الحكومة العراقية تعلن موعد محاكمة المتهمين من عناصر "داعش" بارتكاب مجزرة سبايكر التي راح ضحيتها أكثر من 1700 شخص، كما اعتبرت المجزرة جريمة إبادة جماعية.&
&
&بغداد : اعلن في بغداد اليوم عن تحديد الثامن من الشهر المقبل موعدا لمحاكمة 28 متهما بارتكاب جريمة سبايكر التي وصفت بجريمة العصر ضد طلاب الكلية العسكرية في محافظة صلاح الدين، التي راح ضحيتها حوالى 1700 شخص واثارت غضبا عارما واعتبرت من جرائم الابادة الجماعية.
&
وقالت السلطة القضائية الاتحادية الاثنين انه تم إحالة 28 متهماً بارتكاب جريمة سبايكر على محكمة الجنايات المركزية، واوضح المتحدث الرسمي للسلطة القضائية الاتحادية القاضي عبد الستار بيرقدار في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" أن "محكمة التحقيق المركزية أنهت الإجراءات التحقيقية مع 28 متهماً بارتكاب جريمة معسكر سبايكر. وقال ان جميع هؤلاء المتهمين قد تمت إحالتهم على محكمة الجنايات المركزية لغرض محاكمتهم وفق القانون".
&
وأضاف بيرقدار أن "محكمة الجنايات المركزية حددت الثامن من الشهر المقبل تموز (يوليو) موعداً لإجراء المحاكمة من دون توضيحات أخرى.
&
وكان تنظيم الدولة الاسمية "داعش" قد اعدم بمشاركة افراد من مناصري النظام السابق يقيمون في المنطقة في 15 من حزيران (يونيو) عام 2014 المئات من طلبة كلية القوة الجوية والمتطوعين للقوات المسلحة في قاعدة سبايكر شمال تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (170 كم) شمال غرب بغداد بعد أيام على تسليم أنفسهم.
&
وجرت مجزرة سبايكر بعد أسر طلاب القوة الجوية العراقيين من قاعدة سبايكر في يوم 12 حزيران (يونيو) &2014، إثر سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة تكريت بعد يوم واحد من سيطرتهم على مدينة الموصل حيث أسروا بين 2000و2200 طالب في القوة الجوية العراقية وقادوهم إلى القصور الرئاسية في تكريت وتناوب عناصر التنظيم وعدد من ابناء المنطقة على قتلهم هناك وفي مناطق أخرى رمياً بالرصاص ودفنوا بعضا منهم وهم أحياء.
&
اعترافات للمتهمين
&
وفي 11 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، اعلنت محكمة التحقيق المركزية المتخصصة بجرائم" الإرهاب والجريمة المنظمة" عن اعتقال عدد من المتهمين بجريمة سبايكر واكدت أنهم اعترفوا صراحة باشتراكهم في الحادث.&
&
ونقلت السلطة القضائية عن القاضي ماجد الاعرجي قوله إنه "تم إلقاء القبض مؤخراً على عدد من المتهمين بملف جريمة سبايكر"، مبينا أن "التوصل إليهم حصل بناءً على معلومات استخبارية دقيقة بمتابعة محكمة التحقيق المركزية التي تتولى التحقيق فيها وقد أصدرت بحقهم مذكرات قبض"، واضاف أن "المتهمين بعدما اعترفوا صراحةً باشتراكهم بالجريمة قد أدلوا بمعلومات وافية عن كيفية وقوع الحادث ومكانه وزمانه"، موضحا أن "هذه الاعترافات تم تصديقها قضائياً وجاءت مطابقة لإفادات شهود أدلوا أيضاً بأقوالهم أمام المحكمة".
&
واكد أن "المتهمين الذين صدرت مذكرات القبض بأسمائهم الكاملة قد تم منعهم رسمياً من السفر وحجز أموالهم وفقاً للقانون لإجبارهم على تسليم أنفسهم"، موضحا أن "عمليات المتابعة مستمرة للمتهمين من أجل القبض عليهم".
&
واضاف الاعرجي أن "رئيس السلطة القضائية الاتحادية وجه بتخصيص قاض في كل منطقة استئنافية لغرض تسلم الشكاوى وتدوين أقوال المدعين بالحق الشخصي عن الحادثة وإحالتها على محكمة التحقيق المركزية للنظر فيها قد حققت نتائج ايجابية". &&
&
& جريمة ابادة جماعية
&
ومن جهتهما، اعتبر البرلمان والحكومة العراقيان مؤخرا حادث سبايكر "جرائم إبادة جماعية" في اشارة الى جريمة القتل العمد لنزلاء سجن بادوش في محافظة نينوى ومنتسبي قاعدة سبايكر العسكرية العزّل &وجريمة القتل المتعمّد لأبناء عشائر البونمر والجبور، واللهيب، والعبيد وقتل وتهجير المدنيين من الاكراد والمسيحيين والايزيديين والشبك في سهل نينوى وسنجار والقتل المتعمّد وتهجير التركمان في تلعفر وبشير.
&
ويمهد هذا القرار الحصول على اعتراف دولي من قبل الأمم المتحدة باعتبار تلك الجرائم التي ارتكبت جرائم "إبادة جماعية" بحسب ما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة عام 1948 ووقع عليه العراق في الخمسينات من القرن الماضي.
&
وقد صور تنظيم "داعش" مجريات هذه المجزرة وقد اشترك فيها بعض من أفراد العشائر (المنتمين لحزب البعث العربي الإشتراكي وداعش) في محافظة صلاح الدين فيما نجح بعض الطلاب العراقيين في الهروب من المجزرة إلى ناحية العلم التي كانت خارج سيطرة التنظيم، حيث إستقبلتهم قبيلة في هذه الناحية والتي يفصلها نهر دجلة عن تكريت وأمنت لهم مركبات للهرب من نقاط تفتيش التنظيم، كما هرب بعضهم بطرق أخرى وقد روى بعض الطلاب مجريات المجزرة حيث تم حسب قولهم وشهاداتهم تسليم الطلاب من قاعدة سبايكر بسبب خداع بعض القادة العسكريين للطلاب وايهامهم بأن الوضع آمن.
&
أهالي الضحايا يتظاهرون
&
&وتواصل عوائل ضحايا قاعدة سبايكر الخروج بتظاهرات تدعو لمحاكمة القادة الذين سلموا الضحايا لداعش وصرف تعويضات عن استشهاد ابنائهم، وفي احدى التظاهرات تمكنوا من دخول البرلمان وطالبوه بمحاسبة القادة الذين سلموا سبايكر لداعش وبعدها وقعت &الكثير من التظاهرات من قبل أهالي الضحايا حيث أدت بعضها إلى إغلاق جسور في بغداد بضع المرات احتجاجاً على تأخر الحكومة في بيان مصير أولادهم .
&
وجاءت عملية الاعدام بعد خمسة ايام من احتلال تنظيم داعش مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى (405 كم شمال بغداد) في العاشر من الشهر نفسه قبل أن يفرض سيطرته على مناطق أخرى في محافظات ديالى وكركوك والانبار وصلاح الدين مرتكبا جرائم مروعة ضد السكان واعتداءات على الأقليات والمواقع الدينية والحضارية ما ادى الى نزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص. &
&