تشير أرقام الأمم المتحدة إلى تزايد عدد اللاجئات السوريات دون سن السادسة عشرة اللواتي يجبرهن آباؤهن على الزواج في سن مبكرة، حيث يرى كثير من اولياء الأمور أن تزويجهنّ مبكرًا يحميهنّ من الاعتداءات الجنسية.

أظهرت الأرقام التي نشرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة quot;اليونيسفquot; أن 20 في المئة من اللاجئات السوريات، بعضهن في سن التاسعة، يقعن ضحية الزواج القسري بسبب تفاقم النزاع، بالمقارنة مع أقل من 13 في المئة قبل عام.
لأسباب اقتصادية
وقالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية، جاستن غريننغ، في حديث لصحيفة الغارديان بمناسبة مرور ثلاث سنوات على الانتفاضة السورية أن العديد من هؤلاء الفتيات لا يتمكنّ من رؤية عائلاتهن مرة أخرى أبدًا بعد الزواج.
واضافت غريننغ quot;أن من القصص غير المكتوبة للأزمة السورية تأثيرها على الشابات واليافعات اللواتي يجرى تزويج الكثير منهن لأسباب اقتصادية في الغالب. فاليوم تكون 20 في المئة من الفتيات السوريات متزوّجات حين يبلغن سن السادسة عشرة، وهي احصائية مروّعةquot;، على حد وصف الوزيرة البريطانية.
وضع فظيع
وتابعت غريننغ أن الكثير من الفتيات السوريات يتزوّجن من رجال لا يعرفن أي شيء عنهم، رجال quot;قد يحضرون لإيجاد عروس بالمعنى الحرفي للكلمة، وقد يكون ذلك آخر مرة ترى فيها الفتاة عائلتها. فهي كثيرا ما تُبعد عن عائلتها، وعن المخيم، بل وحتى عن الاردن ولبنان. انه وضع فظيعquot;.
ورأت وزيرة التنمية الدولية البريطانية أن الضغوط الاقتصادية سبب رئيسي وراء الزيجات القسرية. وقالت quot;إن من الصعوبة بمكان على اللاجئين السوريين أن يجدوا فرصة عمل فلجأوا الى طرق مختلفة في محاولة لتدبير شؤون عائلاتهمquot;.
ولاحظت أن أمل الحصول على quot;مهر العروسquot; والتخلص من فم يتعين اطعامه يضع كثيرًا من العائلات أمام خيار quot;يكاد يكون مستحيلاً، ولكنه خيار تواجهه هذه العائلات. وهو موقف في منتهى الفظاعة تجد الفتاة نفسها فيه. إذ تكفيها كطفلة بلوى تأثرها بأزمة اللاجئين في سوريا وتكفيها بلوى انقطاعها عن المدرسة، ولكن تُحرم لا من تعليمها فحسب، وإنما من فرصة التعليم في المستقبل، وبالتالي من فرصة العمل مستقبلاً فان هذا مصير مريع إلى اقصى الحدود تنتهي اليه هؤلاء الفتياتquot;.
quot;قمّة فتياتquot;
ومن المقرر أن تستضيف بريطانيا quot;قمة فتياتquot; لبحث محنة الصبايا السوريات. وقالت الوزيرة غريننغ التي زارت مقر الأمم المتحدة في نيويورك في إطار التحضير للمؤتمر أن حكومتها ستطلب من شركائها الدوليين المساهمة ماليًا من أجل توفير ملاذات آمنة للنساء والفتيات من ضحايا الاعتداءات الجنسية. وفي خطوة اولى ستقدم لندن 6 ملايين جنيه استرليني إلى منظمة quot;اطباء العالمquot; في إطار حزمة قيمتها 36 مليون جنيه استرليني لمساعدة هذه المنظمة الإنسانية في تقديم رعاية متخصّصة لضحايا العنف الجنسي.
وستغتنم بريطانيا مناسبة القمة لتشجيع الآباء على عدم تزويج بناتهم لأسباب اقتصادية بتمويل برامج تدريب للاجئين الرجال العاطلين واكتسابهم مهارات تعينهم على إيجاد فرص عمل.
وقالت غريننغ ان هذه يعني تكثيف العمل بشأن مصادر الرزق لتسليح اللاجئين في هذه المخيمات بالقدرة على العمل مقابل أجر يعيشون منه. واضافت quot;ان هناك اقتصادا نشيطا في المخيمات، ولكن علينا أن نزيد من استخدام المهارات التي يمتلكها لاجئون في مجالات مهنية مثل السباكة أو النجارة لتقديم مزيد من التدريب المهني للصبيان الذين يتعرضون الى خطر التطرف إذا لم نجد فرصا أجدى لهمquot;.