فهؤلاء لا يخلو منهم أي مجتمع أو دين، وإنما يكمن في انتشار فكر التطرف، واتساع دائرته، وتزايد أشياعه، وتحوله إلى جزء من ثقافة المجتمع، ثم محاولة فرضه بالقوة .

ونظرا لما تمثله السعودية من ثقل ديني كبير في العالم الإسلامي لكونها البلد الإسلامي الأول من حيث الأهمية بالنسبة للمسلمين فان دعوة المملكة لتشكيل رأي عام إسلامي يسهم في تصحيح الانحرافات في المفاهيم والقراءات الخاطئة للدين يخلق فهم مشترك لماهية الإرهاب وتفنيد صلته بالدين الإسلامي ولعل ما دعت إليه الرياض خلال انعقاد فعاليات المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الإرهاب بشان إنشاء مركز عالمي لمكافحة الإرهاب يدلل على الدور القيادي للسعودية في مكافحة الإرهاب

وجهودها الجبارة في محاربته وتجفيف منابعه والإسهام بدور فاعل في إطار المجتمع الدولي من أجل ضرب جذور هذه الظاهرة التي ألحقت ضررا كبيرا بمصالح العالم العربي والإسلامي وجعلته عرضة لكثير من الطروحات الإعلامية مما أساء إلى سمعة المجتمعات العربية والإسلامية

ويأتي تنظيم الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة امتدادا لمؤتمرات عدة كانت السعودية السباقة لها حين استضافت المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الإرهاب في فبراير عام 2005

وأكدت السعودية خلاله أن انعقاد المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي يضم دولا تنتمي إلى حضارات مختلفة وأديان مختلفة وأنظمة مختلفة برهان على أن الإرهاب عندما يختار ضحاياه لا يفرق بين الحضارات أو الأديان أو الأنظمة والسبب هو أن الإرهاب لاينتمي إلى حضارة ولا ينتسب لدين ولا يعرف ولاء لنظام وهو ما دأبت المملكة على تأكيده في مناسبات عديدة

كما أن السعودية أكدت أيضا دورها الريادي في محاربة الإرهاب من خلال الإنجاز الأمني للسلطات السعودية قبل عدة أيام والمتمثل في القبض على مجموعات إرهابية كانت تخطط لضرب المنشآت الاقتصادية والبترولية على وجه الخصوص واعتقلت 520 شخصا لتثبت الإستراتجية التي اعتمدتها السعودية في مواجهة الإرهاب أنها إستراتيجية سليمة تعتمد على مواجهة الفكر الضال بفكر أصيل وإيصال الفكر الإسلامي وتوضيح سماحته من خلال تقديم الوسطية التي تحكم سلوكيات وأعمال المسلمين

ويحفل السجل الأمني السعودي بالعديد من الإنجازات والنجاحات الكثيرة والكبيرة في القيمة والمعنى والمستوى ويشكل سقوط هذا العدد الكبير من الإرهابيين قبل أيام وإحباط محاولتهم قبل تنفيذها في عملية استباقية إضافة أخرى لنجاحات الأجهزة المسئولة ونجاحا آخر في التفوق على الإرهابيين في معركة طويلة تسخر فيها الرياض كل امكانياتها للقضاء على هذا الفكر من خلال تلازم مسارات عدة أبرزها الالتزام بدور الريادة عالميا في عقد مؤتمرات توضح الخطر الكبير للإرهاب وتداعياتها على الدول والشعوب ونشر منهج الوسطية من خلال علمائها في العالم الإسلامي وأهمية الحوار بين الحضارات والأديان المختلفة ومواجهة الجماعات الإرهابية بقوة السلاح

وسيستمر الدور السعودي الفاعل في قضية محاربة الإرهاب في معركة طويلة توقع لها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن تستمر عشرات السنين للتخلص من شرورهم، والحد من هذه الظاهرة التي باتت تشكل تهديد خطير للامن العالمي بشكل عام.