كشف زعيم ائتلاف الوطنية في العراق أياد علاوي أن الإيرانيين اعترضوا على تسمية قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني مستشارًا للحكومة العراقية، ووصف العملية السياسية بالكسيحة والمهيمن عليها من الخارج، حيث يصدر القرار العراقي من واشنطن وطهران.

إيلاف من بغداد: عن موقفه من الحشد الشعبي واتهامه بانتهاكات ضد المدنيين في المناطق التي يتم تحريرها من سيطرة تنظيم داعش، أشار علاوي إلى أنه يفرّق في الحشد الشعبي بين جهتين "الحشد المقاتل لا أتطاول عليه بأي شكل من الأشكال، وهو يقاتل مع القوات المسلحة وينسق معها، وأثبت موجودية كاملة".. واستدرك بالقول "لكن هناك عمليات فوضوية، حيث إن بعض العناصر غير المنضبطة إنتمت إلى الحشد الشعبي، وقامت بإساءات، وهي غير خاضعة لقيادات الحشد الشعبي".

وكان سليماني رفض في 28 من الشهر الماضي وصف الحشد الشعبي بـ"الإيراني"، مؤكدًا أن العراق ليس بحاجة إلى تدخل الآخرين، موضحًا أن بلاده قامت بدور مهم في التصدي لتنظيم داعش في العراق.

إيران اعترضت على تسمية سليماني مستشارًا للحكومة العراقية
وبشأن تواجد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في العراق، قال علاوي، في مقابلة مع قناة السومرية العراقية الليلة الماضية، وتابعتها "إيلاف"، إن "سليماني رجل مسؤول في دولة جارة بغضّ النظر عن أي شيء آخر، والإيرانيون اعترضوا على تسميته مستشارًا.. مشيرًا إلى أنه انتقد ظهور صورة سليماني في الفلوجة".

وكان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أعلن في العاشر من الشهر الحالي أن قاسم سليماني "يعمل في الأراضي العراقية بوظيفة مستشار عسكري بعلم الحكومة العراقية ودرايتها التامة"، منهيًا حالة الجدل حول سر ظهور الأخير قرب ساحة المعارك في مدينة الفلوجة قبل أيام. فقد أظهرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لقاءات بين سليماني وقيادات عسكرية في الحشد الشعبي على أطراف المدينة.&

فيديو قاسم سليماني في الفلوجة:

تصريحات السفير السعودي تزعج
وعن تصريحات السفير السعودي في بغداد حول بعض القضايا التي تهمّ الشأن العراقي، أشار علاوي إلى أن "تصريحات السبهان تزعج طبعًا، وحاولت الاتصال به مرتين وثلاث مرات، ولم أتمكن من التواصل معه".. مشددًا على القول: "لا أقبل أي تصريحات من أي كان، واعترضت على اعتبار الفلوجة بأنها حرب طائفية في الإعلام، فهي حرب للخلاص من داعش، لكن في طياتها&يوجد توجه طائفي سياسي".

وقال زعيم ائتلاف الوطنية "لو كنت رئيسًا للوزراء، لطلبت استبداله بسفير آخر".. معتبرًا أنه "يفترض ألا يتحدث حتى العراقي عن السعودية، والتدخل من خلال التصريحات والفعل لا يخدم المنطقة وسلامتها".

وكان السفير السعودي في العراق ثامر السبهان ذكر على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن "وجود شخصيات إرهابية إيرانية قرب الفلوجة دليل واضح على أنهم يريدون حرق العراقيين العرب بنيران الطائفية المقيتة، وتأكيد على توجّههم بتغيير ديموغرافي".

العملية السياسية كسيحة ومهيمن عليها من الخارج
ووصف علاوي العملية السياسية الحالية بالكسيحة والمهيمن عليها من الخارج، مؤكدًا عدم وجود أي تقدم في المشروع السياسي. وقال إنه "للأسف لا يوجد تقدم في المشروع السياسي في مسألة النازحين ودمار الأنبار وإعادة الإعمار والمصالحة".. مشيرًا إلى أن "المناخ السياسي إذا بقي ملتهبًا، فسوف ينتج شيئًا أسوأ من داعش".

أضاف أن "هناك من يريد استثارة بعض العواطف المبنية على الطائفية السياسية مع بعض الدول".. معتبرًا أن "الحكومة هي وليدة العملية السياسية، والعملية السياسية عملية كسيحة، ومسيطر عليها أجنبيًا إلى حد كبير، بدليل أن من يفوز في الانتخابات فهو خاسر، ومن يخسر هو خاسر أيضًا.. والقرار يخرج من طهران وواشنطن".

وشدد علاوي رئيس الوزراء السابق على أن "العملية السياسية مهيمن عليها من الخارج، وتقوم على الطائفية السياسية، وعلى التهميش والإقصاء، وعلى الإضرار بالآخرين".. لافتًا إلى أن "هذه العملية السياسية المريضة التي لا تشمل كل العراقيين ولّدت حكومات ناقصة وغير قادرة على مجابهة المعضلات".

ويشهد الوضع السياسي العراقي تأزمًا تصاعد بعد المطالبة باستبدال التشكيلة الوزارية الحالية بأخرى تكنوقراط، وارتفاع سقف المطالب، ليشمل تغيير الرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان، ليتم بعد ذلك استبدال خمسة وزراء فقط، وتأجيل جلسة البرلمان، التي كانت مخصصة لتغيير تلك التشكيلة بالكامل، بسبب عدم اكتمال النصاب، ما دفع بمتظاهرين غاضبين إلى اقتحام المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان، وتصدي القوات الأمنية لهم، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.


&