يقول معارضون سوريون أكراد، إنّ نظام الأسد الذي يكثف هجماته ضدهم مؤخرًا يعمل على زرع فتنة بين مكونات الشعب السوري، وأكدوا أن هجماته تلك تأتي بعد فشله في اقناع العالم بأنه شريك في مكافحة الارهاب.


بهية مارديني: كثف النظام السوري مؤخرًا من الهجوم على الأكراد، وشنّت وسائل اعلامه في تقارير متفرقة هجوماً على حزب الاتحاد الديمقراطي ورئيسه صالح مسلم.

يقول فؤاد عليكو القيادي الكردي وعضو الائتلاف الوطني السوري المعارض إنّ "التباين في المواقف بين النظام السوري وحزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) أصبح جدياً نظراً لحصول تفاهم بين ب ي د وأميركا في كوباني والتنسيق العسكري بينهما، وهذا ما كان يتابعه النظام وينظر إليه بعين الإرتياح على أمل أن يمتد هذا التفاهم ليشمل النظام أيضًا، ويصبح بذلك جزءًا من التحالف الدولي ضد الإرهاب".

واعتبر في تصريحاته لـ"إيلاف" أن "أمل النظام خاب في العودة إلى المجتمع الدولي من بوابة المشاركة في محاربة الإرهاب رغم تقديمه من أجل ذلك عروضاً سخية للمجتمع الدولي، وكذلك غض النظر عن التفاهم بين ب ي د والتحالف الدولي".

وأضاف "ظهر الخلاف بينهما إلى العلن بعد أن طلب النظام من ب ي د مناصرته في هجوم داعش الأخير على الحسكة، وتذرع ب ي د بحجج شتى لرفض ذلك، وهذا ما أثار غضب النظام وخشيته من حصول تفاهم سري بين ب ي د واميركا يدفع بموجبه إلى رفض ب ي د للإستجابة لطلبات النظام، خاصة وأن العلاقة بين ب ي د والنظام باتت محصورة في مدينتي القامشلي والحسكة فقط، كما أن القوة العسكرية لـ ب ي د باتت توازي أو تفوق قوة النظام في هذه المنطقة، إضافة إلى أنّ النظام بات في وضع لايمكنه تعزيز قواته لوجستياً بسبب الإنقطاع الجغرافي بين محافظة الحسكة ومناطق النظام في الداخل السوري بسبب سيطرة داعش على تلك المناطق الفاصلة، ولم يبق للتواصل مع الداخل السوري سوى مطار القامشلي، وهذا غير كافٍ لتقديم الدعم العسكري المطلوب له، كما أن التصادم بين الطرفين قد يستجلب التدخل الأميركي لصالح ب ي د ضد النظام".

ويتابع القيادي الكردي فؤاد عليكو: "بالتالي لم يبقَ أمام النظام سوى النقد الإعلامي والاستنجاد بحليفته إيران للضغط على ب ك ك، والذي بدوره سوف يضغط على حليفه ب ي د للتجاوب مع مطالب النظام وتلبيتها وعندها يبقى الموقف الأميركي هو الحاسم في ذلك، لأنه لولا طيران التحالف الدولي بزعامة أميركا لكان قوات ب ي د في وضع لا يحسد علية امام هجمات الإرهابيين الشرسة، وفي عدة جبهات متفرقة ومتباعدة".

من جانبه، يقول الدكتور زارا صالح القيادي الكردي إنه "بعد خسارة النظام في أكثر من موقعة من مناطق نفوذه وانحساره في مناطق الساحل ومركز العاصمة وبعض النقاط الأخرى أي حوالي ثلث سوريا، فإن البحث عن مخارج للأزمة وطرح سيناريوهات جديدة واردة الآن، وقد تكون تسليم جزء من الحسكة لداعش إحداها. ونظراً لاعتماده ورقة الفتنة الطائفية والعرقية، فإن ما يروجه إعلام النظام حول عمليات تطهير عرقي يقوم بها الاتحاد الديمقراطي في المناطق العربية على حد زعمه أظن أنه يدخل في إطار ضرب المكونات بعضها ببعض".

ويرى صالح من خلال تصريحاته لـ"إيلاف" أن "النظام الذي كان يدير اللعبة جيداً هناك، بات في موقف لا يحسد عليه بعد سقوط العديد من مواقعه. قوات الحماية الشعبية بدورها وعلى لسان ناطقها أكدت بأنها سوف تتحصن في مواقعها وتشارك في مهاجمة داعش إلا إذا تقدمت نحو مناطق سيطرتها. حتى أن مساعي بعض العشائر العربية والكردية فشلت في إقناع قوات الحماية".

وقال صالح: "إن توقيت هجوم النظام على الاتحاد الديمقراطي يدخل في خانة دغدغة المشاعر بين المكون العربي واتهام ال ب ي د بأنه يسعى لتقسيم سوريا وعميل للغرب ولديه مشروع دولة كردية، هذا الذي لا يعبر عن حقيقة الموقف السياسي لأن مشروع ال ب ي د هو غير قومي ( أمة ديمقراطية)، إذا هناك تهييج لمشاعر العداء بين المكونات السورية وعلى خلفية الأحداث الأخيرة في منطقة الحسكة".

وعبّر صالح عن اعتقاده بأنّ "هناك سيناريو قادماً من قبل النظام قد تدفع المكونات ثمناً لذلك إذا انجرت خلف إعلام النظام، وقد يكون هناك توزيع جديد لمناطق النفوذ بين القوى العسكرية وكل ما لا نتمناه هو أن لا يتكرر سيناريو كوباني، ولهذا فإن قيادة الاتحاد الديمقراطي عليها قراءة اللوحة جيداً، لأنها قد تختلف هذه المرة وإن العودة للحاضنة الكردية وبقية المكونات التي تؤمن بالشراكة ستكون مخرجاً سليمًا لتفادي كوباني جديدة".

واختتم بالقول إنّ النظام ""يلعب كافة أوراقه وليس له حليف ثابت، ولا يؤتمن عليه في حرق البلد، ما دام سيحافظ على ديمومته ولو موقتاً".
&