حذر زعيم ائتلاف الوطنية العراقي أياد علاوي من خطورة عزل شيعة العراق العرب، مؤكدًا أن هذا سيدفع بهم إلى أحضان إيران، ومن محاولات تحويل العراق إلى كم شيعي وكم سني، ما ينذر بفتن طائفية تهدد بشكل أساس منطقة الهلال الخصيب، التي تضم تنوعًا مذهبيًا كبيرًا.. فيما اعتبر مجلس العلاقات العربية والدولية أن قانون جاستا للكونغرس الأميركي تهديد للتعاون الدولي في محاربة الارهاب.

إيلاف من لندن: قدم أياد علاوي، رئيس حزب الوفاق الوطني العراقي، في كلمة خلال اجتماع امناء مجلس العلاقات العربية الدولية، بدورته السادسة التي اختتمت في الكويت أمس، عرضًا عن الاوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في العراق، وتداعياتها الاجتماعية وانعكاساتها على مستقبل المنطقة والعالم وعلى الصعد كافة، لما للعراق من دور مركزي مهم يرتبط بموقعه الجغرافي وامكاناته البشرية والاقتصادية كإحدى اكبر الدول النفطية.

وأشار علاوي في كلمته، التي تسلمت نصها "إيلاف"، إلى أنّ توالد الازمات في العراق يرتبط بغياب المؤسسات المهنية الناجزة، وعدم وضع خارطة طريق للخروج من الانفاق التي تمر بها البلاد، بسبب تفكيك مؤسساتها وانتهاج سياسات حل المؤسسات واعتماد الاجتثاث السياسي وتنامي النفوذ الاجنبي وتغييب المصالحة الوطنية الحقيقية.

وفي اطار الحرب التي يخوضها العراق ضد تنظيم داعش، أكد علاوي على ضرورة تكامل البعدين السياسي والعسكري في هذه المعركة.. مشددًا على عدم جدوى الانجازات العسكرية دون تثبيتها والحفاظ عليها من خلال ايجاد بيئة من الاستقرار بالغاء المحاصصة والطائفية السياسية وتسييس الدين وتحقيق سيادة القانون.. منبهاً إلى تضمين هذه الخارطة التي تغطي فترة ما قبل التحرير وبعدها لقضية النازحين واللاجئين واعادتهم إلى ديارهم ومناطقهم وتعويضهم تعويضًا عادلاً.

وتطرق علاوي إلى تعقيدات معركة تحرير الموصل، معبرًا عن رفضه للتدخل التركي العسكري السافر وتمديد مجلس الشعب التركي لبقاء القوات التركية في العراق، مما يضيف عامل تهديد جديد لسلامة شعب العراق ولوحدة محافظة نينوى المهددة بالتقسيم إلى خمس محافظات كبداية لتقسيم العراق والمنطقة.&

وأشار إلى التدخل إيران في العراق ودعمها لبعض الفصائل المسلحة منبهًا إلى وجود صنفين من فصائل الحشد، إحدهما منضبط ويشكل ظهيرًا للجيش العراقي، وآخر منفلت يمثل تهديداً لمؤسسات الدولة والقوانين ويحول دون عودة النازحين إلى مناطقهم خصوصًا في حزام بغداد وديإلى.

وفي موضوع الاستحقاق الانتخابي، شدد علاوي على اهمية ان تعكس الانتخابات العامة المقبلة المقررة في ابريل عام 2018 ارادة ومصالح العراقيين كافة، مما يتطلب تمكين جميع الناخبين من الادلاء بأصواتهم بحرية تامة، وهي الحالة التي لاتتحقق دون عودة النازحين إلى مناطقهم وتطبيع الاوضاع خلال سنة من تحرير الموصل، وذلك ما دعاه إلى الطلب من القادة السياسيين لتأجيل انتخابات مجالس المحافظات واجرائها بالتزامن مع انتخابات مجلس النواب، وهي فترة ضرورية لتشريع قانون انتخابات اكثر تمثيلاً وعدالة واستبدال مفوضية الانتخابات بأخرى اكثر استقلالية وقادرة على اجراء انتخابات تتوافر على نزاهة معقولة.

وقال علاوي امام الاجتماع إن هذا الموضوع هو شأن عراقي داخلي، وقد حظي بموافقة اغلب قادة الاحزاب والكتل السياسية، وانه قد ابلغ ممثل الامم المتحدة في العراق أن إقرار هذا الموضوع عراقيًا يتطلب دعمًا واشرافًا دوليين، كما أشار إلى أنّه مع تقليص اعداد اعضاء مجلس النواب ومجالس المحافظات.

واحاط علاوي المجلس بمخاطر عزل العراق عن عمقه العربي وتراجع اهتمام العرب بالعراق او توجيه اهتماماتهم على اسس طائفية ومذهبية.. مشدداً على ان العراق هو بلد العروبة الاساسي.. محذرًا من ان عزل شيعة العراق العرب سيدفع بهم إلى احضان إيران.. ومذكرًا بدور شيعة العراق في ثورة العشرين وانخراطهم في الحركات القومية العروبية.

وتساءل مشيرًا إلى بعض التدخلات العربية عن جدوى تفضيل الشيعي على السني أو العكس، ومحاولات تحويل العراق إلى كم شيعي وكم سني، مما ينذر بفتن طائفية تهدد بشكل اساس منطقة الهلال الخصيب التي تضم تنوعًا مذهبيًا كبيرًا. واعاد الدكتور اياد علاوي إلى الاذهان تجربته في الحكم حين شغل منصب رئيس الوزراء بين عامي 2004 و2005 وانعكاساتها في مجال المصالحة الوطنية واعادة بناء مؤسسات الدولة وخصوصًا الجيش والاجهزة الامنية والقضاء ومحاربة الطائفية السياسية وكسر ظهر الارهاب.&
وفي نهاية كلمته، دعا علاوي إلى عقد اجتماع للمجلس في مدينة النجف او مدينة السليمانية لرسم خارطة طريق جديدة لتحقيق السلام والامان لشعوب المنطقة.

&مجلس امناء مجلس العلاقات العربية والدولية يحذر من مخاطر (جاستا)

وفي ختام اجتماعاته التي استمرت يومين، حذر مجلس امناء مجلس العلاقات العربية والدولية من أن قانون (جاستا) الذي اعتمده الكونغرس الأميركي سيعمل على توتير العلاقات الدولية والاقتصادية والسياسية والأمنية وتهديد التعاون الدولي في محاربة الارهاب.

وأضاف المجلس في بيان اصدره في ختام اعمال فعاليات اجتماعه السادس، أن هذا القانون ما لم يتم تداركه بإلغائه سيقود إلى "فوضى قضائية لن تسلم منها الولايات المتحدة ومواطنوها".. مبينًا أن قانون (جاستا) يقوض مبدأ الحصانة السيادية التي تحمي الدول من الملاحقات المدنية والجنائية عبر محاكم دول أخرى، وهو بذلك يهدم مبدأ أساسيًا من مبادئ القانون الدولي.

ودعا المجلس المؤسسة التشريعية الأميركية إلى المسارعة لاحتواء هذا الأمر واحترام العهود والمواثيق الدولية، مؤكدًا رفض معظم دول العالم وتكتلاته الاقتصادية والسياسية مثل الاتحاد الأوروبي والآسيان والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية بل وأيضا من داخل الولايات المتحدة الأميركية.

ويسمح مشروع القانون الذي أقره الكونغرس الاسبوع الماضي لأسر ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 بتقديم شكاوى في المحاكم الأميركية ضد الدول والأفراد والمنظمات التي تتهم بأنها ترعى الإرهاب بصورة مباشرة أو غير مباشرة بعلمها أو من دون علمها.

واستضافت الكويت فعاليات الاجتماع السادس لمجلس أمناء مجلس العلاقات العربية والدولية الذي بحث خلاله مجمل الأوضاع العربية، ومقترح عقد مؤتمر لمناقشة الحالة الراهنة في الوطن العربي والتحديات التي تواجهه كظاهرة انتشار الارهاب والتطرف الديني.&

كما بحث الاجتماع مشاكل غياب العدل والمساواة والمشاركة الشعبية ومحدودية دور الشباب وتمثيلهم والتدخلات الخارجية في العالم العربي ومحدودية الدور العربي الفاعل على المستويين الرسمي والشعبي في التصدي لمشاكل الامة.

يذكر أن مجلس العلاقات العربية والدولية تأسس برئاسة عضو مجلس الامة الاسبق محمد جاسم الصقر في الكويت عام 2009 كمنظمة اهلية عربية دولية مستقلة غير ربحية تعمل على دعم القرار العربي في ما يخص العلاقات القومية والدولية بالرأي الموضوعي والمعلومة الصحيحة.