فتحي الشيخ من القاهرة: على بعد 1300 كيلومتر من العاصمة المصرية القاهرة، تقع أصغر المحميات الطبيعية المصريةquot; سالوجا وغزالةquot;،على مساحة نصف كيلو متر، مكونة

من عدة جزر صغيرة، عمرها كمحمية لا يتجاوز الربع قرن ولكن عمرها كموطن طبيعي لغابة النهر يمتد لالآف السنين بتاريخ نشأت نهر النيل، الذي يحتضنها في مياهه، تقع المحمية بمحافظة أسوان، في أقصي جنوب مصر، وبالتحديد عند الشلال الأول، وتتكون من مجموعة من الجزر الموجودة في نهر النيل، وأشهر هذه الجزر هما جزيرتا quot;سالوجاquot; وquot;غزالquot;،وأعلنت كمحمية طبيعية بقرار من رئيس مجلس وزراء مصر عام 1986 بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي للحيوانات والنباتات والثدييات المهددة بالانقراض، حيث يوجد بالمحمية 94 نوعا نادرا من النباتات الطبية والعطرية، و60 نوعا من الطيور المقيمة والمهاجرة المهدد بعضها بالانقراض.

يشرح المهندس محمود حسيب رئيس المحميات بجنوب مصر، سبب التسمية قائلا: سالوجا وغزال أهم جزر المحمية، و سالوجا تعني quot;الشلالquot; في اللغة النوبية، وغزال تشير إلى انتشار نوع من الغزلان في المنطقة في فترة زمنية سابقة،ويؤكد على أهمية المحمية بسبب تنوع الكائنات الحية بها من المملكتين الحيوانية والنباتية رغم صغر حجم المحمية، حيث تجمع محمية quot;سالوجا وغزالquot; على مساحتها، التي تبلغ نصف كيلو متر مربع فقط، 94 نوعاً نادراً من النباتات الطبية والعطرية، وأكثر من 60 نوعاً من الطيور النادرة والمهددة بالانقراض على المستوي الدولي، بالإضافة إلى 15 نوعاً من الثدييات، مثل: الجمال والماعز والحمار البري والغزلان والضباع، والثعلب الاحمر المهدد بالانقراض، وبالنسبة لأهم الطيور، المهددة منها بالانقراض مثل دجاجة الماء الأرغوانية، وطائر الواق، و العقرب النسري والإوز المصري، والهدهد، والوروار، وعصفور الجنة، والبلبل وغيرهاquot;، كما يعيش بها عدد أخر من الطيور مثل: الحباري، والصقور، والحجل، والرخمة، والعقاب، والبط، والنعام، أيضا هناك نباتات دائمة الخضرة وأخري موسمية، وبعض هذه النباتات خاص بجزر النيل لا ينبت خارجها، ولعل من أشهر أشجار المحمية شجر السنط (الطلح) الذي يوجد منه بالمحمية خمسة أنواع، واللويث، والطرفة، والهجليج، والكلخ، والحنظل، والسينامكي، والسواك ( الأراك)، ويضيف حسيب ان هذه الاسباب جعل من المحمية مركز للبحوث العلمية الأساسية وبخاصة تلك المتعلقة بدراسات الجيولوجيا والحيوان والنبات.

تشهد الجزيرة اقبالا شديد من السياح الاجانب كما يؤكد محمد رمضان صاحب شركة سياحة قائلا معظم السياح الذين يزورو اسوان تحملهم رحلات نهرية في النيل عبر المراكب الشراعية إلى المحمية ثم يتم التنقل في الجزيرة عبر سيارات دفع رباعي، واكثر من يعجبهم هو مشاهدة الحيوانات والنباتات النادرة والتمتع بالمناظر الطبيعية، وتتميز المحمية بنسبة زيارات عالية خاصة في فصل الشتاء، وينبه رمضان إلى أن معدل هذه الزيارات انخفض بعد حدوث حريق بالمحمية، أسفر عن احتراق 300 شجرة بخلاف بعض النباتات.

الحريق الذي حدث بالمحمية منذ شهور قليلة لم يكن هو الاول من نوعه فقد سبق ان حدث حريق بالمحمية مرة عام 2004، واخري عام 2007، تكرار هذه الحرائق يعد كارثة حسب وصف الدكتور محمد جبر أستاذ علم النبات ووكيل كلية علوم أسوان للدراسات العليا والبحوث، وهو مايفسره قائلا: المحمية ليست اشجارا فقط، يتم حساب ماحرق منها، بل هي بيئة متكاملة تحتضن الأشجار والنباتات العشبية والحولية والطيور والحيوانات والزواحف وغيرها من الأحياء وكثير منها نادر، كما يعيش فوقها انواع كثيرة من الطيور المهاجرة، ولهذا فاثر هذه الحرائق يكون مدمر للمحمية ولكن هناك راي اخر عند المهندس حسيب مدير المحميات قائلا انه يمكن عودة المحمية إلى طبيعتها، وهو ما يوضحه قائلا ان المحمية لم تحترق كاملة، ولدي جهاز شؤون البيئة خريطة به معلومات عن النباتات الموجودة بالمحمية شاملة أنواعها وكثافتها، لذلك يمكن اعداد برامج لإعادة تأهيلها من جديد.