يشارك الأكراد في اجتماع القاهرة للمعارضة السورية الذي ينعقد الاثنين والثلاثاء 8 و9 الشهر الجاري في العاصمة المصرية بحضور حوالي 220 معارضا سوريا.


بهية مارديني: قال شلال كدو سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا لـ"إيلاف" إنه :"لاشك ان حضور وفد كبير من المجلس الوطني الكردي لمؤتمر القاهرة للمعارضة السورية له أثر وكذلك فائدة للشأن السوري عموما والشأن الكردي خصوصا الذي نعتبره جزءاً لا يتجزأ من الوضع السوري العام، كون هذا المؤتمر منبر هام ويُعقد في دولة مهمة لها ثقلها ودورها المشهود، فضلاً عن انه سيناقش آفاق الحل السياسي الذي يسعى الى تحقيقه معظم اطياف المعارضة السورية وينادي به المجلس الوطني الكردي قبل غيره."

وقال كدو وهو عضو في الائتلاف السوري أيضا الا انه يشارك بصفته الحزبية الكردية أنه "من غير المستبعد ان يخرج المؤتمر بوثيقة اكثر وضوحاً وتقدما من سابقاتها بالنسبة لحقوق الكرد ولتصور المؤتمرين لحل القضية الكردية العادلة في سوريا".

وفي هذا السياق يقول: "سنسعى بهدوء الى تحقيق ذلك، كون الشعب الكردي يعتبر ثاني اكبر مكون في البلاد وله الحق في ان يكون له كلمته الواضحة والصريحة في تقرير مصير بلده، وبالتالي ان يكون شريكا حقيقياً في بناء سوريا الجديدة، التي يجب ان يحصل فيها كل ذي حق على حقه".

وبعد تردد أنباء عن اعتذارات بين صفوف الأكراد لطريقة توجيه الدعوة بالصفة الفردية لا الصفة المؤسساتية الحزبية شدد على ان "اي رفض من قبل المجلس الكردي لحضور هكذا منابر وخصوصاً للمعارضة السورية سيكون خطأً جسيماً لأن القضية الكردية جزء مهم من القضية الوطنية السورية، ولا يجوز عقد اية فعاليات ونشاطات بمعزل عن المجلس الكردي، لذلك لا بد من حضور كردي قوي وفاعل في هذه المؤتمرات التي تبحث عن ايجاد حلول للوضع في سوريا الذي بات يشكل خطراً جسيماً على الامن الاقليمي والدولي ايضاً."

وتوقع شلال كدو أن "يشكل مؤتمر القاهرة قاعدة او أساساً لمؤتمر الرياض للمعارضة السورية الذي كثر الحديث عنه في الآونة الاخيرة، والمرجح عقده بعد شهر رمضان المبارك".

وفي متابعة من "إيلاف" لرصد تصريحات أطراف المعارضة السورية بالتزامن مع اجتماع القاهرة، كان لافتا& مديح هيئة التنسيق الوطنية للجهد المصري فيما برز تشكيك من قبل بعض المعارضات مثل هيئة العمل الوطني، ورسالة من جبهة التغيير والتحرير الى المؤتمرين في القاهرة وهي الجبهة التي يقودها قدري جميل المقرب من موسكو والذي تم استبعاده من اجتماع القاهرة.

تصريحات المحامي حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة حملت تأكيدات بأنّ "القاهرة تعمل على مساعدة المعارضة الوطنية الديمقراطية السورية على أن تجتمع بمصر من أجل توحيد رؤيتها السياسية بغية الوصول إلي حل سياسي للازمة السورية وتوحيد جهودها لتكون المعارضة بالداخل وامتدادها بالخارج، هي معارضة واحدة على رؤية واحدة وجهود موحدة ومطالب موحدة لتسهيل عملية التفاوض خلال مؤتمر جنيف٣ بين وفد السلطة ووفد المعارضة المتوازن والمقبول وذلك وفقا لما نص عليه بيان جنيف ١".

وأشار عبد العظيم لوكالة أنباء الشرق الأوسط الى إن مؤتمر جنيف ٣ مطلوب عقده بأقصى سرعة ممكنة لتنفيذ بيان جنيف ١، مشددا على أهمية دور مصر في هذا الصدد.

وأوضح أن مصر" لا تتدخل في شئون المعارضة، وإنما تعمل على& تسهيل الأمور لتوحيد رؤية المعارضة السورية وإنهاء حالة الإنقسام".

ولفت الى أن مصر "ترغب في أن تكون المعارضة الموحدة برؤية موحدة، ومطالب موحدة تمثل المعارضة بالداخل والخارج إلى أن يحدث الإنتقال والتغيير الديمقراطي في سوريا بما يحفظ للشعب السوري حقه في اختيار السلطة التنفيذية والتشريعية التي يريدها".

وعما هو متوقع أن يخرج عن مؤتمر القاهرة قال عبد العظيم إنه سيصدر عن هذا اللقاء وثائق عدة منها سياسية تتضمن الرؤية للحل السياسي التفاوضي بالإضافة إلى لجنة عمل معنية بمتابعة التنسيق مع كل القوى من أجل إطار أوسع للمعارضة بحيث تتشكل مستقبلا جبهة المعارضة السورية في الداخل والخارج أو أوسع تحالف مدني ديمقراطي.

وردا على سؤال فيما إذا كانت المعارضة السورية لا تزال تتمسك برحيل بشار الاسد أجاب "إن التمسك برحيل الأسد أمر طرحته بعض الأطراف، ولم يرد نصا عنه في بيان جنيف، وهذا الشرط أدى إلى استمرار الصراع المسلح" بحسب تعبيره.

وأكد عبد العظيم أن قوي المعارضة السورية "تريد أن تدخل مؤتمر جنيف ٣ بدون شروط مسبقة، ولأن أي أمر يجب أن يأتي عبر التفاوض الذي قد يؤدي إلي إنهاء النظام بكل مرتكزاته بما فيه الرئيس والحكومة، ولكن ذلك يأتي كنتيجة للتفاوض وليس شرطا للدخول في مفاوضات".

من جانبه اعتبر المحامي محمود مرعي أمين عام هيئة العمل الوطني أن "ما سيعقد في اليومين القادمين ليس مؤتمراً، بل هو اجتماع أو لقاء ومشكلته أن الأوراق معدة سابقاً، ومن يحضره سيذهب ليبصم على ما هو معدّ سلفاً، فضلاً عن كونه لجزء من المعارضة ألا وهي هيئة التنسيق وهيثم مناع وكتلة أحمد الجربا المنشقة عن الائتلاف المعارض في الخارج"، منوهاً إلى أنه "رغم تصريحات الخارجية المصرية بأنه لن ينتج عن لقاء القاهرة جسم سياسي معارض جديدا، لكن خروج مناع من هيئة التنيسق دليل على رغبته بتشكيل جسم سياسي".

واعتبر مرعي، الذي يعيش داخل دمشق أيضا، في حديث لاذاعة محلية إن "مصر حتى الآن لم تلعب الدور المأمول منها، رغم أنها ترى في سوريا عمقاً استراتيجياً وأمناً لمصر، فالمحافظة على الجيش والدولة والمؤسسات السورية واجب وهام"، واتهمها بالتأثر بالموقف الخليجي.

إلى ذلك، انتقدت جبهة التغيير والتحرير، التي يقودها قدري جميل، في رسالة مفتوحة لها للمجتمعين من المعارضة في القاهرة، الاجتماع وطريقة الدعوة اليه، وهاجمت الداعين اليه من أطراف المعارضة السورية، وتمنَّت الجبهة أن "لا يؤدي اجتماع القاهرة إلى تعميق تشرذم المعارضة السورية، والى إبعاد وتعقيد الحل السياسي".

وقالت في الرسالة: "في كل الأحوال لن تحول أيّ ممارسات سلبية دون استمرار جبهة التغيير والتحرير بالعمل على تجاوز الصعوبات جميعها، انطلاقاً من مصلحة الشعب السوري ومن العمل الحقيقي والجاد على شق طريق الحل السياسي الذي يشكل الطريق الوحيد لإنقاذ هذا الشعب وإنقاذ هذا البلد"، حسب تعبيرها.