واشنطن: لا يقتصر وصف "السيدة الأولى" في الولايات المتحدة على زوجة الرئيس، فقد سبق أن أُطلِق هذا اللقب على هاريت لين، ابنة شقيق الرئيس الخامس العشر للولايات المتحدة، جيمس بوكانان، التي برعت في القيام بدور المضيفة قبيل حقبة الحرب الأهلية بفترة ليست بالطويلة، حيث كانت ترتب حضور ضيوف ولايات الشمال وولايات الجنوب بعيداً عن بعضهم البعض في أحد مكاتب البيت الأبيض بغية الحفاظ على السلام، وهو ما أكسبها شهرة واسعة في ذلك الوقت، لدرجة أن مجموعة من وسائل الإعلام المرموقة لقبتها بـ "سيدة البيت الأبيض" و"السيدة الأولى".

وهو المسار&نفسه الذي يبدو من الواضح أن ايفانكا ترامب، ابنة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، ستسلكه طوال فترة رئاسة والدها للولايات المتحدة، حيث قامت مؤخراً بالترتيب لاجتماع بين والدها و نائب الرئيس الأميركي السابق، آل غور، وسط شائعات تتحدث عن سعيها لإيجاد دور يمكنها القيام به داخل البيت الأبيض مستقبلاً.

ورغم عدم وجود مسمى وظيفي للدور الذي ستقوم به ايفانكا، مثل باقي سيدات أميركا الأوائل، إلا أنها قادرة على تحديد دورها، ويبدو أنها ستنجح في ذلك بطريقة مميزة، حيث ستعنى بدعم القضايا غير الحزبية، كما كانت تفعل لورا بوش مع مشكلة أمية الأطفال، وكما كانت تقوم به هيلاري كلينتون كمستشار سياسي فعلي لزوجها وكما كانت تفعله ميشيل أوباما بالنسبة إلى مسألة التغذية. لكن لكونها ابنة الرئيس (وليست الزوجة كما السيدات السابق ذكرهن)، فإنها تتحضر على ما يبدو لأن تكون مستشارة، داعمة للقضايا غير الحزبية ومضيفة في الوقت&نفسه، ما يعني أن دورها سيكون أكثر بروزاً، وقد تصبح بسببه سيدة أميركا الأولى الأقوى على الإطلاق.

ونقلت في هذا السياق صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن صديق مقرب من عائلة ترامب قوله "ايفانكا وزوجها جاريد ودونالد الابن أكثر تأثيراً من أي مسؤول آخر الآن".

ورأت الصحيفة أن ايفانكا ستكون قادرة بفضل فهمها النهج السياسي الخاص بواشنطن على إعادة تعريف منصب "السيدة الأولى" على نحو لم يسبق أن حدث من قبل.

ومضت الصحيفة تشير إلى أن آخر مرة حظيت فيه ابنة رئيس أميركي بلقب "السيدة الأولى" كانت عام 1914، حين توفيت زوجة الرئيس وودرو ويلسون بعد أقل من عامين على توليه المنصب، لتقوم ابنتهما، مارغريت، بدور المضيفة في البيت الأبيض، إلى أن تزوج ويلسون من اديث بولينغ غالت ويلسون، التي أضحت السيدة الأولى الأكثر قوة بعد إصابة زوجها بسكتة دماغية شديدة عام 1919، أي قبل 18 شهراً من مغادرته البيت الأبيض. ورغم أن ايفانكا قد لا تحظى بمثل هذا القدر الكبير من النفوذ أحادي الجانب، إلا أن اتساع نطاق دورها وتأثيرها سيكون استثنائياً.

وأضافت الصحيفة أن ايفانكا ستبدأ ولاية والدها الرئاسية وهي المرأة الأكثر نفوذاً داخل البيت الابيض، فقد شاركت بالفعل في ترتيب اتصالات واجتماعات بين ترامب وقادة دول، منهم رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، وهو الأمر الذي يشير إلى أن والدها يثق بمواهبها الدبلوماسية، لكنه يثير أيضاً تساؤلات بشأن تضارب المصالح بين دورها كأحد أفراد الأسرة الأولى وبين منصبها في منظومة ترامب التي تمتلك تعاملات تجارية في هاتين الدولتين.

أعدت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف نقلاً عن «واشنطن بوست». المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي:

https://www.washingtonpost.com/posteverything/wp/2016/12/16/ivanka-trump-could-be-the-most-powerful-first-lady-ever/?utm_term=.0a9d033b734d&wpisrc=nl_most-draw14&wpmm=1
&

&