عدن: اسفرت معارك عنيفة في اليمن عن مقتل 35 شخصا قبل ساعات من سريان هدنة مدتها 72 ساعة قابلة للتجديد، تبدو فرص نجاحها اكبر من سابقاتها في ظل ضغوط دولية لانهاء نزاع دام متواصل منذ 18 شهرا.

وقتل 30 على الاقل من الحوثيين وخمسة مقاتلين موالين للحكومة في اشتباكات بالمدفعية الثقيلة قرب الحدود السعودية، وفقا لارقام القوات الحكومية.

وتواصلت المواجهات بشكل متقطع حول ميدي في محافظة حجة في وقت مبكر من المساء بعد ان تمكنت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من استعادة عدة مواقع من المتمردين حول هذه المدينة الساحلية قرب البحر الاحمر، وفقا للبيان.

وكانت حصيلة سابقة للقوات الحكومية اعلنت مقتل اثنين واصابة 15 من عناصرها.

وبحسب المصادر، استهدف طيران التحالف مواقع للمتمردين في صنعاء الاربعاء، بعد ساعات من قصفه تعزيزات عسكرية لهم كانت في طريقها من محافظة صعدة - معقل الحوثيين - باتجاه منفذ البقع الحدودي مع السعودية، والذي استعادته قوات هادي الاسبوع الماضي.

كما دارت معارك في صرواح بمحافظة مأرب شرق صنعاء، وفي مدينة تعز (جنوب غرب) التي يحاصرها المتمردون منذ اشهر.

وبدأ التحالف نهاية مارس 2015، شن غارات ضد المتمردين، اتبعها بعد اشهر بتقديم دعم ميداني للقوات الحكومية، ما مكنها من استعادة خمس محافظات في جنوب البلاد.

واعلنت الامم المتحدة مطلع الاسبوع، ان هدنة بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، ستدخل حيز التنفيذ الساعة 23,59 ليل الاربعاء (20,59 تغ).

وتأمل المنظمة ودول كبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا، ان تساهم التهدئة في التمهيد لاستئناف مشاورات السلام، املا في التوصل الى حل للنزاع.

وقد لاحت بوادر تهدئة بعد التصعيد، توجت باعلان المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد ليل الاثنين الثلاثاء، موافقة اطراف النزاع على هدنة موقتة.

ورحب وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء بالخطوة.

وقال "نطلب من جميع الاطراف اتخاذ كل التدابير الضرورية لتنفيذ وقف (الاعمال القتالية) ونطلب منهم ان يستمر ذلك ونشجع بقوة على تمديده من دون شروط"، معتبرا ان "وقف القتال يتطلب ان يلتزم كل الاطراف وقفا تاما للعمليات العسكرية بكل اشكالها وان يسهلوا ايصال المساعدة الانسانية الى اليمنيين في انحاء البلاد".

شروط متبادلة

وفي حين ابدى الاطراف التزاما مبدئيا، طرح كل منهم شروطه. فحكومة هادي تطلب وجود لجنة لمراقبة تنفيذ الهدنة، وتشترط رفع الحصار عن تعز، وتسهيل توزيع المساعدات الانسانية من دون قيود.
اما المتمردون فأبدوا استعدادهم للتعاطي "الايجابي" مع الهدنة، مؤكدين ضرورة اقترانها بـ "رفع الحصار عن الشعب اليمني".

ورغم الشروط المتبادلة، يرى خبراء ان فرص صمود التهدئة، وهي السادسة من نوعها منذمارس 2015، افضل من سابقاتها.

ويقول المستشار الاول مدير برنامج الامن والدفاع ودراسات مكافحة الارهاب في مركز الخليج للابحاث مصطفى العاني لوكالة فرانس برس "انا اكثر تفاؤلا لان المناخ مختلف بالكامل" عن الهدنة الاخيرة.

وتوصلت اطراف النزاع في ابريل لهدنة تزامنا مع مشاورات سلام رعتها الامم المتحدة في الكويت. الا ان وقف النار خرق بشكل متبادل، وانهار بشكل كامل مع تعليق المشاورات مطلع اغسطس.
واوضح العاني ان "القوى الكبرى منخرطة بشكل اكبر هذه المرة، خصوصا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة اللتين تمارسان ضغوطا على الاطراف".

اضاف "في الوقت نفسه، الاطراف منهكون جراء الكلفة الانسانية والمالية للنزاع"، وباتوا مقتنعين بعدم قدرتهم على "الفوز عسكريا".

استئناف المشاورات؟

يؤمل ان تساهم التهدئة في تمهيد الارضية لاستئناف المباحثات بين الحكومة والمتمردين، والتي انتهت جولتها الاخيرة من دون خرق يذكر.

واكد كيري الثلاثاء ان "الولايات المتحدة، الى جانب المجتمع الدولي، مستعدة للمساعدة وسنواصل العمل مع جميع الاطراف للتوصل الى تسوية تستند الى مفاوضات لوضع حد دائم للنزاع".

ويرى العاني ان ثمة امكانية لتسوية حول قرار مجلس الامن 2216 الصادر في ابريل 2015، ويثير خلافات بين اطراف النزاع.

وينص القرار على انسحاب المتمردين من المدن التي سيطروا عليها بالقوة وتسليم الاسلحة الثقيلة. وفي حين تعتبر حكومة هادي ان المطلوب تنفيذ القرار قبل البحث في اي صيغة سياسية جديدة للحكم..