تراجع جيش النظام والميليشيات الموالية له عن مناطق سيطروا عليها الثلاثاء في حلب، تحت وقع هجوم مضاد شنه مقاتلو النصرة والجيش الحر، الذين سيطروا على الملاح بكاملها.


إيلاف - متابعة: أعلن مجلس قيادة الثورة أن سوريا محتلة من قبل إيران، بعد أن استقدم النظام السوري الميليشيات متعددة الجنسيات من عربية وآسيوية، ومن الطائفة الشيعية من إيران ولبنان وأفغانستان، لكي تقاتل على كامل الأراضي السورية في صفوف قوات الأسد وبديلًا منها في بعض المعارك، كما يجري في حلب ودرعا.

وحمّل مجلس قيادة الثورة جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة مؤتمر الإسلام ومجلس الأمن مسؤولية السكوت على قتل الشعب السوري على يد "الاحتلال الإيراني" وقوات بشار الأسد.
وأتى هذا البيان متزامنًا مع فشل الحملات العسكرية للنظام وإيران وحزب الله في شمال سوريا وجنوبها، ومع إثبات الثوار السوريين أن الآلاف المؤلفة التي يحشدها النظام وإيران وحزب الله ليست تلك القوة التي لا تقهر، كما يحاول النظام السوري الإيحاء به في وسائل إعلامه.

فشل الهجوم

في الشمال، في حلب تحديدًا، فشل هجوم جيش النظام السوري، مدعومًا بآلاف لبنانيي حزب الله وإيرانيي الحرس الثوري وشيعة الميليشيات العراقية والأفغانية، فشل في تحقيق هدفه، واضطر للتراجع خاسرًا القرى التي كان سيطر عليها الثلاثاء الماضي، ووصل إلى بعد 3 كيلومترات فقط عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين المحاصرتين، بعدما شن عناصر جبهة النصرة والالوية الاسلامية وألوية الجيش الحر هجوما مضادا صاعقا، أدى إلى تراجع النظام والموالين له.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة وجبهة أنصار الدين تمكنت من التقدم في مزارع الملاح والسيطرة على عدة نقاط فيها الخميس، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام المدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية، ترافقت مع قصف عنيف ومتبادل من الطرفين على مناطق الاشتباكات، وقصف من قبل الطيران الحربي على المنطقة. وسقط في المعارك الخميس ما لا يقل عن 15 عنصرًا من النظام، جثث بعضهم لدى الكتائب المقاتلة والاسلامية.

استعادوا الملاح

وسيطر الثوار السوريون صباح اليوم الجمعة على الملاح ومحيطها شمال حلب، وعلى الأسامات، ودمروا فيها سيارة عسكرية محملة بالجنود أثناء محاولتهم الهرب، ما أدى إلى مقتل كل من كان بداخلها.
وتمركز مسلحو المعارضة على تخوم منطقة حندارت، وأعلنوا تدمير دبابتين والاستيلاء على مدفع من عيار 23 ملم، وغيره من الأسلحة الثقيلة والذخائر.

ونقلت تقارير عن الرائد ابراهيم مجبور، قائد غرفة عمليات تحرير حلب، إعلانه النفير العام في حلب وريفها، وتأكيده استمرار المعارك، وكشفه أن أعداد قتلى وأسرى عناصر قوات النظام وصل إلى 300 عنصر من النظام وميليشياته الأجنبية، بينما قبض الثوار على 100 أسير منذ بداية الحملة العسكرية على ريف حلب الشمالي.

وغرفة عمليات تحرير حلب تشكلت في 6 شباط (فبراير) الجاري، وهدفها منع حصار مدينة حلب، واستكمال السيطرة على ما تبقى من مناطق حلب الواقعة تحت سيطرة النظام، ويشارك فيها معظم الفصائل المقاتلة في حلب وريفها.

جثث إيرانية

في الجنوب، نقلت تقارير صحافية عن غرفة الإعلام العسـكري في الجبهة الجنوبية تأكيدها وجـود جثتين لضابـطين إيرانيين بحوزتها، قتلا خلال المعـارك الأخيـرة في مثلث أرياف درعا - القنيطـرة - دمشق.

وقالت غرفة الإعلام العسكري في الجبهة الجنوبية: "بعد التدقيق في الهويات العسكرية لعدد من قتلى الميليشيات الطائفية في المثلث، تبين وجود ضابطين إيرانيين قتيلين يتبعان للحرس الثوري، سقطا خلال المعارك، جثة الضابط الأول موجودة لدى الجيش الأول، ويدعى علـي سلـطان مرادي، والثاني من الحرس الثوري أيضًا، يدعى عباس عبـد اللهي، وجثته لدى ألويـة الفرقـان التابعـة للجبهة الجنوبيـة.

آتون إلى دمشق

ونقلت "الراي" الكويتية عن الرائد عصام الريّس، الناطق الرسمي باسم الجبهة الجنوبية، قوله: "نواجه مدًا احتلاليًا لا يستهدفنا فحسب، بل يستهدف دولًا خلف اراضينا، والخسارة هنا اليوم ستكون خسارتها غداً، ونحن نقاتل دفاعًا عن حريتنا ولتحرير بلادنا من كل القوى الاجنبية، وضدّ عودة جدار الخوف لحكمنا، سواء تحت لواء النظام او قوى التشدد والتكفير".

وهل معركة الجنوب هي معركة العاصمة؟ قال: "لا، معركة الجنوب هي محاولة القضاء على آخر أمل للثورة، ولم يحن أوان معركة العاصمة بعد، الجبهة الجنوبية بحاجة الى دعم حقيقي اليوم، عسكريًا وإغاثيًا وسياسيًا وإعلاميًا، نحن بحاجة سريعة لكل شيء، ولحرية أكبر في الحركة. أما دمشق فسنصل اليها، إن لم يكن عاجلا فآجلاً، هذا وعد وهذا عهد. وسنجري المقابلات حينها داخل أسوار قصر المهاجرين".