في تصريح خاص بـ "إيلاف"، قال السفير والدبلوماسي اليمني مصطفى أحمد النعمان إنه لا يعلق أهمية كبيرة على مفاوضات بيال السويسرية، ففرقاء الأزمة اليمنية أتوا إليها بأسباب مشتركة، لكن الكلام عن حل سياسي سابق لأوانه.
إيلاف: دخل الثلاثاء وقف إطلاق النار بين أطراف الحرب اليمنية حيّز التنفيذ، ومعه يلتقط المواطنون اليمنيون البسطاء أنفاسهم بعد تسعة أشهر من القتل والدمار. ويرى السفير والدبلوماسي اليمني مصطفى أحمد النعمان في وقف النار هذا فرصة سانحة ليبدأ اليمنيون في البحث وسط الركام عن مدخل لاستعادة حياتهم الطبيعية التي مزقتها شهوات الساسة والحزبيين.
&
كلفة الحرب باهظة
يقول النعمان& لـ "إيلاف" إنه ليس ممن يبالغون في التفاؤل بما سينتج من لقاءات المنتجع الأولمبي في مدينة بيال، "لأن العامل الذي حسم الأمر لم يكن قناعة المتحاربين بالتفاوض، لكن الإنهاك الذي أصاب الأطراف الداخلية المتحاربة، كما إن صور المآسي التي تنقلها الفضائيات وما يتعرّض له الناس جراء الحصار وتزايد أعداد الضحايا رفعت الضغط الدولي لإجبار المتحاربين لإرسال ممثليهم إلى سويسرا في جولة ثانية تلت جولة فاشلة بامتياز"، وذلك في مجرى تعليقه على المفاوضات اليمنية التي بدأت الثلاثاء في مدينة بيال السويسرية، بين وفد الحكومة اليمنية ووفد يمثل جماعة الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح برعاية أممية، لإنهاء الأزمة في اليمن.
يضيف النعمان: "هناك أيضًا عامل الضغط المالي، إذ إن كلفة الحرب بلغت حدًا لا بد أنه تجاوز كل التقديرات، وتضاف إلى ذلك كلفة استعادة بناء مخزون عسكري لن تستفيد منه إلا الدول المصنعة للسلاح، هو ما يبعث على السخرية، إذ إن الدول التي تشجب الحرب هي نفسها التي تقوم بتزويد الأطراف المتناحرة بمخزون جديد، في ظل تسارع في انخفاض أسعار النفط".
&
متفائل أم متشائم؟
يتوقع النعمان أن ينتهي لقاء بيال الاول إلى تمديد وقف إطلاق النار، وإطلاق المعتقلين من الطرفين، ورفع الحصار عن المدن، وإدخال المواد الغذائية والطبية، وهي إجراءات ستساهم في خلق مناخ أقل قسوة على المواطنين وإتاحة المجال لاستعادة التواصل المباشر بين ممثلي المتحاربين.
يضيف: "ستظل كل هذه الإجراءات في حدها الأقصى متعلقة بالجوانب الانسانية. أما الحديث عن عملية سياسية فسابق لأوانه، ولا بد أن اجتماعات مقبلة ستجمع المتحاورين بعد انتهاء إجازات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، التي تفوق في أهميتها في الغرب كل همّ عربي".
لكن... هل النعمان متفائل أم متشائم؟، يقول لـ "إيلاف": "أنا لا أؤمن إلا بالنظرة الواقعية المجرّدة، بعيدًا عن الأمنيات والرغبات، فالأوضاع صعبة للغاية، وتعقيداتها لم يعد بالإمكان تفكيكها، بمجرد لقاء يمتاز العرب فيه بالعناق وتبادل مفردات الإخوة والمحبة والسلام، وما زالت أمام اليمنيين مساحة من الصعوبات والآلام والحزن والأسى".
&
التعليقات