قال التحالف الدولي ضد داعش إنه ليس هناك موعد محدد لتحرير مدينة الموصل العراقية الشمالية من قبضة التنظيم، مؤكدًا مقتل القيادي فيه عمر الشيشاني.. فيما حذر العبادي من خروقات أمنية خلال تظاهرات الاحتجاج.

أسامة مهدي: قال المتحدث باسم التحالف "ستيف وارن" خلال مؤتمر صحافي في بغداد الثلاثاء انه ماض من خلال الضربات الجوية الدقيقة التي تنفذها طائرات التحالف في الاستعدادات لمعركة تحرير مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية من قبضة داعش الذي سيطر عليها في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014، لكنه اوضح انه لا يوجد موعد محدد لتحرير المدينة، رغم بدء العملية العسكرية، غير أنه اشار الى انه ستبدأ خلال العام الحالي.. مؤكدا ان الحكومة العراقية تولي اهتماما كبيرا بالمدنيين الموجودين هناك، والذين يصل عددهم الى مليوني نسمة.&

واوضح ان التحالف لا يقرر اين تكون حركة القوات العراقية، لان هذا الامر يعود إلى الحكومة، وان هذه القرارات تتم بالتشاور بين الحكومة والتحالف. وقال ان تنظيم داعش لم ينتصر في اية معركة في العراق منذ شهر أيار (مايو) الماضي، مشيراً الى ان التحالف يقتل قيادياً للتنظيم كل ثلاثة أيام تقريباً.
&
أمير داعش الكيميائي سُلم لسلطات كردستان
واكد وارن ان امير كيميائي تنظيم داعش، ويدعى ابو داود، قد أعتقل من قبل التحالف، وقد تم تسليمه الى سلطات اقليم كردستان.. موضحا ان التحالف حصل منه على معلومات مهمة عن الاسلحة الكيميائية، وباشر بقصف غالبية المواقع التي تصنع الاسلحة الكيميائية.

واشار الى ان التنظيم يحاول الحصول على اسلحة كيميائية فتاكة، لكن&ليست هناك ادلة تؤكد حصوله على مثل هذه الاسلحة الفتاكة. وشدد على ان التحالف مستمر في استهداف الاسلحة الكيميائية للتنظيم، وقد حصل على معلومات استخبارية مهمة جدًا منه. واوضح ان ما يستخدمه داعش، منها الخردل، وهو مصنع محليا، يسبب اضرارا جلدية مؤلمة، ولكن احتمالات الموت فيه قليلة لا تتعدى 5 في المائة.

واضاف ان الرئيس السوري بشار الاسد استخدم الاسلحة الكيميائية، وهو جزء من وجود داعش، وتسبب بقتل مئات الآلاف من السوريين، واشعل الحرب الاهلية السورية. واشار الى انه لا مستقبل لبشار مع سوريا على المستوى البعيد.. مبينا ان السلام سيعمّ في سوريا بغياب الاسد. وقال ان هناك معلومات عن انسحاب&روسي من سوريا "لكن التفاصيل والمعلومات التي لدينا تشير الى انه لم نر لغاية الآن اي قوات عسكرية روسية تغادر".

تدريب القوات العراقية
وعن تدريب القوات العراقية اشار وارن الى ان قوات التحالف دربت 20 ألفاً من عناصر القوات الامنية العراقية، وقدمت إليهم المهارات والمعدات".. مؤكدا أن هذه القوات حصلت على تدريبات متنوعة من اقتحام البنايات والتدريبات القتالية الأخرى. واوضح ان مدربين عراقيين ومستشارين من هولندا واسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة شاركوا في عمليات التدريب.

وبيّن "ان قوات مكافحة الارهاب العراقية شكلت جزءا حيويا في القتال ضد داعش، ونحن فخورون في ان نشكل دورا في عملية تدريب القوات العراقية وأخيرا تخرج ما يقارب 450 من المتدربين الجدد من دورة المغاوير في بغداد، واصبحوا الاعضاء الجدد في قوات مكافحة الارهاب، حيث استغرق هذا التدريب اسابيع، وضم التدريب على التصويب وحرب المدن واقتحام البنايات والتدريب الطبي".

واشار وارن الى ان "القوات العراقية القت في الاسبوع الماضي منشورات في زنكورة، وضمت هذه المنشورات تعليمات امنية للمدنيين، وحذرت داعش من ان قوات مكافحة الارهاب اصبحت بالقرب منهم، وكان الهدف من القاء المنشورات تقليل عدد الضحايا في صفوف المدنيين، وإضعاف معنويات داعش.

واوضح انه منذ القاء المنشورات تم إخلاء الآلاف من المدنيين، وتلقوا المساعدات من قبل قوات مكافحة الارهاب.. وقال "قامت القوات الامنية باعتقال 33 من تنظيم داعش، الذين كانوا ينوون الفرار، وهؤلاء الآن في قبضة قوات مكافحة الارهاب، وسوف يتم تقديمهم الى المحاكمة من قبل القوات الامنية العراقية".
&
التحالف يؤكد مقتل عمر الشيشاني
وأكد وارن مقتل القيادي البارز والاكثر اهمية في تنظيم داعش ابو عمر الشيشاني في سوريا. واشار الى ان القيادي الشيشاني قتل قبل يومين في سوريا وموته مؤلم للتنظيم، مؤكدا ان التحالف الدولي والقوات الامنية تقتل قياديا بارزا في التنظيم كل ثلاثة ايام، حيث تم قتل 10 آلاف داعشي لغاية الآن.

وبشأن ازالة الالغام من المناطق المحررة، اكد وارن وجود تنسيق بين الامم المتحدة وبرنامج التنمية الاميركي ومنظمات اخرى لإزالة الألغام وايضا شركات تقوم بكسح الالغام.. موضحا ان هذه النقاشات تقوم على اساس ايجاد الحلول، وعسكريا قوات التحالف مشتركة في هذه النقاشات، وتقدم الاستشارة، لكن القرار النهائي بخصوص رفع هذه الالغام لن يتم التوصل الية حتى&الآن، وهو قرار عائد الى الحكومة العراقية "بحسب قوله.&

العبادي يحذر من خروقات أمنية خلال تظاهرات الاحتجاج
على الصعيد نفسه فقد حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من ان اي خرق امني سيثير الفوضى ويعرّض الممتلكات العامة والمواطنين للخطر، وان واجب الحكومة الحفاظ على النظام العام ومنع اية ثغرة قد تنفذ منها الجماعات المغرضة.

وقال العبادي ان الخطط العسكرية للقضاء على تنظيم داعش ماضية وفق الجدول الزمني المخطط له، واستعرض خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء الاعتيادية في بغداد الثلاثاء، الاستعدادات الجارية لمعالجة حالات النزوح التي ترافق العمليات العسكرية بالتعاون مع المنظمات الدولية.&

وشدد على ضرورة تجنب كل ما يسبب ضررًا معنويًا واحباطا لدى المواطن من خلال تهويل بعض الاحداث والاعمال التي تقوم بها عصابات داعش "الارهابية". واشار الى جهود القوات الامنية التي توفر الحماية للمتظاهرين وتقاتل "الارهاب" في الوقت نفسه.. مشددا على ضرورة الالتزام بالقوانين والتعليمات الخاصة في&اماكن التظاهرات، وبما يتيح للقوات الامنية القدرة على توفير الحماية اللازمة لها.&

واكد المجلس ان اي خرق أمني سيثير الفوضى، ويعرّض الممتلكات العامة والمواطنين للخطر، وان واجب الحكومة الحفاظ على النظام العام ومنع اية ثغرة قد تنفذ منها الجماعات المغرضة، في اشارة الى وقف الاعتصام التي سيقوم بها الآلاف من المواطنين الجمعة المقبل امام بوابات المنطقة الخضراء استجابة لدعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

وبحث مجلس الوزراء القضايا الراهنة والقرارات المدرجة في جدول اعماله وقرر تشكيل لجنة برئاسة وزارة التجارة وعضوية كل من وزارات (المالية، والزراعة، والتخطيط) لايجاد الآليات لدفع مستحقات الفلاحين وفق الاستحقاق الحقيقي والتدقيق وفق الخطة الزراعية ونوعية الحنطة المستلمة واعتماد بيانات الجهاز المركزي للاحصاء في ما يتعلق بالكميات المنتجة من محصول الحنطة على مستوى الوحدات الادارية، واطلاق مبلغ مقداره مائة مليار دينار لاستحقاقات الفلاحين.

كما وافق المجلس على قيام وزارتي الدفاع والداخلية بشراء وتحديد احتياجاتهما من الاعتدة من الشركة العامة للصناعات الحربية مع مراعاة المواصفات والاسعار ومدة التجهيز وتخويل شركة الصناعات الحربية استقدام العروض الاستثمارية لتنفيذ المشروع، واستحداث مشروع الصناعة الحربية في وزارة التخطيط بدون اضافة تخصيصات.

وايضا وافق على قيام مجلس شورى الدولة باعداد مشروع قانون لانضمام العراق الى اتفاقيتي هوية وثائق البحارة، والعمل البحري وارساله الى مجلس النواب عن طريق الامانة العامة لمجلس الوزراء.

كما خوّل المجلس وزير المالية هوشيار زيباري وسفير العراق في هنغاريا صلاحية التفاوض والتوقيع على مشروع تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب من دفع الضرائب المفروضة على الدخل ورأس المال بين حكومة العراق وحكومتي باكستان الاسلامية وهنغاريا.
&