دعت منظمة أوروبية الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى منع عمليات قتل طائفية للسكان السنة في الموصل في المعركة القريبة لتحريرها.. فيما دعا رئيس البرلمان إلى تهيئة أسباب نجاح المعركة بإطلاق موازنة المحافظة وتسليح العشائر ودعم البيشمركة.. بينما تقرر عقد مؤتمر للمانحين لإعمار المناطق المتضررة من العمليات العسكرية في نيسان (إبريل) المقبل.

أسامة مهدي: قالت المنظمة الأوروبية لحرية العراق "eifa" في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نصه الجمعة، إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قام بجولة دولية لحشد التأييد لمعركة وشيكة لتحرير مدينة الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، التي استولى عليها تنظيم داعش في حزيران (يونيو) عام 2014، وزار واشنطن وطلب من الرئيس باراك أوباما المزيد من الضربات الجوية الأميركية وارسال المزيد من العسكريين الأميركيين لتدريب القوات العراقية، كما طالب بمزيد من المال والأسلحة للعراق.. ثم انتقل الى أربيل في شمال العراق، حيث طلب من رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني تعهد البيشمركة بالمساعدة على المعركة المقبلة لتحرير الموصل.

اضافت المنظمة التي يترأسها إسترون إستيفنسون رئيس لجنة العلاقات مع العراق في البرلمان الاوروبي سابقًا، أن الموصل عاصمة محافظة نينوى، في شمال العراق هي موطن لأكثر من مليونين ونصف مليون نسمة، حيث وضع تنظيم داعش قيودًا صارمة على السكان المحليين، ولا يسمح لأحد الا للتجّار الموثوق بهم بمغادرة المدينة والعودة إليها، وقد بقي السكان رهائن بيد التنظيم، الذي كان قد استولى على كميات هائلة من الأسلحة الأميركية الحديثة عندما هرب الجيش العراقي، وأصبحت المدينة حصنًا منيعًا تقريبًا، مما دعا القادة العسكريين الأميركيين الذين يقدمون المشورة إلى العراقيين إلى التقدير بأن تحرير الموصل قد يستغرق عامًا آخر.

يذكر ان مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل هي الآن مثار خلاف كبير بين القوى السياسية العراقية.. ففيما تصر الشيعية منها على هذه المشاركة، ترفضها السنية، خوفًا من انتهاكات طائفية، كانت شهدتها مناطق عراقية عدة لدى تحريرها من سيطرة تنظيم داعش في اوقات سابقة.

وقالت المنظمة إن بعض التقديرات تفيد أن أعداد السكان الآن في الرمادي هم الآن أقل من 1000 نسمة، بعدما كان عددهم قبل المعارك حوالى نصف مليون نسمة نزحوا عنها، فيما احتجزت الميليشيات مئات منهم في سجون سرية وسط مخاوف من قتل بعضهم. واضافت انه الآن وقد بدأت الطائرات الحربية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة غارات جوية على أهداف داعش حول الموصل، فإن القلق يثار من تدمير الكثير من مرافق الموصل ومقتل الآلاف من الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال. &

وشددت المنظمة الاوروبية لحرية العراق في الختام على ان السبيل الوحيد لطرد داعش من الموصل والعراق وحل الميليشيات المدعومة من ايران يكمن في تسليح وتدريب رجال القبائل السنية للقتال إلى جانب القوات العسكرية العراقية المدربة المجهزة وبمساعدة البيشمركة الكردية.. وقالت إن "هذا هو السبيل الوحيد لطمأنة المواطنين في الموصل وتشجيعهم على الوقوف إلى جانب الجيش العراقي ضد داعش في تحرير المدينة".

وكانت الرئاسات العراقية الثلاث قد اكدت ضرورة حصر القرار الأمني بيد رئيس الوزراء حيدر العبادي، وقالت الرئاسة العراقية في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" اليوم، إن "الرئاسات الثلاث عقدت اجتماعاً الليلة الماضية بحضور رؤساء الجمهورية فؤاد معصوم والحكومة حيدر العبادي ومجلس النواب سليم الجبوري، حيث جرت مناقشات مستفيضة لموضوع التعديل الوزاري المطلوب ومواقف الكتل البرلمانية بشأنه مع التأكيد على أهمية الاصلاح بما يلبي طموح المواطنين ومعالجة الازمات المالية والاقتصادية ومكافحة الفساد وتعاون الكتل السياسية في ذلك للخروج برؤية شاملة ومواقف موحدة".

واشار الى ان المجتمعين درسوا تطورات الاستعدادات لإعمار العراق والتطورات الميدانية في المجال الأمني، وشددوا على وحدة القرار الأمني والعسكري بيد القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وحصر السلاح في يد الدولة.
&
رئيس البرلمان يطالب بتسليح العشائر والبيشمركة استعدادًا لتحرير الموصل
دعا رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري الجمعة الى تهيئة أسباب نجاح معركة تحرير محافظة نينوى وعاصمتها الموصل من خلال إطلاق موازنة المحافظة وتسليح العشائر ودعم البيشمركة.. مؤكداً على ضرورة دعم مرحلة ما بعد داعش في التعايش السلمي واعمار المدينة.

وقال الجبوري في كلمة له ألقاها بمؤتمر "العشائر العراقية في نينوى"، والذي عقد في مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي، اليوم، إن "الحرب على داعش حرب وجود، ولا خيار عنها، وأهلنا في نينوى يلاقون من داعش المجرم كل أنواع العذاب".. لافتاً الى أن "ذلك يدعو إلى العمل المتواصل الجاد والإسراع في فك اسر نينوى من يد الظالمين، وتهيئة كل احتياجات المعركة، وعلى رأسها تسليح العشائر ودعم البيشمركة، كي تكون كاملة العدد والعدة".

وأضاف الجبوري أن "الاحتياجات اللوجستية تفرض دعم المحافظة بإطلاق كامل موازنتها لاستيعاب احتياجات دوائر المحافظة ورعاية شؤون مواطني نينوى".. مبينًا أن "تعاون الجيش والعشائر والبيشمركة وتضامنهم يدل على إننا مقبلون على نصر عظيم يصنعه الانسجام والتعاون والإخلاص ويسنده الدعم الكبير من قبل التحالف الدولي ودعم المنظمات الدولية بالتنسيق مع الحكومة المركزية"، كما نقلت عنه وكالة "السومرية نيوز" من أربيل.

وشدد الجبوري على "أهمية التفكير جديًا في مرحلة ما بعد داعش لدعم الاستقرار والتعايش وإعادة اعمار نينوى على نحو أفضل مما كانت عليه، وكل ذلك لا يمكن تحقيقه ما لم تتضافر جهود الجميع". واكد الحاجة الى "الجهد العشائري لتحقيق السلم الأهلي عبر المصالحة المجتمعية وتغليب روح التسامح ومحاصرة الثأر ورص الصفوف وسحب ردود الفعل العشوائية وغير المنضبطة".

وكان المتحدث باسم التحالف الدولي ضد داعش ستيف وارن قال أخيرًا خلال مؤتمر صحافي في بغداد إن الموصل هي مركز قوة داعش وعاصمة خلافته ويوجد فيها بين 5 و8 آلاف مقاتل للتنظيم، وهم في ذروة قوتهم. واشار الى انه لذلك، فإن المتوقع ان تكون معركة تحريرها طويلة وقاسية ودامية، منوهًا بأنّه من الصعب تحديد فترة انجاز الانتصار. &

من جانبه، قال الجنرال شون ماكفارلاند قائد العملية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية الجمعة الماضي، إن الجنرالات العراقيين لا يعتقدون انهم سيتمكنون من استعادة الموصل قبل نهاية 2016 او مطلع 2017 على اقرب تقدير.

مؤتمر للمانحين لاعمار المناطق المتضررة بالعمليات العسكرية
على الصعيد نفسه، حدد صندوق اعادة اعمار المناطق المتضررة من العلميات الارهابية في العراق نيسان (ابريل) المقبل موعدًا لعقد المؤتمر الدولي لدول المانحة في الاردن، موجهاً سفراء العراق إلى التحرك على تلك الدول من اجل دعم المؤتمر.

وقال رئيس الصندوق عبد الباسط تركي سعيد في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف"، عقب ترؤسه الاجتماع السادس للجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي لإعادة اعمار المناطق المتضررة من العمليات "الارهابية"، إن اللجنة اتفقت على ان يكون يوما 16 و17 موعدًا لعقد المؤتمر، والذي سيكون في البحر الميت في الاردن.

وأكد ضرورة قيام وزارة الخارجية بتوجيه سفراء العراق بالتنسيق مع حكومات تلك البلدان لغرض حثهم لحضور الاجتماع، فضلاً عن تكثيف الجهود من قبل الجميع لإنجاح المؤتمر وعقد اجتماعات مكثفة وتشكيل لجان فرعية تقوم بذلك وتتحرك بسرعة.

وأوضح ان المجتمعين من اللجنة التحضيرية، وهم محافظو المناطق المتضررة من العمليات "الارهابية"، اضافة الى ممثلين من الوزارات الساندة قد اتفقوا على توجيه الدعوات الى حضور المؤتمر بعد استحصال موافقة رئيس الوزراء حيدر العبادي على توصيات الاجتماع على ان تقوم وزارة الخارجية بتوجيه الدعوات أو مجلس الوزراء.

وفي مطلع الشهر الحالي، كشف صندوق إعمار هذه المناطق أنها بحاجة إلى تريليوني دينار عراقي (حوالى ملياري دولار) لاعادة اعمار البنى التحتية في هذه المناطق وتأهيل مبانيها ودورها استعدادًا لعودة النازحين اليها. وقال رئيس الصندوق عبد الباسط تركي إن "مهمة الصندوق هي ذات شقين، الأول هو تحديد الأضرار والاحتياجات بشكل دقيق وفق الأولويات، والثاني هو توفير الأموال اللازمة من الجهات الدولية والمانحة٬ خاصة في ظل الأزمة المالية الحالية التي لا تتيح هامشاً كافيًا للحكومة الاتحادية للمناورة من أجل تأمين الموارد".&

واضاف ان "حجم الأضرار التي لحقت بهذه المناطق كبير جدًا، وحتى لو كان سعر النفط مرتفعًا، كما كان، أي يتجاوز المائة دولار للبرميل٬ فلا توجد هنالك موازنة قادرة على مواجهة هذه المشكلات خلال فترة قصيرة". واوضح ان "الخطوة الرئيسة تتمثل في محاولة إعادة البناء، ومن ثم دفع الجميع الى المساهمة في العملية"٬ مشيرًا إلى أن "هذه المناطق بحاجة إلى تريليوني دينار عراقي لإعادة الحياة اليها. أما إعادة بنائها فتحتاج أكثر من ذلك".

وتعرضت محافظات صلاح الدين والانبار ونينوى وديالى وكركوك الى عمليات تدمير نتيجة سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق واسعة منها، ثم خلال العمليات العسكرية لانتزاعها من التنظيم.
&

&

&