رأت غالبية قراء "إيلاف" أن الجيش العراقي هو الأقدر على تحرير مدينة الموصل من تنظيم "داعش"، الذي احتلها قبل أكثر من عام، وألحقها بدولة خلافته (الإسلامية).

أمستردام: تتجاذب الأطراف العراقية خلافات حادة تجاه من سيتولى تحرير محافظة نينوى ومركزها الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الذي احتلها قبل أكثر من عام، وأعلنها ولاية تابعة للخلافة الإسلامية بقيادة أبي بكر البغدادي.

الحشد الشعبي، الذي نجح في تحرير محافظة صلاح الدين في العام الماضي من "داعش"، يكرر قادته أنهم الأقدر على تحرير الموصل، بعدما اكتسبوا خبرة ميدانية في مقاتلة التنظيم، ويدعم هذا التوجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي يرى أن "الحشد الشعبي مؤسسة تابعة للدولة، والمسّ بها مسّ للدولة العراقية"، ويؤكد على أن "ليس من حق أحد أن يحدد لنا من يشارك في المعركة من عدمه، ولا يحق لجهة أن تمنع مواطنًا من المشاركة في تحرير أرضه".

وكان ساسة سنة اعترضوا على مشاركة الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل، متهمين هذا التنظيم الشيعي بارتكاب جرائم طائفية ونهب ممتلكات من المناطق التي حررها من داعش. وقد نجحوا في تحييده عن معركة تحرير الرمادي أخيرًا.

لكن العبادي وقادة الحشد يرون أن ما يذكر عن جرائم طائفية قام بها مقاتلو "الحشد الشعبي" محط شائعات، "كلما نقترب من النصر النهائي ونحقق الانتصارات المتتالية تكثر الشائعات، وعلينا التصدي لها"، مشيرًا إلى أن "فكر هذه العصابات ومن يدعمه سينقلب على أصحابه، ولن يكون أحد بمنأى عنه".

حشد بديل

ويقدم قادة السنة في الموصل بديلًا من الحشد الشعبي هو الحشد الوطني، الذي يقوده محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، ويجري مقاتلوه تدريباتهم في محافظة أربيل مركز إقليم كردستان العراق. ويضم الحشد الوطني مقاتلين من محافظة نينوى شرّدهم داعش منها، ومعظمهم جنود ورجال شرطة ومتطوعون، كما يصرح النجيفي، ويرى فيهم الاقدر مع الجيش العراقي على تحرير محافظتهم من داعش.

غير أن واقع الحال يبدو مختلفًا، فقد تحدث عدد من الساسة العراقيين - سنة وشيعة - لـ"إيلاف" عن استحالة تمكن أي قوة عراقية وحدها أو مشتركة، بما فيها الجيش العراقي، من تحرير الموصل من دون مساعدة أميركية جواً وبرّاً. وكشفوا لـ"إيلاف" عن مساعدة القوات الأميركية في تحرير الرمادي من داعش، حيث قامت الطائرات بدكّ معاقل داعش فيها، مما ادى الى تدمير معظم بناياتها، ثم دخلها الجيش العراقي، بعدما فر من فر، ومات من مات من مقاتلي داعش، وهو ما سوف يتكرر في الموصل، حسب قولهم.

خطة دعم أميركية

يدعم ذلك ما نقلته صحيفة ذي هيل الأميركية، ونشرته صحيفة المدى البغدادية هذا الشهر، من أن "القادة العسكريين الأميركيين المتواجدين في العراق يعكفون على وضع مسودة خطة عسكرية جديدة، يمكن من خلالها إقحام مجموعة من القوات الأميركية، بمعدل 15 جندياً لكل لواء عراقي يتقدم الى الموصل، مع تأسيس مقر للعمليات استعداداً للمعركة المرتقبة"، مشيرين إلى أن "تلك المجاميع ستكون بمنأى عن العمليات القتالية، لكنها ستكون قريبة منها".

وكان السفير الأميركي في العراق قال إن "عمليات تحرير الموصل بات وقتها قريباً جداً، ولا مكان للإرهابيين إلا الموت أو الخروج من العراق. واستناداً الى قادة عسكريين عراقيين، فإن "معركة الموصل تقتضي تحريك ما بين ثمانية إلى 12 لواءً، ما يعني مشاركة حوالى 180 جندياً أميركياً معها في الزحف نحو الموصل (405 كم شمال العاصمة بغداد).

وذكر مسؤولون أميركيون، حسب الصحيفة أن تلك "الفصائل من القوات الأميركية ستعمل مع قادة الألوية العراقية لإرسال أوامر بشن غارات جوية وتوفير المعلومات الاستخبارية والدعم اللوجستي والتكتيكي مع الإسناد الناري"، معتبرين أن "عمل القوات الأميركية على هذا المستوى يساعد الجيش العراقي بنحو كبير في معركته".

من جانبه، قال جيمس جيفري، السفير الأميركي السابق لدى العراق، إن "مقار القوات العراقية على مستوى الفرقة أو اللواء قد تكون على مسافة قريبة من أرض المعركة".

استبعد جيفري، أن "يوافق الرئيس باراك أوباما، على اقحام عناصر من القوات الأميركية لمناطق قريبة جداً من أرض المعركة"، في حين يتحدث وزير الدفاع كارتر، بنحو أكثر صراحة عن رأيه ورغبة الرئيس أيضًا في ما "يمكن تقديمه لتعجيل المعركة ضد داعش".

لكنّ قائداً في القيادة المركزية للجيش الأميركي، هو الجنرال لويد اوستن، قال خلال جلسة استماع في الكونغرس، عقدت اخيراً، أنه "أوصى بمقترحات عدة بشأن كيفية استعادة الموصل والرقة، معقلي تنظيم داعش في العراق وسوريا، منها زج قوات أميركية إضافية، تكون ذات فائدة في معركة الموصل".

الجيش أولًا

وكانت "إيلاف" طرحت في سؤال استفتائها للأسبوع الماضي ما يلي: "من الأقدر على تحرير الموصل من تنظيم «داعش»؟"، طارحة ثلاثة خيارات للتصويت (الجيش العراقي، الحشد الشعبي، قوات أميركية).

وجاءت غالبية الأصوات لمصلحة الخيار الأول (الجيش العراقي) بنسبة 43 % من الأصوات من خلال 1237 عملية تصويت. المرتبة الثانية احتلتها "القوات الأميركية" بفارق بسيط، إذ حاز هذا الخيار 40 % أصوات من المستفتين عبر 1156 عملية تصويت. أما المرتبة الأخيرة فكانت من نصيب "الحشد الشعبي" الذي أجمعت غالبية قراء "إيلاف" على استبعاده بمنحهم إياه أقل الأصوات (505 عمليات تصويت) مثلت 17 % من أصوات المشاركين في الاستفتاء الأسبوعي.

&

&