بين ليلة وضحاها، بات مدير مكتب التحقيقات الفدرالية، جيمس كومي، الشخصية الأكثر شهرة في الولايات المتحدة الاميركية، إثر الرسالة التي بعث بها إلى الكونغرس وتناولت إعادة فتح قضية بريد المرشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون.

إيلاف من نيويورك: لم تتوقع كلينتون، التي كانت تنتظر حصول مفاجأة ما في شهر نوفمبر من قبل ويكيليكس، التي دأبت على نشر رسائل مسربة لأركان حملتها الانتخابية، لم تتوقع أن تأتي الضربة قبل أن يطوي شهر أكتوبر صفحة أيامه الأخيرة.

الانعكاسات السلبية

وبغضّ النظر عما قد يصدر من مكتب التحقيقات الفدرالية سواء حصلت كلينتون على البراءة الكاملة أو الادانة في ظل التوقعات التي تشير إلى أن التحقيقات الجديدة حول قضية بريدها الإلكتروني ستأخذ وقتًا طويلًا، إلا انه لا يمكن تجاهل الانعكاسات السلبية لهذا الموضوع على حظوظها يوم الانتخابات، ويكفي النظر الى الاستطلاعات التي صدرت بعد يوم الجمعة الماضي، لمعرفة الضرر الكبير الذي حصل.

التأثيرات الكبيرة يمكن ملاحظتها من خلال ما نشرته وسائل إعلامية أميركية تأخذ جانب كلينتون في الانتخابات، ففي أحسن الحالات بالنسبة الى وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، قد تؤثر هذه القضية على قرارات 37% من الناخبين، لأن 63% منهم قد حسموا خيارهم بحسب ما نشر اليوم.

تراجع شعبيتها

بالتزامن مع المفاعيل السلبية لفتح التحقيقات على مسيرة كلينتون، يعيش منافسها الجمهوري، دونالد ترامب، أفضل ايامه، وتمكن من تحقيق عودة قوية الى سباق الانتخابات تكاد تكون أكبر من تلك التي حققها بعد منتصف شهر اغسطس الماضي، إثر الهزات التي لحقت بحملته.

أحدث إستطلاعات الرأي التي أجريت بعد رسالة جيمس كومي، أظهرت تراجع حظوظ كلينتون بشكل درامتيكي في غضون ايام قليلة، فالفارق الذي يفصلها عن ترامب وصل الى نقطة يتيمة بعدما لامس 12 نقطة منذ اسبوع.

التأثيرات السلبية لم تقف عند حدود تراجع المرشحة الديموقراطية على صعيد النقاط، فبحسب الاحصاء تبين أن ثلث المستطلعة آراؤهم ( 1160 ناخبًا)، اضافة الى سبعة بالمئة من الناخبين الديمقراطيين اصبحوا أقل حماسة لانتخاب كلينتون، في المقابل تقدمت الاخيرة لدى طرح سؤال على المستطلعة آراؤهم حول المرشح الاكثر أهلية لرئاسة البلاد.