انهارت المفوضة الأوروبية العليا للشؤون الخارجية والأمن فيديريكا موغيريني وغالبت دموعها، أثناء حديثها عن هجمات بروكسل خلال مؤتمر صحافي في الأردن.

نصر المجالي: غلبت الدموع المفوضة الأوروبية العليا للشؤون الخارجية والأمن فيديريكا موغيريني إثر التفجيرات التي وقعت في بروكسل اليوم، قبل أن يقترب منها وزير الخارجية الأردني ناصر جودة محاولاً تهدئتها لينسحبا معاً خارج قاعة المؤتمر.

وكانت موغيريني تشارك في مؤتمر صحافي مشترك مع جوده، اليوم الثلاثاء، لكنها لم تتمكن من ضبط نفسها بعد حديثها عن الهجمات الإرهابية المروعة في العاصمة البلجيكية وغادرت المؤتمر قبل انتهائه.

وفي المؤتمر الصحافي، قال جودة "ان الموقف الأردني واضح بإدانة الإرهاب اياً كان مصدره او الذين يختبئون خلفه"، مشيرا الى ان الإرهابيين يمارسون هذه الاعمال بصرف النظر عن الدين او الجنس.

واضاف، "كلنا مهددون ويجب ان تتكاتف جهودنا جميعا لمكافحة الإرهاب والتطرف"، مشيرا الى ان مكافحة الإرهاب كان موضوعا هاما في مباحثات جلالة الملك عبدالله الثاني في بروكسل الاسبوع الماضي حيث "يصف جلالته الحرب على الإرهاب بأنها حرب كونية ثالثة بأسلوب مختلف".

وأكد جودة ان المسلمين هم اكثر ضحايا هذا الإرهاب ولكن لا احد محميا من هذا الاستهداف الإرهابي في كل انحاء المعمورة.

حديث موغيريني&

ومن جهتها، اشارت موغيريني خلال المؤتمر الصحافي الى حديث الملك عبدالله الثاني في البرلمان الأوروبي قبل اشهر الذي استخدم فيه&عبارة "السلام عليكم وتعني عسى السلام يعم عليكم"، مشيرة الى انه لا توجد رسالة اقوى نوصلها اليوم للمنطقة وأوروبا من هذه الرسالة.

واضافت، ان "هذا يوم مهم لأننا كنا نخطط لزيارة الأردن وإجراء هذه اللقاءات منذ فترة ولكنه يوم حزين لأوروبا التي تعاني هي وعاصمتها بلجيكا من تفجيرات اليوم"، مؤكدة "نحن متحدون ونشعر بالأسف على ضحايانا لكننا سنتصدى لهذا الفعل".

ادانة الإرهاب

وأعرب جودة عن "ادانة الأردن الشديدة للأعمال الإرهابية التي شهدتها العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم"، مؤكدا تضامن الأردن مع "الاصدقاء في بلجيكيا في هذه الساعات العصيبة والتزام الأردن العمل مع الجميع لمكافحة الإرهاب والتطرف".

واستعرض جودة وموغيريني خلال المباحثات نتائج زيارة الملك عبدالله الثاني الى بروكسل الاسبوع الماضي والمحادثات التي اجراها مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، مؤكدين اهمية البناء على مخرجات هذه الزيارة واستمرار التنسيق والتشاور بين الجانبين.

وأكد تقدير الأردن للدعم والمساعدات التي تقدمها مختلف مؤسسات الاتحاد للمملكة، "والتي تعكس الإدراك لحجم التحديات التي يواجهها الأردن ودوره المحوري في التعامل مع مختلف القضايا".

قواعد المنشأ&

وبحث جودة وموغيريني تبسيط وتسهيل قواعد المنشأ من قبل الاتحاد الأوروبي بالنسبة للأردن، وتطبيقها على عدد من المناطق التنموية والصناعية المؤهلة في المملكة، مؤكدين اهمية ذلك في توسيع آفاق الاستثمار وفرص تدفق الصادرات الأردنية إلى أوروبا.

وتم خلال اللقاء بحث اهمية "تضافر الجهود الدولية لمواجهة ومكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية والفكر المتطرف من خلال نهج تشاركي بين كافة الاطراف المعنية خاصة"، مجمعين على أن الإرهاب اصبح تحديا يواجه العالم اجمع.

وعرض الطرفان للتطورات والمستجدات على الساحة السورية والجهود الدولية المبذولة في هذا الاطار، حيث اعاد جودة التأكيد على الموقف الأردني الثابت بقيادة الملك عبدالله الثاني الداعي الى التوصل الى حل سياسي يضمن أمن وأمان سوريا ووحدتها الترابية بمشاركة كافة مكونات الشعب السوري.&

وأكد جودة اهمية العمل لإنجاز هذا الحل السياسي الشامل استنادا الى قرار مجلس الامن رقم 2254 ومقررات جنيف 1 والبياناتِ الصادرةِ عن المجموعةِ الدولية لدعم سوريا في اجتماعاتِها في&فيينا ونيويورك واخيرا في ميونخ اضافة الى آخر المستجدات على صعيد مفاوضات جنيف.

تأكيد الشراكة

من جانبها أكدت موغيريني حرص الاتحاد الأوروبي على تطوير علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية مع المملكة لا سيما في ظل الفرص المتاحة للمضي قدما في البناء على العلاقات المميزة التي تجمع المملكة مع الاتحاد.

وشددت على حرص الاتحاد الأوروبي على إدامة التنسيق والتشاور مع الأردن للتعامل مع التحديات التي تواجه الشرق الأوسط، وفي مقدمها محاربة الإرهاب وعصاباته، والتعامل مع تداعيات الأزمة السورية، خصوصا ما يتصل بأعباء اللاجئين السوريين، مقدرة ما يقدمه الأردن من رعاية وخدمات لهم.

وقالت موغيريني ان "الأردن يعد شريكا مهما لنا إن لم يكن الشريك الأهم"، حيث نتشارك في رؤيتنا في التعامل مع مختلف التحديات.

وفي ما يتعلق بالتحديات الاقتصادية التي تواجهها المملكة ودعم الاتحاد الأوروبي لها، أكدت موغيريني دعم الاتحاد الأوروبي للأردن في مجالات مختلفة منذ سنوات، لافتة الى ان المملكة هي إحدى الدول التي تحظى بدعم كبير من الاتحاد الأوروبي لمواجهة تحديات استقبال اللاجئين، إضافة للتعامل مع التحديات الأخرى التي تواجهها.