أعلن في بغداد اليوم عن بدء عمليات عسكرية من ثلاثة محاور لتحرير محافظة نينوى الشمالية وعاصمتها الموصل من سيطرة تنظيم داعش، حيث تمكنت القوات العراقية من تحرير قرى قريبة منها، ورفع العلم العراقي فوقها.

بغداد: أعلنت قيادة العمليات المشتركة، خلية الاعلام الحربي، إنطلاق ما اسمتها الصفحة الاولى من عملية "الفتح" لتحرير محافظة نينوى التي يسيطر عليها داعش منذ العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014. 

واشارت الى أن هذه العمليات قد بدأت فجر اليوم بتحرير مجموعة من القرى ورفع العلم العراقي فيها على يد تشكيلات القوات العراقية في قيادة عمليات نينوى والقطعات الملحقة بها وباشراف قيادة العمليات المشتركة.

ولفتت في بيان، حصلت "إيلاف" على نصه، أن القوات المسلحة بدأت عمليات عسكرية من ثلاثة محاور في تنفيذ الصفحة الاولى من عملية "الفتح"، ودعت الاهالي الى الابتعاد عن مقار التنظيم وتجمع عناصره ومخازن سلاحه، لأن طائراتها ستقوم بتدميرها خلال الساعات الاخيرة.

من جهته، اعلن مصدر في وزارة الدفاع عن تحرير قرى عدة في غرب بلدة مخمور في المحافظة. وقال إن قوات الجيش من الفرقة 15 المتمركزة في قضاء مخمور شنّت فجر اليوم عملية عسكرية واسعة على عدد من القرى غربها، كانت محتلة من قبل داعش، ويستخدمها لضرب قوات الجيش المتمركزة في معسكر مخمور بالصواريخ والهاونات، حيث ان قوات الجيش تمكنت وبشكل سريع من تحرير قرى كوديلة وكرمدي وقتل عدد من عناصر التنظيم وفرار الآخرين منها. 

طرد تنظيم داعش من قرى

من جهته، اكد مصدر أمني ان القوات المسلحة العراقية، ومعها مقاتلون قبليون، تساندهم قوات أميركية، طردوا تنظيم داعش "الإرهابي" من أربع قرى قريبة من مدينة الموصل، العاصمة المحلية لمحافظة نينوى.

وأشار المصدر الى أن القوات العراقية والحشد العشائري، وبإسناد القوات الاميركية، تمكنت من تحرير قرى مهانة وكديلة وكرمردي وخىبندان والنصر ضمن الساحل الايسر لناحية القيارة في جنوب الموصل.

وقد بدأ هجوم الجيش عقب قصف جوي ومدفعي عنيف على مواقع داعش في المنطقة، التي كانت قوات من الفرقة 15 من الجيش العراقي وصلت إليها في وقت سابق، ودخلت الى معسكر مخمور للمشاركة في الاستعدادات الجارية لتحرير الموصل التي يقطنها اكثر من مليوني نسمة، وسط مخاوف من موجة نزوح جديدة.

يذكر ان تنظيم داعش كان يستخدم تلك القرى لضرب قوات الفرقة 15 المتمركزة في معسكر مخمور بين الحين والآخر، مما يؤدي الى بعض الخسائر في صفوف مقاتلي الفرقة.

طائرات التحالف الدولي تقصف معاقل داعش

بالترافق مع هذه العمليات فقد قصفت طائرات التحالف الدولي معاقل ومقار ومواكب سيارات تابعة لتنظيم داعش في مدينة الموصل ومحيطها. وقال غياث سورجي، مسؤول إعلام مركز نينوى لتنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني، إن هجوماً استهدف موكبين لسيارات داعش في منطقة المنصة وحي السكر في الموصل، ما أدى الى مقتل "ارهابيين" اثنين بارزين في التنظيم، أحدهما يدعى أبو مروان.

واضاف انه تم أيضاً قصف مناطق القصور الرئاسية وشارع السقافة ومشفى السلام ونقطة إعلام التنظيم "الارهابي"، ومبنى ديوان الحزب وحي اليرموك ومركز محور تلكيف، مشيرًا الى أن القصف أسفر عن مقتل 15 "ارهابياً" وإصابة 15 آخرين.

من جهته، طالب قائد عمليات محافظة نينوى أهالي مدينة الموصل كافة بترك الدور القريبة من مقرات ومخازن داعش والانتقال الى مواقع أخرى تجنباً لتضررهم. وقال اللواء نجم الجبوري للوكالة الوطنية العراقية للانباء إن "استهداف المدنيين والضحايا التي تقع جراء القصف الدولي لكونهم قريبين من اهداف داعش، وهم ضحية داعش الاجرامي، بسبب ما يضعه من مخازن ومتفجرات قريبة من منازل سكنية يقوم بقتل الابرياء من خلالها".

ودعا المدنيين المتواجدين في الموصل الى "ترك منازلهم القريبة من مخازن داعش وتجمعاتهم ومقارهم، لان التنظيم يحاول قتل المدنيين بشتى الطرق والانتقام منهم". من جانب آخر، اكد سكان محليون من مدينة الموصل ان داعش‬ يطالب أصحاب المحال التجارية في العمارات والبنايات التي يستولي عليها في الموصل‬ بالتهيؤ لدفع الإيجارات السنوية للتنظيم، إضافة إلى مبالغ الزكاة التي يفرضها عليهم.

واوضحوا ان عناصر داعش أبلغت أصحاب المحال التجارية في أسواق المدينة بأن التنظيم مستمر في جباية الاموال واخذ الإيجارات، وانه لا ينوي التوقف عن هذا العمل. وأشاروا الى ان داعش يحاول تعزيز ثقة عناصره بعد الإنكسارات المتلاحقة التي تلقوها، وإيهام المدنيين بقدرته على البقاء ونشر الخوف والرعب في صفوفهم.