ايلاف من القاهرة: احتفل المصريون اليوم بالذكرى الثالثة والأربعين لحرب أكتوبر التي انتصر فيها الجيش المصري على نظيره الإسرائيلي، وحرر شبه جزيرة سيناء، واكتست البروفايلات وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي بصور للجنود أثناء عبور قناة السويس، وصور الرئيس أنور السادات بزيه العسكري في غرفة العمليات أو أثناء تفقد القوات المحاربة.

ورفرفت الأعلام المصرية في الشوارع، وأطلقت الأغاني الوطنية في مترو الأنفاق، وفتحت المتاحف العسكرية وبانوراما حرب أكتوبر أبوابها أمام المصريين.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كلمة إلى المصريين بهذه المناسبة، وقال عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن "ملحمة حرب أكتوبر وما حققته من نصر عظيم لم تكن تحدث لولا تحلي شعب مصر بقيم التضحية والجدية والإصرار".

وأضاف: "أنا على ثقة أن شعب مصر سيتمكن من تجاوز كل ما يواجه الوطن من تحديات تنموية واقتصادية راهنة، وأؤكد لكم في هذه المناسبة أننا نعمل جاهدين على تحقيق آمال المصريين في توفير الواقع الأفضل الذي يستحقونه، ونسابق الزمن من أجل تحقيق الإنجازات التي طال انتظارها".

وتابع: "إنني على ثقة أن ما يتم بذله من جهود ضخمة من جانب أبناء مصر المخلصين، كفيل بتحقيق التقدم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي يطمح إليها الشعب المصري".

واستطرد: "لقد علمتنا حرب أكتوبر العظيمة أن العلاقة التي تجمع الشعب المصري بقواته المسلحة هي مفتاح النصر، حيث تضامنت جميع أطياف الشعب مع قواته المسلحة، وضحت العديد من الأسر بأحبائها فداءً لهذا الوطن".

وقال السيسي، إن حرب أكتوبر المجيدة ستظل تذكرنا دائمًا أن الأوطان تعيش بتضحيات شعوبها، وأن مصر لن تنهض سوى بجهود شبابها الأوفياء.

وأصدر السيسي قرارًا بالعفو عن 588 مسجونًا، بهذه المناسبة، وشملت قائمة المفرج عنهم بعض السجينات الغارمات، اللاتي تعرض للسجن بسبب الديون، وشبابًا من المتهمين في قضايا التظاهر بدون تصريح.

السيسي يمنح البشير وسامًا عسكريًا

&

وسام نجمة الشرف

ومنح السيسي، نظيره الرئيس السوداني عمر البشير وسام "نجمة الشرف" خلال مشاركته في الاحتفال بنصر أكتوبر، الذي أقيم بمقر الجيش الثاني الميداني بمحافظة الإسماعيلية، وذلك تقديرًا لمشاركته السودان في الحرب، وتقديراً للبشير شخصيًا، الذي شارك في الحرب إلى جانب القوات المصرية. يعتبر هذا الوسام من أعلى الأوسمة المصرية، ويمنح لكل ضابط قدّم أعمالا بطولية استثنائية.

وقال السيسي أثناء منح الوسام للبشير: "أود الإشادة بالمساهمات القيمة التي قدمتها دول عربية في مقدمتها السودان الشقيق الذي أرسل لواء مشاة من الجيش السوداني ضم بين صفوفه الرئيس عمر البشير شخصيًا، إضافة للمتطوعين السودانيين الذين عبر منهم القناة جنبا لجنب مع أشقائهم".

وأضاف: "أتقدم للشعب السوداني وعمر البشير بالتحية والتقدير والاحترام، واثقًا أن أواصر التعاون ستشهد خلال الفترة المقبلة مزيد من الإزدهار والنمو، أبناء مصر الكرام مرة أكثر من 40 عاما على حرب أكتوبر المجيدة، وهي الحرب التي غيرت مفاهيم الكثير".

ومن أبرز الحاصلين على وسام "نجمة الشرف" العسكري، الرئيس الأسبق المصري محمد حسني مبارك، والمشير الراحل محمد عبدالغني الجمسي، ووزير الدفاع أثناء حرب أكتوبر، المشير أحمد بدوي، ووزير الدفاع الأسبق الراحل المشير محمد عبد الحليم أبوغزالة، ورئيس أركان الجيش المصري الراحل الفريق محمد عبدالمنعم رياض، والقائد إبراهيم الرفاعي.

وتزامنًا مع الاحتفال بذكرى انتصار أكتوبر، وصلت حاملة الطائرات ميسترال "أنور السادات" إلى المياه الإقليمية المصرية في مدينة الإسكندرية، ونشر المتحدث العسكري محمد سمير، صورًا لحاملة الطائرات، ومقطع فيديو لها أثناء الوصول.

&

وقال اللواء حسين عبد الرازق، قائد الكتيبة 256 صاعقة أثناء حرب أكتوبر 1973، إن هذه الحرب من أعظم الحروب في العصر الحديث، مشيراً إلى أنها ساهمت في القضاء على اسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.

وأضاف لـ"إيلاف" أن الحرب اشترك فيها المصريون شعبيًا إلى جانب القوات المسلحة، كما ساهمت مختلف الدول العربية في تحقيق الانتصار على اسرائيل.

وقال: "لم يتوقع أحد أن تندلع الحرب، لاسيما أن القيادة أبلغتنا أكثر من مرة أن موعد الحرب قد أوشك، ولكنها في كل مرة لم تكن دقيقة.

ذكريات عن الحرب

وحول دوره في الحرب قال عبد الرازق: "كنت قائدًا للكتيبة 256 صاعقة شمال القنطرة، وكان قائد عمليات الصاعقة مع الكتيبة الثانية جنوب القنطرة، بينما كانت الكتيبة الثالثة تقوم بعمليات إبرار "هجوم" بحري، قبل موعد الحرب بساعة، وتحرك أفرادها في مراكب صيد، وهم بزي الصيادين، والتفوا حول أقوى نقطة للعدو، ولغموها ودمروها، وتمسكوا بها، وظلوا مرابطين يقاتلون دفاعاً عنه، لمدة ثلاثة أيام. وهاجمتهم دبابات ومدرعات، ولكنهم لم يهزموا، وكانت هذه الكتيبة بقيادة النقيب يوسف حسان، وهو أحد أبطال حرب أكتوبر".

وتابع: "كنا منذ الساعة الواحدة والنصف يوم 6 أكتوبر، نجلس في الأماكن المخصصة للعبور في وضع الإستعداد مع القوارب الخاصة بنا. وكان من المحدد أن تبدأ الحرب الساعة الثانية وخمس دقائق ظهرا، وكان من المفترض أن يعبر الطيران، ثم تبدأ المدفعية في إطلاق قذائفها بشكل مباشر على نقاط العدو. وفي الساعة الثانية إلا دقيقتين، صرخ جندي معي، وقال "طيران يا فندم"، ونظرت إلى اتجاه الغرب، ووجدت طائرت "ميج 17" تقترب، وكانت على مسافات منخفضة، وفي تلك الأثناء قررت العبور بالقارب أنا والمجموعة التي كانت معي، للإستفادة من صوت الطائرات، وقلت لهم أرفعوا القارب، واندفعت أمام الجنود.

&حاملة الطائرات "السادات"

&

إيقاف مذيع أشاد بمبارك

وكانت سرعة القارب ليست قوية، لأن المجاديف لم تكن جيدة، فطلبت من الجنود استخدام "الكواريك" المعدة لأعمال الحفر، في عملية التجديف فصارت سرعة القارب أكبر، ووصلنا إلى الضفة الشرقية قبل أي قوات أخرى، ورفعنا العلم"، مشيرا إلى أنه شارك في الكثير من العمليات مع كتيبته ضد الجيش الإسرائيلي المحتل إلى أن تحقق النصر".

وفي السياق نفسه، تعرض المذيع بالتلفزيون الرسمي، جورج رشاد، للتحقيق والإيقاف عن الظهور في برنامج "صباح الخير يا مصر" حلقتين، بسبب إشادته بالرئيس الأسبق حسني مبارك، واعتبره أن "قياداته كانت السبب في تحقيق الانتصار في حرب أكتوبر على إسرائيل"، متهمًا جماعة الإخوان المسلمون وحركة 6 أبريل و"كل من خرج في ثورة يناير" بتشويه صورته.

وقال رشاد في سياق الحديث عن الانتصار: "تحية تقدير واحترام لكل من شارك في حرب أكتوبر المجيدة، تحية تقدير وامتنان للرئيس الراحل جمال عبد الناصر قائد حرب الاستنزاف، وتحية تقدير وامتنان للرئيس الراحل أنور السادات، صاحب قرار الحرب، وبطل الحرب والسلام".

وتابع: "تحية تقدير وحب وامتنان وإجلال للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، قائد الضربة الجوية"، مضيفًا: "بفضل قيادته الحكيمة انتصر جيشنا العظيم على إسرائيل".

وأضاف: "لا مجال لمن خرج في يناير 2011 وبعدها ليروج بأن الضربة الجوية ليست منسوبة للرئيس الأسبق مبارك، هذا افتراء وتزوير للتاريخ، هؤلاء هم الإخوان و6 أبريل، وكل من هم على شاكلتهم، وكل من يريد تشويه أي شيء وأي شخص في هذا الوطن الجميل". على حد تعبيره.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني

&