إيلاف من الرباط: أشادت الصحافة المغربية الاثنين ب"الجو الإيجابي العام" الذي ميز الانتخابات البرلمانية التي فاز بها الإسلاميون في السابع من اكتوبر الحالي، وعملت على تحليل النتائج وتوقع التحالفات بانتظار تعيين الملك لرئيس الحكومة من الحزب الفائز قبل عقد اول جلسة للبرلمان الجديد الجمعة.

وكتبت صحيفة "ليكونوميست" الفرنسية المقربة من رجال الأعمال "يمكن للمغاربة ان يهنئوا أنفسهم" بهذه الانتخابات، رغم الاتهامات بشراء اصوات واستخدام امكانات الدولة للتأثير على الناخبين.

ويفتتح البرلمان المغربي اعماله كل سنة في الجمعة الثانية من شهرأكتوبر، برئاسة الملك محمد السادس. وقبل هذا الافتتاح من المتوقع ان يعين الملك عبد الإله ابن كيران أمين عام حزب العدالة والتنمية رئيسا للحكومة، لان حزبه فاز باكبر عدد من النواب.

وكتبت يومية المساء الخاصة على صدر صفحتها الأولى "البيجيدي (حزب العدالة والتنمية) يهيمن والبام (الأصالة والمعاصرة) يتقدم وحزب المقاطعين يصفع الجميع" ، في إشارة إلى نسب المشاركة.

وحسب أرقام الداخلية بلغت نسبة المشاركة 43% أي أن 6,75 مليون مغربي من أصل قرابة 15,7 مليون مسجل صوتوا في هذه الانتخابات، وهي نسبة بلغت 45% سنة 2011 لكن عدد المسجلين حينها كان 13 مليونا و600 ألف فقط.

ويفسر توفيق بوعشرين مدير يومية "أخبار اليوم "في افتتاحية، تراجع نسبة المشاركة ب"عوامل كثيرة أهمها التضييق على التسجيل الإلكتروني الذي اعتمدته وزارة الداخلية لإبعاد الشباب عن المشاركة اعتقادا منها أن اتساع المشاركة" سيقوي "العدالة والتنمية".

انقسام المجتمع المغربي

ومن بين أسباب العزوف أيضا حسب بوعشرين "جو الخوف الذي أشاعته السلطة قبل الانتخابات من احتمال انقسام المجتمع المغربي بين( حزب أصولوي إخواني) و( حزب حداثي علماني)"، وهو في نظره "تقاطب كاذب لإبعاد ناخبي المدن عن صناديق الاقتراع".

وقالت صحيفة "اخبار اليوم "في تعليق على الانتخابات "لم يصوت 1،8 مليون مغربي لحزب العدالة والتنمية لأنه اسلامي أو لأنه يتبنى إيديولوجية دينية، بل صوت كل هؤلاء لابن كيران (أمين عام الحزب) لأنهم يثقون بنظافة يده في بلد عملته الثانية بعد الدرهم هي الفساد" ، معتبرة أن الإسلاميين كانوا سيحصلون على عدد أكبر من المقاعد "لو لم تتدخل السلطة لتسمين البام (حزب الأصالة والمعاصرة) بكل الطرق الممكنة".

ووصفت أسبوعية "تيلكيل" المغربية باللغة الفرنسية نسبة المشاركة المنخفضة ب"الصفعة الحقيقية التي وجهها المغاربة للسياسيين، وأظهرت الشرخ والتباين بين من سيديرون البلد وبين المواطنين".

وبحسب هذه النتائج المعلنة يكون كل من حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة قد حصلا لوحدهما 227 مقعدا من أصل 395 أي على 57,5% من المقاعد، فيما توزعت المقاعد المتبقية على 10 أحزاب أخرى.

وبحسب جماعة العدل والإحسان شبه المحظورة والتي توصف بأكبر جماعة إسلامية في المغرب فإن عدد المغاربة الذين يحق لهم التصويت يفوق 26 مليونا، وبالتالي فإن النسبة الحقيقية للذين صوتوا هي 26% على أقصى تقدير.