اشتداد التنافس بين ليفني وموفاز
أولمرت يسلم بهزيمته نهائيا ويحدد موعدا لاستقالته من الحكومة
نضال وتد منتل أبيب-وكالات: وضع رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، في خطاب قصير ومتلفز، حدا للتكهنات بشأن مستقبله السياسي وما إذا كان يعتزم التنافس على زعامة كديما. فقد أعلن أولمرت أنه لن ينافس على زعامة الحزب فحسب، بل إنه يعتزم الاستقالة من منصب رئيس الحكومة مع انتخاب خليفة له في كديما حتى يتمكن الأخير من تشكيل حكومة جديدة. وجاء إعلان أولمرت المفاجئ مساء الأربعاء، بعد أن كان شن منذ مطلع الأسبوع هجوما شديد اللهجة على خصومه ومعارضيه، وخصوصا كلا من تسيبي ليفني وزيرة الخارجية، التي تتنبأ لها الاستطلاعات بالفوز في الانتخابات التمهيدية لكديما، ووزير الأمن إيهود براك.
وقال أولمرت في خطابه المقتضب الذي استمر عشرة دقائق فقط تم بثه في قنوات التلفزيون الإسرائيلي المختلفة، إنه ومنذ أن تولى مهام منصبه رئيسا للحكومة، قبل عامين ونصف العام (بعد المرض الذي عصف بشارون)، واجه عداء مستمرا ومتوصلا ومحاولات لم تتوقف للنيل منه وللإطاحة به.واعتبر أولمرت، الذي حاول إظهار نفسه بمظهر الضحية، أن مكانته القانونية والرسمية، قيدت في الواقع يديه ولم تسمح له التطرق للتحقيقات التي يتعرض لها والتي بدأت منذ توليه منصبه. مع ذلك عاد أولمرت وأكد على حقه في توجيه دفة إسرائيل، طالما ظل في منصبه، وهذا يعني المضي في توجيه وقيادة المفاوضات، سواء على المحور السوري أم على المحور الفلسطيني، معتبرا أن تحقيق السلام مع جيران إسرائيل العرب، من جهة، ومكافحة الإرهاب هي اهم التحديات والمهام التي على إسرائيل العمل من أجل تحقيقها.
وعلى الرغم من أن إعلان أولمرت، جاء مفاجئا إلا أن المقربين من أولمرت أوعزوا ذلك إلى الفوضى العارمة التي تعم صفوف الائتلاف الحكومي، وعدم انضباط أعضاء الائتلاف الحكومي، سواء من حزب كديما نفسه، أو باقي الأحزاب المشاركة في الحكومة، والتصويت مع مشاريع ضد الحكومة، وهو ما بلغ ذروته الأربعاء عندما أقرت الكنيست عدة مشاريع قوانين، من شأنها أن تكلف خزينة الدولة مليارات الشواقل، وذلك خلافا لموقف الحكومة المعلن، وهو ما أثار غضب أولمرت الذي قال للمقربين منه، وفق ما ذكره موقع يديعوت أحرونوت إنه لا يمكن إدارة شؤون الدولة في وضع كهذا.
إسدال الستارة على أولمرت واشتداد المنافسة بين موفاز وليفني.
وبحسب إعلان أولمرت، فإنه سيخلي منصبه مع انتخاب خليفة له من كديما. وكان حزب كديما أقر نهائيا مطلع الأسبوع الجاري، السابع عشر من سبتمبر القادم موعدا لإجراء الانتخابات التمهيدية في كديما، حيث يتنافس على رئاسة الحزب كل من تسيبي ليفني، وشاؤول موفاز، ومئير شطريت، وآفي ديختر، إلا أن المنافسة الحقيقية تدور على أشدها بين تسيبي ليفني، التي تحظى بتأييد أغلبية المنتسبين لكديما، وبين شاؤول موفاز، الذي تضعه الاستطلاعات في المرتبة الثانية، وإن كانت استطلاعات نهاية الأسبوع الماضي أشارت إلى تقليص الفجوة بين موفاز وليفني.
وفيما تحظى ليفني بتأييد كبير في صفوف أعضاء الكنيست من كديما، فإن موفاز، يعتمد كثيرا على التأييد الضمني لأولمرت لصالحه. ويحاول موفاز التغلب على ليفني عبر التأكيد على رصيده العسكري والأمني، مقابل التجربة الدبلوماسية لليفني، مما اضطر الأخيرة، إلى الاعتراف في الأيام الماضية أنها عملت كعميلة ميدانية للموساد. إلى ذلك يسعى موفاز على نيل ثقة ناخبي كديما عبر التأكيد على أنه يملك فرصا أفضل لتشكيل حكومة بديلة تبقي الحزب في الحكم، فيما كشفت الصحافة الإسرائيلية أمس، أن طاقم المساعدين والمستشارين الذين عملوا إلى جانب شارون، يؤيدون تسيبي ليفني، على ذلك قالت محافل مقربة من ليفني إن الأخيرة قررت طرح نفسها بصفتها الخليفة الحقيقية لشارون ومن ستعمل على مواصلة دربه.
وفيما يراهن موفاز، على رصيده العسكري، فإن ليفني تراهن على القبول العام لها في أوساط واسعة من الجمهور الإسرائيلي، لا سيما وأنها كانت من أول الذين طالبوا أولمرت بالاستقالة من منصبه على خلفية التحقيقات الجنائية الجارية معه، بتهم الفساد وتلقي الرشاوى.
أميركا ستواصل العمل للتوصل الى اتفاق سلام بعد استقالة اولمرت
الى ذلك، اعلنت الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة على استعداد للعمل مع اي حكومة اسرائيلية جديدة، وذلك بعيد اعلان ايهود اولمرت انه سيستقيل في ايلول/سبتمبر من منصبه كرئيس لوزراء اسرائيل.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك quot;اننا نتطلع الى العمل مع المسؤولين الاسرائيليين داخل الحكومة سواء في هذه الحكومة او في حكومات مستقبليةquot;. واضاف ماكورماك quot;في اسرائيل يبدو من المؤكد ان هناك دعما كبيرا للتوصل في نهاية المطاف الى مرحلة دولتين تعيشان جنبا لجنب في سلام وامنquot;.
واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي اضعفته قضية فساد كبرى، الاربعاء انه لن يترشح لقيادة حزبه كاديما في منتصف ايلول/سبتمبر، وانه سيتخلى عن السلطة. ويتهم القضاء الاسرائيلي اولمرت (62 عاما) بتلقي اموال بشكل غير مشروع من رجل اعمال اميركي.
وجاء اعلانه ليضع حدا لترقب استمر اسابيع تخللته صراعات داخل حزبه الحام. وتعتبر وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ابرز المرشحين لخلافته يليها شاوول موفاز وزير النقل. وقد يؤدي رحيل اولمرت الى التأثير على مباحثات السلام المتعثرة اصلا، مع الفلسطينيين والتي ترعاها الولايات المتحدة بهدف التوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية العام الحالي.
وتلتقي وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاربعاء في واشنطن ليفني ورئيس فريق المفاوضين الفلسطيني احمد قريع لبحث مسيرة السلام. واوضح المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك quot;ان الهدف هو جمعهما في اطار ثلاثي لمساعدتهما على تجاوز خلافاتهما او ربما للاشارة الى مجالات التوافق او نقاط الاتفاق التي قد لا يلحظانهاquot;.
واقرت رايس الثلاثاء بانه سيكون من الصعب التوصل الى اتفاق سلام فلسطيني اسرائيلي قبل نهاية العام، غير انها اشارت الى ان الموافقة تزداد حول ضرورة الاسراع في ايجاد حل للمشكلة من اجل الامن في المنطقة.
وتساءلت رايس حيال التشاؤم المتزايد في شأن رغبة الرئيس جورج بوش في حل النزاع في الشرق الاوسط قبل مغادرته البيت الابيض في كانون الثاني/يناير 2009، quot;المسألة هي ان نعرف، اذا لم يكن الان، فمتى؟quot;.
وكان الكثيرون يرون ان صداقة اولمرت والرئيس الاميركي جورج بوش والدعم الكبير للرئيس الاميركي لاسرائيل يمكن ان يدفع اسرائيل الى القيام بتنازلات كبيرة للفلسطينيين. كما يمكن ان يؤثر رحيل اولمرت على المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل وسوريا التي اطلقت في بداية العام بوساطة تركية.
نتنياهو الاوفر حظا لخلافة اولمرت في حال اجراء انتخابات
و قد اظهر استطلاع آراء ان زعيم المعارضة اليمينية في اسرائيل بنيامين نتنياهو هو الافر حظا، في حال اجراء انتخابات تشريعية مبكرة، لخلافة اولمرت. وبحسب الاستطلاع الذي بثت نتائجه قناة التلفزيون العاشرة الاسرائيلية الخاصة، فان هذه الفرضية تشير الى ان نتنياهو سيحقق فوزا كبيرا على وزيرة الخارجية تسيبي ليفني وعلى وزير النقل شاؤول موفاز ابرز المرشحين لخلافة اولمرت على رأس كاديما (وسط).
ومنح الاستطلاع نتنياهو تأييد 36 بالمئة من الاشخاص المستجوبين مقابل 24,6 بالمئة لليفني و14,9 بالمئة لوزير الدفاع ايهود باراك (حزب العمل)، ولم يدل باقي المستجوبين براي. وسيحصل نتنياهو 36,6 بالمئة في حال تنافس مع موفاز (12,4 بالمئة) وباراك (14,8 بالمئة).
وكان زعيم المعارضة اليمينية شغل منصب رئيس الوزراء بين 1996 و1999 قبل ان يهزمه باراك. واجري الاستطلاع لعينة من 500 شخص مع هامش خطأ ب 4,5 بالمئة.
التعليقات