فيما انضم زعيم ائتلاف الوطنية العراقية أياد علاوي إلى النواب المعتصمين تحت قبة البرلمان، فقد شهدت الساعات الأخيرة مباحثات ماراثونية بمشاركة الرئاسات الثلاث وقادة الكتل السياسية، فيما يصوّت البرلمان اليوم على واحدة من تشكيلتين حكوميتين واحدة سياسية وأخرى للتكنوقراط.
بغداد: انضم زعيم ائتلاف الوطنية أياد علاوي الليلة الماضية الى عشرات النواب المعتصمين تحت قبة البرلمان لليوم الثاني على التوالي، مطالبين بإقالة الرؤساء الثلاثة للجمهورية فؤاد معصوم والبرلمان سليم الجبوري والحكومة حيدر العبادي واختيار حكومة تكنوقراط.
مباحثات ماراثونية قبيل التصويت على تشكيلة الحكومة
قبيل التصويت على تشكيلتين حكوميتين صباح الخميس، فقد شهد قصر السلام الرئاسي ومنزل الجبوري خلال الساعات الاخيرة اجتماعات سياسية مكثفة تناولت اختيار التشكيلة الحكومية الجديدة ومطالب النواب المعتصمين، لكن ائتلاف الوطنية بزعامة علاوي وكتلة الاحرار الممثلة للتيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر قاطعا هذه الاجتماعات، فيما يعتقد أن الرئيس معصوم سيحضر جلسة البرلمان اليوم التي ستشهد التصويت.&
وقد جرى خلال اجتماع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري مع رئيس الوزراء حيدر العبادي ورؤساء الكتل النيابية "بحث معمق لتطورات المشهد السياسي وتداعياته، إضافة الى ملف الاصلاحات والتعديلات الوزارية المرتقبة"، كما قال المكتب الإعلامي للبرلمان في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه في وقت متأخر الليلة الماضية، موضحًا انه تم ايضًا الاستماع إلى رؤية رئيس الوزراء وتصوراته في هذا الصدد.
اضاف أن المجتمعين اتفقوا على حضور العبادي لجلسة مجلس النواب المقررة اليوم الخميس لتقديم التعديلات النهائية على التشكيلة الوزارية وطرح الاسماء المرشحة للتصويت كخطوة أولى للبدء بعملية الاصلاح الشاملة.
اتهامات لرئاسة مجلس النواب
من جهته، حمل حاكم الزاملي القيادي الصدري، رئيس لجنة الامن والدفاع البرلمانية، هيئة رئاسة مجلس النواب مسؤولية التسويف والمماطلة في تشكيل حكومة التكنوقراط. وقال إن قادة الكتل السياسية يرغبون في استمرار المحاصصة الطائفية، وتم الالتفاف على مطالب الشعب، بعد رفع خيم الاعتصام من ابواب المنطقة الخضراء.&
واوضح ان التسويف والمماطلة من قبل هيئة رئاسة مجلس النواب بدأ بعد ارسال اسماء التشكيلة الاولى المقدمة من رئيس الوزراء.. لافتًا في تصريح نقلته الوكالة الوطنية العراقية للانباء الى ان جميع الحكومات السابقة تشكلت بسياق طبيعي من خلال عرض رئيس الوزراء اسماء التشكيلة الوزارية على مجلس النواب والتصويت على الوزراء فردًا فردًا، ولكن هذا لم يحدث في تشكيل حكومة التكنوقراط.
واشار الزاملي الى أن النواب المعتصمين، وعددهم 171 برلمانيًا من جميع الكتل السياسية، لديهم هدف معيّن هو رفع سطوة قادة الكتل السياسية من اجل رفع المعاناة عن الشعب العراقي. &&
وعن التشكيلتين الحكوميتين، اللتين سيصوّت على إحداهما مجلس النواب اليوم، حيث تتضمن الاولى مرشحين من التكنوقراط، قدمها العبادي الى البرلمان في 31 من الشهر الماضي، فيما تضم الثانية مرشحين قدمتهم الكتل السياسية، وسلمها رئيس الوزراء الى البرلمان الثلاثاء الماضي، فقد نأت لجنة الخبراء التي رشحت تشكيلة العبادي الأولى بنفسها عن تشكيلته الثانية، مؤكدة انها طائفية ترسخ المحاصصة والحزبية.
وأكد مهدي الحافظ رئيس اللجنة عدم مسؤولية لجنته عن قائمة الوزراء الثانية، موضحًا ان العبادي كلف لجنة خبراء برئاسته لاختيار وزراء تكنوقراط، وهي ليست طائفية. وتبرّأ الحافظ خلال مؤتمر صحافي في بغداد امس من التشكيلة الثانية، "لأنها تبقي المحاصصة الحزبية".. مشددًا على انها بعيدة عن التكنوقراط.
وقال الحافظ انه يجد نفسه في غاية الحرج، بعد تقديم التشكيلة الثانية، لأنها "لا تمثلني، ولا تمثل لجنتي، وهي قائمة تمثل مرشحي الكتل السياسية". اضاف ان "النواب المعتصمين المنتفضين، وانا من بينهم، انما يعبّرون عن رفض المحاصصة ودعم تشكيل حكومة كفاءات".. مشيرًا الى ضرورة توحد موقف النواب، لأن البلد تحت تهديد التدخلات الخارجية ووضع مالي متدهور.
تشكيلتان حكوميتان امام البرلمان اليوم ليختار إحداها
وكان مصدر رسمي مقرب من العبادي قال امس إن البرلمان امام تشكيلتين مقترحتين للحكومة المقبلة، وان ملفهما اصبح بين يديه، ليقرر لأيهما يصوّت. واضاف في تصريح صحافي تابعته "إيلاف" الاربعاء ان العبادي قدم قائمتين للتغيير الوزاري الى مجلس النواب.. مشيرًا الى أن واحدة منهما استندت الى لجنة الخبراء، وهي التي قدمها الى مجلس النواب في 31 من الشهر الماضي، والثانية هي التي تم اعدادها بعد المباحثات مع الكتل السياسية، وقدمت الى المجلس امس، في اشارة الى انها تضم مرشحين من هذه الكتل.. وشدد على القول "الملف الآن بيد مجلس النواب ليقرر بأي منها يأخذ".
وأمس، عمّت الفوضى والمشادات بين اعضاء مجلس النواب لدى انعقاد جلستهم الطارئة للمطالبة بإقالة الرؤساء الثلاثة للجمهورية والبرلمان والحكومة، ما دعا الجبوري الى الاستنجاد بالرئيس معصوم للحضور، لكنه عاد ورفع الجلسة الى اليوم.
وقد اضطر رئيس مجلس النواب الى رفع الجلسة الطارئة، اثر المشادات وتبادل الرمي بالزجاجات والفوضى، التي عمّت المجلس، بعدما كان قد استنجد بالرئيس فؤاد معصوم للحضور الى الجلسة لتفادي الموقف. يذكر أن عددًا من النواب والنائبات تجاوز عددهم السبعين قد بدأوا الثلاثاء اعتصامًا في مجلس النواب احتجاجًا على تأجيل التصويت على تشكيلة العبادي الوزارية، وطالبوا بإقالة الرئاسات الثلاث.
&
&
التعليقات