الأفارقة غير العرب في quot;قاعدة السعوديةquot; منهم مقيمون دائمون
quot;العائدون من الجزائرquot; يفشلون في اختراق السعودية
الصحف السعودية تشيد بالإنجاز الأمني الذي أسقط 520 إرهابيا عمّ تبحث القاعدة في السعودية بعد رحيل الأميركيين؟
إيلاف من الرياض- خاص: قالت مصادر مطلعة لـ quot;إيلافquot; إن غالبية المقبوض عليهم في البيان الأخير الصادر عن وزارة الداخلية السعودية، هم من السعوديين، ويشكلون أكثر من 67 % من عدد المطلوبين، والنسبة المتبقية موزعة على بعض الدول الأفريقية ومنها دولة تشاد وموريتانيا ووزيرستان، وكذلك بعض الدول الآسيوية الأخرى.
وأكد خبير أمني -رفض الإفصاح عن اسمه- أن تنظيم القاعدة ذهب إلى الدول التي يتواجد فيها فروع له، خصوصًا في أفريقيا، وشرق آسيا، واستعان بهم لجلبهم للسعودية، ومن ثم يكونون أعضاء في التنظيم، و يمكن استخدامهم في أي دولة.
وحسب معلومات خاصة، فإن بعض المقبوض عليهم من الجنسيات الأفريقية نشؤوا في السعودية، وتربوا فيها، وبعضهم يحمل جنسيتها، ولم يأتوا من خارج البلد، وعلى الرغم من توقيع السعودية لاتفاقيات أمنية مع جمهورية تشاد، إلا أن خطر الإرهابيين القادمين من هناك ما زال قائمًا، ولا أحد يعرف السبب في تسربهم من هناك إلى السعودية، إلا أن خبراء أمنيين يشيرون إلى ضعف الحالة المادية هناك، وقدرة القاعدة على إغراء الشبان للانضمام إلى أرض المعركة مقابل مقابل مادي وقيادة لم يحصل عليهما من قبل.
القارئ لعدد المطلوبين الأجانب في بيانات وزارة الداخلية السعودية، يلاحظ الازدياد في عدد المقبوض أو المطلوبين للعدالة، ولعل الجنسيات الأفريقية غير العربية لم تبدأ بالانتشار والكثرة في قوائم المطلوبين، إلا في نهاية العام 2006م، وذلك بعد قتل كثير من قادة التنظيم بدءًا من يوسف العييري وليس انتهاء بفهد الخراج الجوير، الذي قُتل مطلع العام 2006م. وكان آخر عنقود قادة التنظيم المعتمد عليهم في السعودية.
بعد هذا التساقط التسلسلي، أتى دور التشاديين والنيجيريين وبعض جنسيات عربية لتحل محل السعوديين في القيادة، ولعل إغلاق الطرق المؤدية إلى العراق من بوابة سوريا والتشديد عليها عام 2005م أدى إلى عودة كثير من السعوديين عودة عكسية، ليست إلى السعودية بل إلى مخيم نهر البارد في لبنان وبقاء كثير منهم متدربًا في مخيمات صراع كانوا ضحية فيها؛ وهذه العودة العكسية لم تصل إلى السعودية .
وحسب معلومة مهمة وردت إلى quot;إيلافquot; من مصدر أمني فإن دولة أفريقية عربية، وتحديدًا دولة الجزائر، هي منبع خروج كثير من الإرهابيين القادمين إلى السعودية والعراق في الفترة الماضية، وليسوا من الجنسية العربية نفسها، بل من جنسيات متعددة استغلوا بعض الظروف الأمنية في تلك الدولة والدول المجاورة لها مثل دولة موريتانيا وأخذوا بالتدرب والتسلح هناك ثم تسربوا إلى السعودية والعراق ومناطق الصراع الأخرى.
وعلى ما يبدو، فإن العائدين من الجزائر للسعودية، فشلوا في اختراق السعودية، وتنفيذ مخططاتهم فيها، وهو ما يؤكده بيان وزارة الداخلية التي أعلنت عن اعتقال ما يزيد عن 700 شخص من مختلف الجنسيات كانوا يخططون لاستهداف منشآت نفطية في السعودية التي تعتبر المصدر الأول للنفط في العالم.
وتوقع المصدر الأمني الذي تحدثت إيلاف معه، أن يكون المسئولين في الحكومة الجزائرية لا علم لهم باستخدام كثير من المتطرفين العرب والأفارقة لأراضيها للتدرب والخروج منها إلى دول أخرى . وهذا ما دعا البيان إلى عدم ذكر تفاصيل دقيقة عن الدول التي خرج منها الإرهابيون. ولعل ما يؤكد هذه المعلومة كذلك,التفجيرات والعمليات الإرهابية المتتالية خلال الشهرين الماضيين في الجزائر على يد جماعات إرهابية.
وعانت السعودية في وقتٍ سابق من العائدين من ( أفغانستان) بعد انتهاء الحرب الشهيرة بين الإتحاد السوفيتي والأفغان، حيث أن أعداد مهوله من السعوديين وغير السعوديين عادوا إلى السعودية، بعد تلك الحقبة، محملين بأفكار متطرفة وتميل للعنف بعد أن تم تجنيد العديد منهم خلال تلك الحرب.
ولاشك أن القوات الأمنية السعودية، من خلال إعلانها الأخير، استطاعت أن توجه ضربة قوية لتنظيم القاعدة في السعودية، وهي ضربة اعتبرها الكثير من المحللين والخبراء الذين تحدثت معهم إيلاف في تقاريرها، دليلاً على أن الأمن السعودي يتابع ويرصد كل ما يتعلق بتحركات القاعدة في السعودية، سواء عن المخططات التي يستعدون لتنفيذها، أو حتى تلك التي لم تنفذ بعد.
التعليقات