ظهر إلى العلن صراع ظل خفيًا بين تركيا وبلجيكا، على خلفيات (إرهابية)، فغداة إعلان الرئيس التركي عن أن بروكسل كانت أطلقت سراح أحد المتورطين في التفجيرات، اتهمت أنقرة الحكومة البلجيكية برفض تسليمها "إرهابيين".

&
نصر المجالي: قالت مصادر تركية إن الحكومة البلجيكية، ترفض مطالب تركيا حيال إعادة العديد من "الإرهابيين"، بينهم أعضاء بارزون في منظمات "إرهابية"، مثل عضو حزب التحرير الشعبي الثوري (د ه ك ب-ج) فخرية أردال، المتهمة باغتيال رجل الأعمال التركي أوزدمير سابانجي، ومسؤول أوروبا لمنظمتي "بي كي كي"، و"ك.ج.ك" زبير أيدار.
&
وقالت مصادر في وزارة العدل التركية، إن السلطات البلجيكية رفضت طلبًا تركيًا بخصوص إعادة 20 شخصًا، بينهم أيدار وأردال، ويستمر التفاوض بشأن إعادة 9 أشخاص آخرين، فيما استغنت السلطات التركية عن طلب إعادة عضوة منظمة "بي كا كا"، فيغان دوغان، بعد مقتلها في فرنسا في 9 كانون الثاني (يناير) العام 2013.
&
مراسلات&
وخلال المراسلات التي جرت بين السلطات التركية والبلجيكية بخصوص إعادة فخرية أردال المتهمة باغتيال سابانجي، رفضت بلجيكا اعتبار أردال "إرهابية"، إنما وصفتها بـ"عضو في عصابة".
&
وقالت وكالة أنباء (الأناضول) إن السلطات التركية كانت تقدمت بطلب إلى السلطات البلجيكية لتسليمها 56 شخصًا، متهمين بجرائم عادية، وتمّت الاستجابة من جانب بلجيكا بشأن تسليم 35 فقط من المتهمين، فيما تستمر الإجراءات بخصوص تسليم 10 آخرين، ورفض تسليم 8، فيما استغنت تركيا عن المطالبة بإعادة 3 منهم، حسب ما أفادت مصادر العدل التركية.
&
في المقابل، وافقت السلطات التركية على تسليم 9 أشخاص متهمين بارتكاب جرائم عادية، من أصل 13، إلى السلطات البلجيكية، فيما رفضت تسليم متهمين اثنين، ولا تزال المراسلات جارية بخصوص اثنين آخرين. وتقول الوكالة إن تركيا كانت رفضت طلبًا تقدمت به السلطات البلجيكية، حول تسليمها شخصًا متهماً بارتكاب جرائم "إرهابية"، بينما قررت إبعاد شخص آخر مطلوب لدى السلطات البلجيكية بالجريمة نفسها، إلى خارج حدود تركيا.
&
إعادة المطلوبين
وأشارت (الأناضول) إلى أن وزير العدل التركي، بكير بوزداغ، كان تطرق إلى مسألة إعادة المطلوبين، خلال الاجتماع الوزاري الثلاثي، الذي جرى بين البلدين في 9 آذار (مارس) الجاري، في العاصمة أنقرة.&
&
وضمّ الاجتماع وزراء الخارجية والداخلية والعدل لكلا البلدين، حيث تباحث في هذا الشأن مع نظيره البلجيكي، كوين جنيس، وأشار يوزداغ خلاله إلى أنّ تركيا تقدّمت بالعديد من طلبات الإعادة، إلّا أنّ بلجيكا رفضت هذه الطلبات، لافتاً في هذا السياق إلى أنّ أنقرة ترغب في أن تبدي بروكسل حساسية أكبر في هذا الخصوص.
&
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، تطرق أيضاً إلى مسألة إعادة المطلوبين، خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب الاجتماع الوزاري الثلاثي، قائلًا إن "بلجيكا تبدي الحساسية المطلوبة بخصوص إعادة المتهمين بجرائم عادية، لكننا لا نستطيع أن نقول إنها تبدي الحساسية نفسها في ما يتعلق بإعادة أعضاء "بي كا كا" و"د ه ك ب - ج"، فالذين تمّ توقيفهم عام 2014، خلال مداهمات الشرطة البلجيكية، لم يعرضوا بعد على القضاء، لا نريد التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، لكن يجب الابتعاد عن ازدواجية المعايير بالنسبة الى مكافحة الإرهابيين والمنظمات الإرهابية".
&
ارتباطات البكراوي
إلى ذلك، قال وزير العدل البلجيكي كوين جينس، إن الارتباطات "الإرهابية" لـ"إبراهيم البكراوي"، أحد منفذي هجمات العاصمة بروكسل، التي وقعت الثلاثاء الماضي، مخلّفًة قتلى وجرحى "لم تكن معروفة، عندما رحلته تركيا من أراضيها، في وقت سابق من العام الماضي".
&
وقال الوزير البلجيكي مساء الأربعاء، لهيئة الإذاعة والتلفزيون العامة البلجيكية "في أر تي"، تعليقاً على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، حول ترحيل بلاده لـ"البكراوي" في تموز (يوليو) 2015، وتحذيرها من خطورته، وأن بلجيكا أطلقت سراحه.
&
وأوضح جينس أن تركيا ألقت بالفعل القبض، على البكراوي، إلا أنها رحلته إلى هولندا، وليس بلجيكا، مضيفاً: "وآنذاك تم سجنه، على خلفية تهمة غير متعلقة بالإرهاب، وأُطلق سراحه في ما بعد، بشكل مشروط، ولم تكن ارتباطاته الإرهابية، معروفة في تلك الفترة".
&
وكان الرئيس التركي كشف في وقت سابق الأربعاء، أن بلاده ألقت القبض على "البكراوي"، في ولاية غازي عنتاب (جنوب) في يونيو/حزيران 2015، وقامت بترحيله بعد شهر، وأعلمت السفارة البلجيكية في أنقرة بالأمر، مشيراً إلى أن "البلجيكيين أطلقوا سراحه"، وذلك في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الروماني كلاوس يوهانيس، في أنقرة.
&
وأضاف أردوغان: "بلجيكا لم تستطع تحديد ارتباط ذلك الشخص بالإرهاب، رغم تحذير تركيا بأنه مقاتل إرهابي أجنبي، كما أننا أعدناه إلى هولندا بناء على طلبه".

قتلى وجرحى
وقُتل 31 شخصاً، ما عدا المهاجمين، وأصيب ما لا يقل عن 260 آخرين، وفقاً لما أعلنه مركز الأزمات في بروكسل، جراء الهجمات التي استهدفت، محطة "ميلبيك" لقطار الأنفاق، ومطار "زافينتيم"، وتبنتها تنظيم داعش "الإرهابي"، في العاصمة البلجيكية.&
&
وكان المدعي العام الفيدرالي البلجيكي فريدريك فان لييو أوضح في مؤتمر صحافي صباح الأربعاء، أن "البكراوي" نفذ هجوم مطار "زافنتيم"، وشقيقه "خالد"، نفذ هجوم محطة "ميلبيك".
&
ولفت إلى أن "الشخص، الذي التقطت كاميرات المراقبة صورته، إلى جانب منفذ التفجير الثاني في المطار، لا يزال طليقًا، ولم تعرف هويته"، في حين وسائل إعلام بلجيكية ذكرت المشتبه فيه بإعداد المتفجرات "نجم عشراوي" هو الانتحاري الآخر في المطار.
&